تعتمد مشاريع انتاج الأرانب تجاريا على عدد من المقومات الاساسيه واللازمة لنجاح استمرارية المشروع بما يتفق مع الإمكانيات المتاحة لإقامة المشروع. و تشمل تلك المقومات توفر رأس المال اللازم للمشروع و اختيار المكان الملائم و المنشأت والتجهيزات المناسبة بالمواصفات القياسية و العمالة الفنية المدربة إلى غير ذلك من اختيار السلالة المناسبة التي تلاءم البيئة المحيطة به و تلبى رغبات المستهلك والتسويق الجيد للمنتج. و تعتبر التغذية بعد إتمام المتطلبات السابقة حجر الزاوية لنجاح المشروع حيث تمثل التغذية 60-70% من اجمالى التكاليف المتغيرة لمشروع إنتاج الأرانب و قد ترتفع هذه النسبة فى ظل الارتفاع المطرد لأسعار خامات العلف، و على مربى الأرانب ان يتحلى بالصبر فقليل ممن بدءوا هذا النشاط استمر بنجاح.
خلال الأيام السابقة وجه احد أعضاء موقع البيطرة العربية استفسارا على الموقع يسأل فيه عن أعلاف الأرانب من حيث مكوناتها و كيفية التصنيع وقرأت عدداً من الردود الطيبة من عدد من الإخوة و الأخوات. حقيقةً إن مشكلة الحصول على علف جيد خاصة فى بلد مثل مصر تستورد معظم خامات العلف من الخارج يعتبر مشكلة رئيسية، لا تؤرق المربون فحسب بل تمتد لتشمل العاملين فى مجال البحث العلمى، ففي حين أن الباحث يقوم بدراسة مشكلة ما فى الأرانب فإنه قد يفاجأ أن العلف المستخدم فى بحثه قد يكون سبباً لفشل دراسته أو التأثير على نتائجها، فى حين أن مكونات العليقه المستخدمة قد لا تمت بصله لدراسته .
و تتناول هذه المقالة تصنيف خامات أعلاف الأرانب و القواعد العلمية لتركيب علائق الأرانب وكيفيه تقييم مصادر العلف المختلفه وطرق غشها و بعض المشاكل المرتبطة بعدم إتزان العليقه و أخيراً بعض التطبيقات البحثية لزيادة العائد لمشروع الأرانب.
خامات الأعلاف
يمكن تقسيم مواد العلف الخام التي تستخدم في علائق الأرانب الي قسمين رئيسيين هما الخامات الجافة (مكونات العلائق الجافة) ومواد العلف الخضراء، ولإنتاج الأرانب بصورة إقتصادية نستخدم العلائق الجافة للتغذية بما يضمن تغطية إحتياجات الأرانب من العناصر الغذائية الكبرى (طاقة وبروتين وألياف) والصغرى (عناصر معدنية وفيتامينات) بخلاف الإضافات الغير غذائية الأخرى (مضادات الكوكسيديا-مضادات السموم الفطرية-منشطات النمو سواء الطبيعية أو الكيماوية) اللازمة لنجاح وتعظيم العائد الاقتصادي للمشروع.
وتضم مكونات العلائق الجافة مصادر الطاقة كالحبوب مثل الشعير أو الأذرة و يستخدما بنسبة 20-30% ومخلفات المطاحن ومنها نخالة القمح و يمكن استخدامها بنسبه 15-35% و مخلفات تصنيع منتجات الشعير كالمولت والراد سيل و كذلك مخلفات التصنيع الزراعي مثل نوى البلح ، و كلها تحتوى على نسبة عالية من الطاقة المهضومة، بالإضافة إلي المولاس حيث يعمل كمادة رابطة لمكونات العليقه فضلاً عن محتواه العالى من العناصر المعدنية ويمكن إستخدامه بنسبة تصل إلي5 %.
و مصادر البروتين تشمل الأكساب وأهمها كسب فول الصويا 44% أو 48% وكسب بذرة عباد الشمس وكسب الفول السوداني وتستخدم هذه الأكساب بنسبة 10-25% ، بذور البقوليات مثل بذور حبوب الفول الصويا الكاملة المعاملة البثق وغيرها من البذور الزيتية المتاحة بشرط التخلص من العوامل المثبطة غذائياً التى قد تتواجد بها ويمكن استخدامها بنسبة 10-25% ومخلفات مصانع النشا مثل جلوتين الذرة وكسب جنين الذرة وغيرهما ويمكن استخدامهما بنسبة تصل إلى 10 % ولكن يراعي أن هذه المواد قد تحتوي علي نسبة عالية من الرطوبة فتصبح عرضة لنمو الفطريات وإنتشار السموم بها خاصة عند تحزينها لفترة طويلة لذلك يفضل إستعمالها أول بأول.
