إن أصول الحضارة المصرية القديمة والتى تعتبر مؤسسة للحضارة الغربية الحديثة لا يمكن بالضبط تحديد مدى وكيف بدأت.

 عصر ما قبل الأسرات:

فى الفترة ما بين 5000 و3000 قبل الميلاد ومنذ حوالى 60 ألف عاما مضى بدأ النيل يفيض سنويا على الأراضى المحيطة به وعلى طول ضفتيه تاركا وراءه أرضا خصبة وتربة غنية وأصبحت المنطقة القريبة من مجال الفيضان جاذبة للسكان كمصدر للماء والطعام. وفى حوالى عام 7000 قبل الميلاد كانت البيئة المصرية بيئة مضيافة جاذبة للسكان، ووجدت آثار تدل على استقرار بعض السكان فى هذا الوقت فى مناطق صحراوية فى مصر العليا. ووجد عدد من الأوانى الفخارية فى بعض المقابر فى صعيد مصر من عام 4000 قبل الميلاد تعود لعصر ما قبل الأسرات.

ويقسم عصر ما قبل الأسرات إلى ثلاث أجزاء رئيسية نسبة إلى الموقع الذى توجد فيه المواد الأثرية: المواقع الشمالية من حوالى عام 5500 قبل الميلاد وخلفت آثار تدل على استقرار ثقافى ولكنه ليس كمثيله فى الجنوب ، وتدل الآثار على أنه فى حوالى عام 3000 قبل الميلاد تواجدت قوة سياسية كبيرة والتى كان العامل الذى أدى إلى اندماج أول مملكة موحدة فى مصر القديمة حيث تعود إلى هذه الفترة أقدم الكتابات الهيروغليفية المكتشفة وبدأت تظهر أسماء الملوك والحكام على الآثار

وقد حكم فى هذه الفترة 13 حاكما كان آخرهم نارمر فى حوالى عام 2950 قبل الميلاد وتبعه الأسرتين الأولى والثانية وكانوا حوالى 17 ملك فى الفترة ما بين 2950 و2647 قبل الميلاد حيث بنت مجموعة من المقابر والتى تمثل بدايات الأهرامات فى سقارة وأبيدوس وغيرها من خلال فترة حكم الأسرتين الأولى والثانية.


الدولة القديمة:

 استمر حكم المملكة القديمة حوالى خمسة قرون من 2647 إلى 2140 قبل الميلاد من الأسرة الثالثة وحتى السادسة، وكانت عاصمتها فى الشمال فى مدينة منف. وكان الحكام يتمتعون بسلطات مطلقة على حكومة قوية موحدة. وكانت العقائد الدينية تلعب دورا هاما فى التاريخ المصرى. كما تدل الآثار على أن الفراعنة كانوا أحيانا يعتبرون أنفسهم آلهة على الأرض.

 

العصر الذهبى

في هذا العصر تواجدت الأسرة الثالثة فى الفترة ما بين 2647 وحتى 2573 قبل الميلاد وكان ثانى الملوك هو الملك زوسر الذى أكد على الوحدة وإقامة التوازن بين شعبى الشمال والجنوب فى هرمه المدرج الذى بناه فى سقارة. وقد استعمل المهندس المعمارى أمنحتب الذى قام ببناء الهرم المدرج أحجارا بدلا من الطوب النيء الذى كان يستعمل فى هذا الوقت. وكان هذا أول بناء أثرى مصري من الأحجار وكانت الخطوة الأولى فى بناء الأهرامات؛ حيث استعمل كمقبرة للملك زوسر.

 ومن أجل التعامل مع شئون الدولة وأدارة مشاريع البناء بدأ زوسر فى إنشاء نظام إدارى فعال. وعموما فإن عهد الأسرة الثالثة يعتبر بداية للعصر الذهبى فى الدولة القديمة. وكان أول ملوك الأسرة الرابعة من 2573 حتى 2454 هو الملك سنفرو والذى تتضمن منشآته أول الأهرام والموجود فى دهشور جنوب سقارة. سنفروا هو أول الملوك المحاربين والذى خلف عدد كبير من النهوض الموجودة فى النوبة وليبيا وسيناء، وقد عمل الملك سنفروا على نشر التجارة والتعدين مما أدى إلى رخاء المملكة حكم الملك خوفو بعد أبيه الملك سنفروا فى الفترة من 2549 وحتى 2526 قبل الميلاد وقام ببناء الهرم الأكبر فى الجيزة.

