بمقارنة الأرانب ببقية حيوانات المزرعة الأخرى فإنها أقل تحملاً للارتفاع فى درجات
حرارة البيئة المحيطة بها خاصة إذا تزامن مع زيادة في الرطوبة النسبية فى أماكن
تربيتها. وتعطى الأرانب أفضل أداء إنتاجي وتناسلي لها عندما تكون درجة الحرارة
المحيطة بها فى حدود 15- 25 ºم حسب السلالة التي يتم تربيتها والغرض التي تربى
من اجله. ونظراً لأن الأرانب لا تمتلك غدداً عرقية فإنه عند ارتفاع الحرارة عن هذا
المدى فان الأرانب تفقد الحرارة الزائدة داخل أجسامها عن طريق النهجان ( تبخير
الماء عن طريق الجهاز التنفسي)، وفى مدى حراري 25-30 º م فان الأرانب تمدد
أجسامها لزيادة مسطح الجسم لفقد الحرارة عن طريق الحمل والتوصيل والإشعاع للبيئة
المحيطة، وتبدأ مجموعة من التنظيمات الفسيولوجية والسلوكية والهرمونية للعمل على
الحد من الزيادة فى حرارة الجسم. وعندما تصل درجة الحرارة المحيطة بالأرانب إلى 35
º م تبدأ الأرانب فى فقد قدرتها على تنظيم درجة حرارة أجسامها و عند 40-42
º م تصل الأرانب لمرحلة الإنهاك الحراري و تزداد بشدة معدلات النفوق مما يؤدى
لخسائر جسيمه للمربى<span lang="en-us"> </span>.

تحسين أداء الأرانب صيفاً<span lang="en-us"> :</span>

هناك وسائل (ميكانيكيات) مختلفة للتغلب أو التأقلم مع الارتفاع الشديد فى حرارة
الجو المحيط بالأرانب ومنها الطرق الوراثية بانتخاب السلالات المقاومة للحرارة
العالية أو الخلط بين سلالات مقاومة للحرارة الشديدة و سلالات تمتاز بالإنتاجية
العالية, و كذلك هناك طرق خاصة بالرعاية مثل مراعاة كثافة عدد الأرنب لكل وحده
مساحة والتغذية ليلاً و النظافة العالية و نظم التبريد (ماء مبرد حرارته 15-20م
&ordm; - مراوح- وضع خيش مبلل على فتحات دخول الهواء و غيرها....) من الطرق التي قد
يلجأ المربى إليها ليقلل من شعور الأرانب بالحرارة الشديدة و تبريد حرارة الجسم
الداخلية حسب الإمكانيات المتاحة. و تلعب التغذية دوراً رئيسياً فى تقليل الإجهاد
الحراري على الأرانب.

وسنتناول فى هذا المقال بشيء من التفصيل دور التغذية و بعض الإرشادات التي يفضل أن
يتبعها المربى لتحسين أداء قطيعه أثناء الصيف.



1-العناصر الغذائية الكبرى :

أ‌- البروتين : من المعروف أن الأرنب يلجأ لتقليل العلف المستهلك صيفا حتى
لا يضيف عبء الحرارة الناتجة من عمليات التمثيل الغذائي إلى العبء الناتج عن ارتفاع
الحرارة المحيطة به .

و بالتالي فيقل المأكول اليومي من البروتين عند ارتفاع حرارة الجو لذا يلجأ البعض
إلى زيادة نسبة بروتين العليقة صيفا لتعويض النقص فى المأكول منه ، و بعض الدراسات
الأخرى تفضل رفع نسب الأحماض الأمينية (وحدات بناء البروتينات) الضرورية فى الجو
الحار بدلاً من رفع نسبة البروتين بالعلف .