ومصادر الالياف الخام و اهمها الاتبان المختلفه.
- ويعتبر دريس البرسيم من أهم مكونات علائق الأرانب الشائعة الاستخدام والذى يعتبر مصدر جيد للعناصر الغذائية الكبرى والصغرى حيث يحتوي علي نسبة عالية من البروتين تصل إلي 17 % في الأنواع الجيدة فضلا عن كونه مصدراً جيداً للطاقة المهضومة (2170 كيلو كالوري/كجم) والألياف الخام (24-30%)، ومصدر جيد للبيتا كاروتين (فيتامين أ) ويستخدم في علائق الأرانب حتي نسبة 50 %.
تركيب علائق الأرانب
تركيب علائق الأرانب عملية فنية إقتصادية تتضمن تغطية الإحتياجات الغذائية لمختلف المراحل الفسيولوجية بالمزرعة حيث التغذية كما ذكرنا تمثل 60-70 % من إجمالي التكاليف المتغيرة لمشروع إنتاج الأرانب.
1- الأساس العلمي لتركيب علائق الأرانب :
غالبا ما يلجأ المربون الي إستخدام نوع واحد أو نوعان من تراكيب علائق الأرانب من احدى الشركات أو المصانع التي يثق بها دون مراعاة المرحلة الفسيولوجية (حافظة - نمو - تسمين - حمل - رضاعة) للأرانب بالمزرعة والتى سوف يتم تغذيتها على هذه العليقه. بالرغم من أنه من الناحية العلمية هناك احتياجات خاصة من العناصر الغذائية لكل مرحلة ( حافظة - نمو - تسمين - حمل - رضاعة) وذلك طبقا لتوصيات القرار الوزاري رقم 1498لسنة 1996بشأن تنظيم الأعلاف وصناعتها وتداولها والرقابة عليها وكذلك توصيات المجلس القومي الامريكىللبحوث (NRC,1977) وكلا المصدرين يعتبر أساسا علميا جيدا لتركيب علائق الأرانب.
المواصفات القياسية لعلائق الأرانب المصنعة طبقا لتوصيات القرار الوزاري رقم 1498لسنة 1996
حافظة ، مرضعات، حمل، تسمين ، نمو
بروتين خام 12، 18، 16، 17، 16
طاقة مهضومه 2200 ،2600 ، 2500 ، 2500 ، 2500
الياف خام 14-16 10-12 12-14 12-14 10 -14
كالسيوم 0.8، 1.2، 0.8 ،1.1، 0.8
فوسفور 0.5 ، 0.8 ،0.5 ،0.8، 0.5
ليسين 0.50، 0.75، 0.70 ،0.70، 0.65
مثيونين + سستين 0.45، 0.65، 0.60 ،0.60 ،0.55
2- اختيار خامات الأعلاف:
بعد تحديد الأساس العلمي لتركيب علائق الأرانب يأتي الدور علي اختيار الخامة العلفية والتي يجب أن تتوافر فيها مطابقة المواصفات القياسية من حيث الشكل الظاهرى والتركيب الكيماوى والقيمة الغذائية فعلي سبيل المثال يشترط في حبوب الأذرة المستخدمة في تصنيع الأعلاف أن تكون من محصول نفس العام وخالية من العفن والروائح الغريبة والتكتل وألا تزيد نسبة الأفلاتوكسينات السامة عن 20 جزء في البليون ، ولا تقل نسبة البروتين الخام عن 7.5 % ولاتزيد نسبة الرطوبة في رتب الأذرة الثلاث عن 15 %. أما بالنسبة لكسب فول الصويا فيجب أن يكون لونه بنياً مائلاً للصفرة إلي البني الفاتح وذو رائحة مميزة دون ظهور أى أثر للأحتراق أو العفن ومتجانس وسهل الانسياب وخالي من الجزيئات الخشنة أو شديدة النعومة ولا يحتوى علي بذور الحشائش أو المواد الغريبة وألا تزيد نسبة الأفلاتوكسينات السامة عن 20 جزء في البليون ، ولا تقل نسبة البروتين الخام عن 44 % أو 48 % حسب نسبة القشور به و لا تزيد نسبة الرطوبة فيه عن 12% و لاتزيد نسبة الألياف الخام به عن 7 % ، و لاتزيد نسبة الرماد عن 7 % وهكذا يجب مراعاة كافة المواصفات القياسية للخامات الداخلة في تركيب أعلاف الأرانب.