        ثم حكم بعد خفرع أبن له يسمى ريزيديف فى الفترة من 2526 وحتى 2518 قبل الميلاد والذى أضاف إلى لقب الملك مقطع يشير إلى إله الشمس رع، ثم بعد ذلك تلاه أخوه خفرع فى الفترة من 2518 وحتى 2493 قبل الميلاد الذى قام ببناء هرم آخر بإسمه بالجيزة. ثم حكم بعد ذلك منقرع فى الفترة من 2488 وحتى 2460 قبل الميلاد، والذى بنى أصغر الأهرامات الثلاثة فى الجيزة.

        وتحت حكم الأسرة الرابعة وصلت الحضارة المصرية إلى مدى بعيد جدا من التقدم
والتى حافظ عليها بعد ذلك ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، والعظمة الهندسية فى بناء الأهرام، وظهرت آثارها فى مجالات آخرى متعددة منها الزراعة والنحت والرسم والعلوم والصناعات الهندسية والملاحة والفلك. وعلماء الفلك فى منف هم أول من وصفوا التقويم الشمسي أن السنة ذات الـ 365 يوما. وتوصل العلماء فى الدولة القديمة إلى معلومات كبيرة فى الفسيولوچيا والجراحة والدورة الدموية داخل جسم الإنسان والمطهرات.


بداية الإضمحلال

        على الرغم من أن الأسرة الخامسة تمتعت بالرخاء الإقتصادى الناتج عن التجارة الخارجية، الإ أنه ظهرت بعض إمارات فقدان السيطرة الملكية على النظام الإدارى وإنتقال بعض السلطات إلى أيدى حكام غير ملكيين!

        وكان الملك أوناس من أواخر ملوك هذه الأسرة وحكم فى الفترة من 2435 وحتى 2408 قبل الميلاد ودفن فى سقارة مع بعض النصوص الجنائزية، والتي أطلق عليها فيما بعد متون الأهرام؛ حيث علقت على جدران هرمه. وهذه المتون استعملت أيضا فى المقابر الملكية
فى الأسرة السادسة. ومع بداية عصر الأسرة السادسة ازداد ضعف السيطرة الملكية على إدارة البلاد. وفى نهاية عهد بيبى الثانى، الذى حكم فى الفترة من 2360 حتى 2143 قبل الميلاد، أصبحت السلطات تقريبا فى يد رئيس وزرائه. ثم ضعفت السلطة المركزية على الإقتصاد بعد تقليل الإعفاء الضريبى وازداد إستقلال الولايات..


الدولة الوسطى الأولى

        نستطيع أن نعتبر أن بداية عهد الدولة الوسطى الأولى كان بالأسرة السابعة التى حكمت فى الفترة من 2140 حتى 2134 قبل الميلاد. ونتيجة الخلافات الداخلية فقد كانت فترة حكم الأسرة السابعة والثامنة التى حكمت فى الفترة من 2134 وحتى 2124 قبل الميلاد
فترة مظلمة. وحكمتا من منف حيث لم يستمر حكمهم 16 عاماً. وكان أمراء الولايات مسيطرين سيطرة تامة كل على إمارته خلال فترة حكم الأسرتين التاسعة والعاشرة فى الفترة من 2123 وحتى 2040 قبل الميلاد سيطر الأمراء على مناطقهم، وبدءوا فى توسيع نفوذهم الذى إزداد حتى قارب منف وفى الدلتا وجنوبا حتى أسيوط.

        قام الأمراء المنافسون فى طيبة بتأسيس الأسرة الحادية عشر فى الفترة ما بين 2123 وحتى 2040 قبل الميلاد والتى سيطرت على المنطقة من أبيدوس وحتى قرب أسوان اليوم. الجزء الثانى من هذه الأسرة من 2040 وحتى 1980 قبل الميلاد شكلت بداية الدولة الوسطى.