كذلك يراعى جودة بروتين الغذاء من حيث نسب الأحماض الأمينية وخاصة الضرورية منها و
نسبة كل حمض للأخر ونسبة المهضوم من هذه الأحماض. فمثلا بروتين كسب فول الصويا و
كسب عباد الشمس يعتبرا مصدرين متزنين فى الأحماض الأمينية، بينما بروتين جلوتين
الذرة رغم ارتفاع نسبة البروتين به (62%) إلا انه غير متزن فى أحماضه الأمينية.

ويراعى عدم استخدام المركزات البروتينية سواء الحيوانية أو النباتية فى علائق
الأرانب لارتفاع أسعارها و زيادة نسب الأملاح بها و خاصة الصوديوم و الفوسفور عن
الاحتياجات الخاصة بالأرانب .

ب- الطاقة : يفضل الكثيرون الاهتمام بمصدر طاقة الغذاء (كربوهيدرات – زيوت
ودهون ) فى الجو الحار عن الاهتمام بمستوى طاقة الغذاء، لذا يلجأ بعض المربون
لإضافة الزيوت النباتية أو الدهون الحيوانية بما لا يزيد عن 2-3% من مكونات الغذاء
حيث ثبت أهميتها فى تحسين أداء الأرانب صيفاً و زيادة العائد المادي للمشروع. بشرط
إتباع الاحتياطات اللازمة لإضافتها و هي الاستعانة بالدهون الحيوانية أو الزيوت
المرتفعة فى نسبة الأحماض الدهنية المشبعة تفاديا لحدوث تزنخ للعليقة عند تخزينها
فى الجو الحار وعدم تخزينها لفترات تزيد عن شهران .

ج-الألياف : معظم علائق الأرانب لمختلف المراحل الفسيولوجية بالمزرعة تحتوى
على ألياف 12-14% وتعتبر هذه النسبة مثالية أيضا فى الجو الحار و الزيادة عن تلك
النسبة بإضافة الأتبان تسبب زيادة العبء الحراري و تقليل معدلات النمو و الأداء
للفطام  .

2-العناصر الغذائية الصغرى ( الإضافات الغذائية ) :

بالإضافة لما كتبناه سابقا على إضافات فى تحسين النمو فى مقالة ( تصنيع أعلاف
الأرانب علمياً و عملياً) فانه يمكن إضافة:

أ- فيتامين سى بمعدل 200 ملجم / لتر ماء أو 200 ملجم / كجم علف ( يتم رش
الفيتامين القابل للذوبان فى الماء على العلف بعد تصنيع العلف و قبل استخدامه
مباشرة حيث انه سريع الاكسدة) ويعمل الفيتامين على التأثير على هرمونات الإجهاد
الحراري فيجعل الجسم أكثر مقاومة للحرارة المرتفعة إلا أن هذه التقنية فى معظم
الأحيان لا ترفع معدلات النمو إلا أنها فعالة فى تقليل نسبة الوفيات .

ب- الأملاح المعدنية ( الالكتروليتات ) :

تعمل هذه الإضافات على تعديل الخلل فى اتزان الحموضة و القلوية نتيجة زيادة قلوية
الدم أثناء الحرارة المرتفعة و من هذه المصادر:

1- كلوريد البوتاسيوم ويضاف بنسبة 0.25 أو 0.50 % إلى العلائق يعمل على الحفاظ على
سلامة نقل العناصر الغذائية على جانبي غشاء الخلية حيث أن عنصر البوتاسيوم يصل
الفقد فيه إلى 6 مرات المستهلك أثناء التعرض للحرارة المرتفعة و بالتالي فإضافة
مصدر البوتاسيوم يعتبر ضروري وهام للغاية أثناء التربية و الإنتاج صيفاً .

2- يتوافر بالأسواق منتجات تجارية عبارة عن خليط من الأملاح المعدنية مع
الفيتامينات تستخدم لمقاومة الإجهاد الحراري فى حيوانات المزرعة وهى تستخدم بنجاح
مع الأرانب إلا أنها فى معظم الأحيان تكون مرتفعة الثمن.

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 1042 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2006 بواسطة lopez

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

704,107