والجدول التالي يوضح التركيب الغذائي لبعض لمواد العلف الشائعة الاستخدام في تركيب علائق الأرانب (القرار الوزارى 1996)
مثيونين + سستين،ليسين،فوسفور،كالسيوم،رماد،ألياف خام،طاقة مهضومة،بروتين خام
0.35، 0.24، 0.26، 0.02 ،1.4 ، 2.3 ، 3260 ،7.7 اذرة صفراء
0.36 ، 0.35 ، 0.35 ، 0.06 ، 2.7،6.3 ،3000، 9.6 شعير
0.62،0.65 ، 0.92 ،0.15 ، 6.0 ، 11.0، 2550، 15.0 نخالة قمح
1.34 ، 2.95 ، 0.65 ،0.30 ، 6.5 ، 7.3 ، 3200 ،44.0 كسب فول صويا
0.43، 0.59 ، 0.25، 1.20 ، 9.1 ،26.6 ، 1900، 15.0 دريس برسيم
ما سبق يمثل التركيب الغذائي القياسي لهذه الخامات الا أنه بالتحليل الكميائي المعملى الفعلى لها قد يحدث انخفاض واضح في تلك التقديرات ويمكن ارجاع ذلك الي التلف بفعل العوامل الجوية أو الأمراض أو تلف جنينها بفعل الحرارة أو الحشرات الثاقبة أو بالفطريات أو بالإنبات أو أى تلف مادى أخر أو الغش بمواد أخرى تشبه مادة العلف في الشكل ولكنها أقل من تلك المادة في قيمتها الغذائية وأرخص منها في الثمن بكثير.
تقييم مصادر العلف المختلفة
يفضل قدر المستطاع عدم شراء علف جاهز مباشرة ً من أماكن أو موردين أعلاف ليس لديهم خبرة كافية بالأساس العلمي لتركيب أو تصنيع الأعلاف (وسطاء ) ولإحتمال حدوث غش تجارى بإستخدام الإسم التجاري لأحد مصانع الأعلاف المعروفة كذلك قد تكون تلك الأعلاف مخزنة لفترات طويلة أو تحت شروط غير صحيحة مما يجعلها عرضة للتلف و سهولة الإصابة بالمسببات المرضية و يفضل أن يقوم المربى الذى توافر لديه أعداد كبيرة من الأرانب بإعداد التركيبات العلفية لمختلف المراحل الفسيولوجية الموجودة لديه بالمزرعة و يقوم بتكعيبها (بتصبيعها) فى احد مصانع الأعلاف القريبة منه و يتم التصنيع تحت إشرافه حتى يتأكد من جودة الخامات المستخدمة و لضمان احتواء العليقة على كافة الإضافات المختلفة التى يرغب فى استخدامها و لضمان كفاءة تعبئة الأجولة (مثل التبريد المناسب للعلف قبل تعبئته فى الأجولة).
وتقييم العلف يتم بطريقين هما
1-كيماوياً: يتم التحليل الكيماوى المعملى لتقدير العناصر الغذائيه المختلفة للوقوف على مدى مطابقتها للمواصفات القياسية.
2-بيولوجياً: وتعتبر التجارب البيولوجية (باستخدام الحيوانات الحية) معيار دقيق وغير قابل للجدل للحكم علي جودة علف ما ويتم ذلك باختيار عدد مناسب من أرانب التسمين (عدد 20 أرنب لكل تركيبة) أو من الأمهات ( عدد 5 أمهات لكل تركيبة) ويتم التغذية علي تلك التركيبات المختلفة والتي سبق الحصول عليها من مصانع أو مصادر محتلفة للمقارنه بينهم والوقوف على افضلهم اقتصاديا.