الدولة الوسطى

        نتيجة الاضمحلال وعدم تواجد حكومية مركزية أصبح النظام الإدارى غير مجدى، وأصبح الفن المصرى ضيق الأفق، ولم يتم بناء أبنية جنائزية ضخمة، والديانات أيضا أصبحت ديمقراطية؛ فقد طالب العوام بحقوق كانت فقط للأسرة الحاكمة حيث أصبح بإمكانهم وضع أجزاء من متون الأهرام على جدران مقابرهم..

 

الوحدة

        بالرغم من أن الدولة الوسطى يؤرخ لها منذ النصف الثانى من الأسرة الحادية عشر، الأ أنها غالبا بدأت مع الوحدة على يد منتحتب الثانى الذى حكم فى الفترة ما بين 2040 وحتى 1999 قبل الميلاد. وبدأت الوحدة بمحاولات حكام طيبة توسيع نطاق نفوذهم خارج طيبة شمالا وجنوبا، الا أن منتحتب هو الذى أتم الوحدة تقريباً فى عام 2040 قبل الميلاد.   وقد حكم منتحتب حوالى خمسين عاما على الرغم من بعض الثورات التى حدثت خلال فترة حكمه، إلا أنه ظل مسيطر على كل المملكة حيث قام باستبدال بعض الامراء بينما حد من سلطات آخرين. كانت طيبة هى عاصمة حكمه وبنى بها معبد الدير البحرى حيث كانت المقبرة منفصلة عن المعبد للمرة الأولى، كما أنه لم يبنى هرما له.

        بدأ حكم الأسرة الثانية عشر بالملك أمنمحات الأول الذى حكم فى الفترة ما بين 1980 وحتى 1951 قبل الميلاد. وكانت فترة حكمه فترة سلام، وقد قام ببناء عاصمة له قرب منف. إلا أن إله مدينة طيبة آمون كان يُعبًد بصورة كبيرة عن باقى الآلهة..

      طالب أمنمحات بمساعدة الأمراء له فى إعادة بناء الهيكل الإدارى، وقام بتعليم مجموعة من الإداريين والكتاب. كما كان الأدب فى هذه الفترة منظمة يركز على تحسين صورة الملك ككاهن عظيم وليس كإله. وفى خلال آخر تسع سنوات من حكمه كان أبن أمنمحات يحكم كولى للعهد. وتشير قصة "سنوهى" إلى أن الملك قد أُغتيل.

        إستمر الملوك الذين تلوا أمنمحات على نفس منهجه، وقام ابنه سنوسرت الأول الذى حكم فى الفترة من 1960 حتى 1916 قبل الميلاد ببناء حصن فى النوبة، وأنشأ علاقات تجارية مع دول أجنبية، وقام بإرسال حكام إلى فلسطين وسوريا، وقاد حملة ضد الليبيين فى الغرب. ثم بدأ سنوسرت الثانى الذى حكم فى الفترة ما بين 1886 و11878 قبل الميلاد فى استصلاح الفيوم. وقام خليفته سنوسرت الثالث الذى حكم ما بين 1878 و1859 قبل الميلاد بحفر قناة فرعية من النيل، وأنشأ جيشا قويا قاد به حملة ضد النوبيين، وقام ببناء حصون جديدة فى الجنوب، وقام بتقسيم الإدارة إلى ثلاث وحدات جغرافية فعالة وكل منها محكوم بوزير.

        تابع أمنمحات الثالث الذي حكم من 1859 حتى 1814 قبل الميلاد سياسة سنوسرت الثالث، وعمل على زيادة استصلاح الأراضى. ويذكر أن النهضة القوية فى المجالات الثقافية حدثت تحت حكم ملوك طيبة فى العمارة والفن، والجواهر التى استخدمت فى تصميمات بديعة. حيث أن هذا العصر يعتبر هو العصر الذهبى للفنون والأداب المصرية القديمة.

الدولة الوسطى الثانية

        كان حكام الأسرة الثالثة عشر من 1801 حتى 1648 قبل الميلاد أضعف من سابقيهم فقد حكم أكثر من خمسين ملكا خلال 160 عام فقط، ومع ذلك فقد كانوا يسيطرون على النوبة والحكومة المركزية.

        وفى نهاية عصر هذه الأسرة إجتاح الهكسوس مصر الذين دخلوها من غرب آسيا. وفى نهاية عهد الأسرة الثالثة عشر أصبح تعداد الهكسوس فى مصر كبير جدا، ونتيجة لضعف الملكية ازداد تدفق سكان فينيقيا وفلسطين على البلاد. وبدء حكم الهكسوس فى مصر
وبدأت الأسرة الهكسوسية وهى الأسرة الرابعة عشر فى عام 1548 قبل الميلاد، والذى بدأت به عصر الدولة الوسطى الثانية هكسوس الأسرة الخامسة عشر حكموا من عاصمتهم اواريس فى شرق الدلتا مع سيطرتهم على الجنوب أيضاً. وفى نفس الوقت تواجدت الأسرة السادسة عشر فى الدلتا ووسط الدولة. وكانت تتكون من عدد أقل من الهكسوس ولم يكن لهم ولاء للهكسوس، حيث كان هناك استقلال أكبر فى الجنوب ثم حكام الأسرة السابعة عشر وحكموا فى الفترة من 1648 حتى 1550 قبل الميلاد. قام الملك فاموس بمحاربة الهكسوس ونجح فى هزيمتهم، إلا ان أخوه أحمس هو من قام بطردهم تماما من مصر فى حوالى عام 154 قبل الميلاد.


الدولة الحديثة

        بدأت الأسرة الثامنة عشر بأحمس الأول عام 1540 قبل الميلاد، وبدأت بها عهد الدولة الحديثة. قام أحمس بإعادة بناء الحدود والأهداف والنظام الإدارى وإستمر فى استصلاح الأراضى. وخلال فترة حكم هذه الدولة أصبح للمرأة المصرية دور أكبر من خلال زوجات الملوك والأمراء وأمهاتهم.

 

ملوك الأسرة الثامنة عشر

        أحكم أمنحوتب الأول سيطرته على إدارة البلاد ثم بدأ فى التوسع خارج حدود مصر فى النوبة وفلسطين. وعلى غير عادة ما سبق من الملوك فصل أمنحتب بين معبده ومقبرته فى الكرنك، وهو الذى إبتدع عادة إخفاء مكان الدفن النهائى. ثم تولى تحتمس الأول الحكم فى الفترة من 1504 وحتى 1462 قبل الميلاد وهو ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشر. واستمر فى تطوير الإمبراطورية الجديدة كما أكد على استمرار رئاسة آمون لكل الآلهة، ومقبرته هي الأولى فى وادى الملوك.

        وجاء من بعده ابنه تحتمس الثانى فى الفترة من 1492 وحتى 1479 قبل الميلاد والذى تزوج من الأميرة حتشبسوت. وبعد أن توفى كان تحتمس الثالث لم يزال طفلا لذلك حكمت حتشبسوت فى الفترة من 1479 حتى 1457 قبل الميلاد.

        تولى تحتمس الثالث الحكم بعد وفاة حتشبسوت فى عام 1457 قبل الميلاد، واستمر فى الحكم حتى عام 1425 قبل الميلاد، وقام بفتح سوريا وفلسطين ثم استمر فى توسيع حدود الإمبراطورية المصرية، وتدل أثاره المكتوبة على جدران معبد الكرنك على انتصاراته فى هذه الفتوحات.