بعض طرق غش خامات الأعلاف أو مكعبات (مصبعات) علف الأرانب:
1-إضافة مواد معدنية عديمة القيمة الغذائية كالرمل او التراب أو رخيصة الثمن كملح الطعام أو مسحوق الحجر الجيرى زيادة عن الحد المسموح لإضافتها و يمكن الكشف عن ذلك بتقدير نسبة الرماد و نسبة كلوريد الصوديوم و نسبة بيكربونات الكالسيوم.
2- إضافة مواد خشنة فقيرة فى قيمتها الغذائية مثل سرسة الأرز أو الاتبان أو القشور المطحونة بنسبة كبيرة عن المستوى الأمثل لإضافتها ويمكن الكشف عن ذلك بتقدير نسبة الألياف الخام.
3- إضافة المصادر الأزوتية الغير بروتينية مثل اليوريا تؤدى لزيادة نسبة البروتين الخام و هي زيادة غير حقيقة و يمكن الكشف عن ذلك ميكروسكوبياً أو تقدير نسبة اليوريا.
4- زيادة نسبة المادة الحاملة فى مخاليط الفيتامينات و العناصر المعدنية النادرة مما ينجم عنه خفض تركيزها عن الحد الأدنى مما يسبب مشاكل للمربين
بعض المشاكل الشائعة المرتبطة بالعلف المقدم للأرانب:
1-كما سبق وذكرنا فإن عدم تطابق التحليل الكيماوى للعليقه مع المقررات القياسية يسبب إنخفاض الأداء الإنتاجى والتناسلى للقطيع.
2- إستخدام أعلاف مصابة بالسموم الفطريه بسبب تدهور لحالة الكبد و الكليتان و انتفاخات بالأعور. خاصه فى ظل الظروف الراهنة من كساد لسوق اعلاف الدواجن.
3- التغيير المفاجئ للعليقه يسبب خلل للبيئة الميكروبية على طول أجزاء القناة الهضمية لذا يراعى التدريج عند استخدام عليقه جديده (حتى لو تشابهت مكوناتها مع المنتهيه).
4- إنخفاض نسبة الألياف الخام أو زيادة الكربوهيدرات الذائبة يسبب تكاثر البكتريا الممرضة وحدوث إنتفاخات بالأعور وإسهالات خاصة فى الأرانب حديثة الفطام.
5-الخلل فى نسبة الطاقة المهضومة إلى البروتين الخام طبقاً للإحتياجات حسب الحاله الفسيولوجية يوثر سلباً وبطريقة واضحة على الأداء الإنتاجى.
6- زيادة نسبة الكالسيوم أو عدم إتزان نسبته إلى الفوسفور يودى الى خلل لوظائف الكلى و احتباس للبول.
بعض التطبيقات البحثية الحديثة فى مجال تغذية الأرانب:-
1-إضافة البر وبيوتك Probiotics أو البريبوتك Prebiotics و هى عبارة عن مخاليط للبكتيريا النافعة و السكريات النافعة التى تعمل على زيادة إنتاج الأحماض العضوية بأعور الأرنب كذلك تعمل على تثبيط نمو البكتيريا الضارة التى تسبب العديد من المشاكل للأرانب مثل الانتفاخات والاسهالات المعوية.
2 - إضافة بعض مصادر الأحماض الامينية (وحدات تكوين جزئ البروتين) تعمل على تحسين المناعة خاصة تحت ظروف إنخفاض الرعاية المناسبة و كذلك تعمل على تحسين الأداء الإنتاجى و التناسلي.
3- إضافة الزيوت النباتية أو الدهون الحيوانية كمصدر للطاقة بجانب المصادر الكربوهيدراتية التقليدية بعد إجراء عملية إسالة لها (Liquidification )
بنسبة لا تزيد عن 3 % (لمنع تزنخ العلف) ثبت علمياً أنه يعمل على تحسين معدلات النمو وكفاءة إستخدام العلف بدرجة إقتصادية دون المساس أو التأثير على مواصفات الذبيحة الناتجة (عدم حدوث زيادة فى دهن الذبيحة)
4 - إضافة كبريتات النحاس بنسبة 200 جرام لكل طن علف يعمل كمضاد حيوي حيث يؤثر سلبياً على نمو البكتيريا الضارة و النافعة على حد سواء إلا أنه مع وجود الرعاية المناسبة قد يصل التحسين في معدلات النمو إلى 30 % عن معدلات النمو التقليدية.
نشرت فى 7 مايو 2006
بواسطة lopez
عدد زيارات الموقع
704,878
ساحة النقاش