        حكم بعد ذلك أمنحتب الثالث الذى حكم قرابة الأربعين سنة من 1391 وحتى 1353 قبل الميلاد، وكانت فترة حكمه تتسم بالأمن والسلام. وإزدهرت فيها الفنون والآداب، كما حافظ على التوازن بين مصر وجيرانها عن طريق الدبلوماسية. وقام ببناء معبد عظيم للإله آمون فى الأقصر. خلفه بعد ذلك ابنه إخناتون أو أمنحوتب الرابع الذى حكم ما بين عامى 1353 و1337 قبل الميلاد، والذى حاول تقويم الديانة المصرية، وقاوم نفوذ كهنة آمون، كما قام بنقل العاصمة من طيبة إلى مدينة أخيتاتون أو تل العمارنة. والتى بنيت على شرف الإله آتون الذى يعبر عن قرص الشمس، والذى كان إختاتون يدعو إلى عبادته.. ولكن هذه الثورة الدينية أنتهت بوفاة أخناتون، وتولى صهره توت عنخ آمون والذي اشتهر بسبب الآثار التى وجدت فى مقبرته؛ والتى اكتشفت قرب وادى الملوك بواسطة العالم البريطانى "هاوار كارتر" و"چورچ هربرت" فى عام 1922.

        وانتهت الأسرة الثامنة عشر بحور محب الذى حكم فى الفترة ما بين عامى 1323 و1295 قبل الميلاد.


الأسرة التاسعة عشر

        يعتبر الفرعون الشهير رمسيس الأول هو مؤسس الأسرة التاسعة عشر -من 1295 حتى 1186 قبل الميلاد- وقد حكم ما بين عامي 1295 و1294 قبل الميلاد حيث حكم لمدة عام واحد ثم تلاه ابنه سيتي الأول والذى حكم في الفترة من 1294 وحتى 1279 قبل الميلاد.
وقد قام بقيادة مجموعة من الحملات العسكرية فى سورية وفلسطين وليبيا، كما قام سيتي ببناء معبد فى أبيدوس.

        ثم خلفه فى الحكم أحد أبنائه وهو رمسيس الثانى الذى حكم لمدة تقارب الـ66 عام حتى سنة 1213 قبل الميلاد.  حيث أنه المسئول عن كثير من الإنشاءات والمعابد الموجودة فى الأقصر والكرنك.. كما بنى معبد رمسيس فى طيبة؛ حيث كان الأحجار تقطع فى أبو سمبل وتُحْمَل لمعابد فى أبيدوس ومنف.

        قام رمسيس الثانى بمحاربة الحيثيين ثم عقد معهم معاهدة وتزوج من أميرة حيثية. ثم تولى الحكم من بعده ابنه مرنبتاح، والذى حكم فى الفترة من 1213 حتى 1203 قبل الميلاد. وتوجد بعض الدلائل تشير إلى أن مرنبتاح هو فرعون موسى.


الأسرة العشرين

        الملك رمسيس الثالث هو ثانى فراعنة الأسرة العشرين من 1186 حتى 1089 قبل الميلاد. حيث حكم فى الفترة ما بين عامى 1184 و 1153 قبل الميلاد. وقد سجل انتصارته الحديثة على جدران مدينة حابو قرب طيبة. وبعد وفاته تعرضت الدولة الحديثة للاضمحلال.

        حكام الأسرة الحادية والعشرين في الفترة من 1069 وحتى 945 قبل الميلاد كان لهم أصول ليبية. وبدأ حكام الأسرة الثانية والعشرين من 945 حتى 715 قبل الميلاد بأحد شيوخ القبائل الليبية، والأسرتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين كانتا معاصرتين لأواخر الأسرة الثانية والعشرين، كما كانت الأسرة الخامسة والعشرين مسيطرة على معظم الأراضى المصرية فى نهاية عهد الأسرتين الثانية والعشرين والرابعة والعشرين. وعُرِفَت الأسرات من
الخامسة والعشرين حثى الثلاثين بالعصر المتأخر؛ حيث حكم الآشوريين البلاد فى عام 671. الأ أن بسماتيك قام بإستعادة الحكم المصرى وهو أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين، وقد بلغت الفنون والأدب رقيا كبيرا فى عصر هذه الأسرة.

        عندما هزم آخر ملك مصري فى عام  525 قبل الميلاد دخلت مصر فى العصر الفارسى تحت حكم الأسرة السابعة والعشرين أو الأسرة الفارسية، ثم استعادت مصر حريتها أثناء حكم الأسرة الثامنة والعشرين فى الفترة من 404 وحتى 399 قبل الميلاد والأسرة التاسعة والعشرين فى الفترة من 399 وحتى 380 قبل الميلاد. ولكن الأسرة الثلاثين كانت آخر أسرة من ملوك المصرين.

        إنتهي العصر الفارسي باحتلال الإسكندر الأكبر لمصر فى عام 332 قبل الميلاد.


عصر البطالمة

        بعد وفاه الإسكندر عام 323  قبل الميلاد، تنافس قواده على تقسيم الإمبراطورية؛ حيث ظل بطليموس الأول فى صراع مع سلوقس لمدة طويلة.. إلا إنه فى عام 305 قبل الميلاد أعلن نفسه ملكا على مصر، وأسس الأسرة البطلمية.

        مصر البطلمية كانت أحدى القوى الكبرى فى العالم الإغريقي، وفى فترات كثيرة كان نفوذها يمتد إلى أجزاء من سوريا وآسيا الصغرى وقبرص وليبيا وفينقيا وأراضي أخرى. وفى عصر بطليموس السادس أصبحت مصر مقاطعة تابعة لحاكم سورية فى عام 169 قبل الميلاد، وحاول الرومان إسترداد البلاد، التى بعد ذلك تم تقسيمها بين بطليموس السادس وأخيه الاصغر بطليموس السابع والذى سيطر على البلاد بشكل تام بعد وفاة أخيه عام 145 قبل الميلاد.

        وقد كانت الملكة كليوباترا هى آخر ملوك البطالمة العظام، والتى تحالفت مع يوليوس قيصر من أجل الحفاظ على قوة مصر، ثم مع مارك أنطونيو من بعده.. ولكن ذلك أجَّل فقط نهاية الدولة البطلمية؛ حيث هزمت أمام قوات أوكتافيوس، والذى سُمّىَ بعد ذلك بالإمبراطور
أغسطس، وذلك فى معركة أكتيوم البحرية. ثم انتحرت كليوباترا عام 30 قبل الميلاد.

العهد الرومانى والبيزنطى

        لمدة تقارب السبعة قرون بعد موت كليوباترا، إستولت الإمبراطورية الرومانية على مصر كمقاطعة رومانية، باستثناء فترة قصيرة فى القرن الثالث الميلادى؛ حيث كانت مصر تحت حكم الملكة زنوبيا.

        كانت مصر تعتبر مصدرا هاما للثراء بالنسبة للإمبراطورية الرومانية، وكانت روما تعتمد على مصر فى تزويدها بالحبوب. ومصر تحت الحكم الرومانى عاشت فترة من السلام، الا أن الحيثيين كانوا يقومون فى أحوال نادرة بمهاجمة الحدود المصرية الجنوبية. وكان عدد السكان فى مصر في هذه الفترة يحتوى على عدد كبير من الإغريق واليهود أيضاً وأعداد من آسيا الصغرى.

        وفى هذه الفترة بدأ ظهور اللغة القبطية فى مصر. وهذا الخليط من الثقافات لم يؤد إلى تواجد مجتمع متجانس.

        وقد ظلت مدينة الإسكندرية التى بناها الأسكندر الأكبر على الساحل على البحر المتوسط عاصمة للبلاد كما كانت زمن البطالمة. وقام الرومان ببناء مكتبة الإسكندرية والمتحف الرومانى بها؛ حيث كان يسكنها فى ذلك الوقت حوالى 300 ألف نسمة،  وكانت مصر ذات نقل إقتصادى كبير فى الإمبراطورية الرومانية، ليس فقط لإنتاج الحبوب، ولكن أيضا لوجود الزجاج والمعادن وكثير من المنتجات الصناعية فى أراضيها.. بالإضافة إلى التجارة فى التوابل والبخور والأحجار الكريمة عبر البحر الأحمر. كما كانت تخضع للعديد من أنواع الضرائب.

        وقد كانت مصر أيضا من أوائل مراكز المسيحية في الشرق.

        خلال القرن السابع الميلادى كانت الأمبراطورية الرومانية فى الشرق مهددة بقوة مملكة فارس الذين استولوا على مصر عام 616، ولكن تم طردهم من مصر عام 628، وفى عام 642 قام العرب المسلمون بفتح مصر داعيين إلى دين جديد هو الإسلام بادئين صفحة جديدة فى التاريخ المصرى.


مصر تحت الخلافة الإسلامية

        نتيجة للضرائب الباهظة التى كان الرومان يفرضونها على المصريين وسوء معاملة الرومان لهم، لم يبد المصريون مقاومة تذكر تجاه الفتح العربى، كما وافق الأقباط على دفع الجزية فى مقابل حماية المسلمين لهم ومنحهم حرية العقيدة. وقد قام المسلمون بعد فترة بتغيير
العاصمة من الإسكندرية إلى الفسطاط؛ وهى مدينة قام ببنائها عمرو بن العاص، وهى تبعد أميال قليلة عن القاهرة الحالية.

        وقد بدأت الديانة الإسلامية واللغة العربية تدريجيا تحل محل الديانة واللغة القبطية حتى أصبحت مصر دولة عربية إسلامية كبيرة. تحت الحكم العباسى بدأت تظهر فى مصر خلافات داخلية مذهبية بين أهل السنة والشيعة والأقباط فى بعض الأحيان، وقد ساءت الأحوال
جدا فى أواخر القرن الثامن الميلادى حيث قام مجموعة من الأندلس بإحتلال مدينة الأسكندرية، حتى جاء جيش من بغداد ونفاهم إلى جزيرة كريت. واستمرت الثورات الداخلية حتى قاد المأمون جيش لإخماد هذه الثورات فى عام 832 ميلادية.

        فى عام 868 أرسل الخليفة إلى مصر أحمد بن طولون والى عليها. وقد كان أبن طولون رجلا حكيما عامل المصرين معاملة حسنة، الا أنه استقل بمصر حيث كان ارتباطها الوحيد بالخلافة العباسية هى الأموال التى ترسلها اليها سنويا. وقام ابن طولون ببناء مدينة
جديدة سماها "القطائع" شمال الفسطاط. كما اتسعت رقعة الدولة الطولونية وضمت أجزاءاً من سوريا. وحكمت الدولة الطولونية حوالى 37 عاما.


الخلافة الفاطمية

        فى أواخر عهد الدولة الطولونية أصبحت البلاد فى حالة فوضى وعدم استقرار. وفى عام 909 ميلادية أعلن الفاطميين خلافتهم الخاصة فى تونس بعيداً عن الدولة العباسية، وفى منتصف القرن العاشر الميلادى إمتدت سيطرتهم على كل الشمال الإفريقى تقريباً. وفى عام 969 إستولوا على مصر، وقاموا ببناء مدينة القاهرة كعاصمة لهم. ومع ذلك فقد ظلت الفسطاط مركزا تجاريا. ومع أن الفاطميين كانوا شيعة إلا أنهم لم يسيئوا معاملة أهل السنة فى مصر، كما قاموا ببناء أول جامعة إسلامية فى العالم، وهى جامعة الأزهر حيث أصبحت القاهرة مركزا إسلاميا ثقافيا وفكريا عظيماً.


الدولة الأيوبية

        لم يستطع آخر الحكام الفاطمين السيطرة على البلاد، وعدم فيضان النيل أدى إلى حدوث مجاعة فى عام 1065. ثم ظهر خطر جديد مع أول الحملات الصليبية على الشرق، والتى إحتلت سوريا وفلسطين فى أواخر 1090 ميلادية. أرسل الخليفة الفاطمى جيشا إلى
الشام بقيادة نور الدين لمحاربة الصليبين، وكان صلاح الدين الأيوبى فى ذلك الوقت قائدا فى جيش نور الدين، ثم ما لبث أن أعلن قيام الدولة الأيوبية فى مصر عام 1171 ميلادية.
        قام صلاح الدين بعد ذلك باسترجاع ما أستولى علية الصليبين وهزمهم فى معركة حطين وحرر بيت المقدس. كما أعاد العمل بالمذهب السنى فى مصر، وكان من أشهر القواد فى ذلك العصر وأكثرهم قوة وفاعلية.

        حكم الملك الكامل فى الفترة من 1218 وحتى 1238 ميلادية وقام بحماية مصر من حملة صليبية آخرى ما بين عامى 1218 و1221 ميلادية. ولكن بعد وفاته بدأت الدولة الأيوبية فى الضعف، جاءت الحملة الصليبية التاسعة إلى مصر عام 1249 بقيادة لويس التاسع، إلا أن المصريون هزموهم تحت لواء الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو آخر ملوك الأيوبيين، ثم ما لبث المماليك بعد وفاته ان استولوا على الحكم وأعلنوا قيام دولة المماليك.


دولة المماليك

        كان من أقوى الأمراء المماليك قطز الذى صد هجمات المغول وهزمهم فى عين جالوت، ثم بيبرس الذى استكمل محاربتهم وإستعاد سوريا وفلسطين. وفى نهاية القرن الثالث عشر وبدايات القرن الرابع عشر الميلاديين، بسط المماليك نفوذهم على الحدود الشمالية لآسيا الصغرى. وكانت فترة حكم المماليك فترة ازدهار للفنون والآداب كما كانت أيضا فترة أزدهار للتجارة المصرية.

        وبعد وفاة السلطان الناصر، بدأ العهد المملوكى فى الإضمحلال فى عام 1341 ميلادية. وفى عام 1348 إنتشر وباء الموت الأسود فى البلاد مما أدى إلى انخفاض عدد السكان. وبدأت بعد ذلك سلالة جديدة من المماليك تحكم البلاد، وكانت من أصل شركسى
فى الفترة من 1382 وحتى 1517 ميلادية.

        فى بدايات القرن السادس عشر الميلادى كان حكم المماليك مهدد بظهور قوة جديدة فى الشرق هى الإمبراطورية العثمانية. وفى عام 1517 ميلادية فتح السلطان سليم الأول مصر مُنهياً دولة المماليك.


الدولة العثمانية

        بالرغم من أن الحكم الفعلي للعثمانين الأتراك فى مصر إستمر فقط حتى القرن السابع عشر، إلا أن مصر ظلت إسمياً تابعة للدولة العثمانية حتى عام 1915. والعثمانين لم يقضوا على المماليك وإنما إستخدموهم فى إدارة البلاد وعينوا والياً على البلاد. وكانت الأراضى الزراعية كلها فى أيدى الأقطاعيين الأتراك. وكان الولاة العثمانيون يهتمون فقط بجمع الأموال ونهب الثروات المصرية! كما ازداد نفوذ المماليك وأصبحوا يفرضون ضرائب خاصة بهم على المصرين! بينما شهدت الفترة ما بين القرن السادس عشر ومنتصف القرن الثامن عشر الميلاديين رخاءً إقتصادياً بسبب عبور التجارة عبر الأراضى، وسرعان ما أصبحت السلطة الحقيقية فى البلاد فى أيدى المماليك.

 

فترة حكم محمد على

        بدأت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 بقيادة "ناپليون بوناپرت"، إلا أنهم لم يستطعيوا السيطرة على كل البلاد؛ حيث ظل الصعيد تحت سيطرة المماليك.

        ومع أن الحملة الفرنسية لم تلبث أكثر من ثلاث سنوات؛ حيث خرج الفرنسيون من مصر عام 1801 نتيجة لمقاومة المصريين الشديدة، إلا أنها كان لها تأثير كبير على تاريخ مصر المعاصر؛ حيث أنها لفتت أنظار أوروبا إلى أهمية موقع مصر، مما زاد إهتماماتهم
بالاستحواذ عليها؛ خاصة بريطانيا.

        وفى عام 1805 أصبح محمد على حاكما على مصر تحت الخلافة العثمانية. وكان جند

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 1572 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2006 بواسطة lopez

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

704,187