مقدمة عامة:
إن شدة أي وباء جديد و عدد الموتى الناتج عنه لا يمكن توقعه قبل حدوثه ، فإذا كان الفيروس الجديد شديد الإمراضية كما حدث في وباء فيروس الانفلونزا الاسبانية عام 1918و 1919 حيث يقدر أنه أدى إلى موت ما لا يقل عن 50 مليون شخص و يعتقد خبراء أمريكيون أن الفيروس حدث له طفرات جينية مماثلة لفيروس انفلونزا الطيور الموجود حاليا في آسيا.
و يعتقد أخرون أن المرض ظهر بداية في الطيور ثم حدثت له طفرات جعلته ضاري للإنسان , وكان الباحثون قد استخلصوا عينة من الفيروس من بقايا الضحايا الذين لقوا حتفهم وتمكنوا من فك الشفرة الجينية الكاملة للفيروس ، ووجدوا أن الفيروس يحتوي على عناصر كانت جديدة على البشر آن ذاك ، مما جعله شديد الضراوة و بالتالي كان شديد الخطورة , وكشفت التحاليل التي أجريت على آخر ثلاث قطع من الشفرة الجينية للفيروس وجود طفرات تحمل أوجه شبه مذهلة مع تلك الموجودة في فيروس الانفلونزا الذي يصيب الطيور، مثل سلالة الموجودة حاليا في جنوب شرق آسيا . (H5N1)
و في البداية يجب أن نذكر أنه عندما انتشر وباء الانفلونزا عام 1957 و 1968 كان الفيروس الجديد قليل الخطورة إلا أنه أدى لموت ما يقدر بحوالي 2 – 7.4 مليون شخص , ويعتقد الباحثون أن تفشي هذا الوباء مرتين في القرن العشرين ، كان السبب فيه فيروس انفلونزا بشرية اكتسبت جينين أو ثلاثة رئيسيين من سلالات فيروس انفلونزا الطيور .
أما الأن فإن الإنفلونزا البشرية تغتبر من أحد الأمراض الشائعة بين الناس ويتم علاجها فى كثير من الأحيان دون اللجوء إلى الطبيب، وكثيراً من المصابين يشخصون المرض و يعالجون أنفسهم بالعديد من الأدوية الشائعة و بتناول الليمون الذي يعد من أهم الأشياء الغنية بفبتامين سي الذي له دور فعال في الحد من الإنفلونزا وفي أغلب الأحيان يتم الشفاء من المرض ببساطة , وقد تعود الناس على التعايش مع المرض على أنه زائر بديهي في أيام البرد و الشتاء ، ولكن وباء الانفلونزا يعتبر من الأمراض المعدية سريعة الانتشار وتصيب كافة المحيطين , فبمجرد بداية انتشاره فإن الوباء لا يمكن إيقافه حيث ينتقل الفيروس بسرعة بواسطة السعال والعطس ، ومما يزيد إمكانية انتشاره دوليا بواسطة هو المسافرين المصابين الذين يقومون بطرح الفيروس ونشره قبل ظهورأي أعراض عليهم , وقد يأتي المرض بصورة خطيرة لا يتوقعها أحد و تختلف ضراوته من شخص لأخر حسب مقاومة وصحة جسده أ و جهازه المناعي .
ومن المعروف عن بعض الفيروسات أنها تصيب الإنسان لمرة واحدة فقط فى العمر كفيروس الجديرى المائى أوالحصبة، ولكن فيروس الأنفلونزا له القدرة على إصابة نفس الشخص أكثر من مرة فى موسم الإصابة لأن الفيروس له خاصية تغيير تركيبته فينتج عن ذلك سلالات جديدة غريبة على الجهاز المناعى، عليه أن يتعامل معها وكأنها نوع جديد من الفيروس و يعتبره الجهاز المناعي بأنه دخيل جديد على الجسد ويجب تكوين أجسام مناعية جديدة لمقاومته .
مقدمة عن انفلونزا الطيور:
عرف مرض انفلونزا الطيور لأول مرة فى إيطاليا عام 1890 حيث أحدث المرض نسبه وفيات عالية فى الطيور المستأنسة وسميت آن ذاك بطاعون الدجاج , وفى عام 1955 وجد أن هذا المرض يسببه فيروس الأنفلونزا، وينتمى إلى الفيروس الذي يصيب أيضا الثدييات، وكانت كل الأعمار قابلة للعدوى بهذا الفيروسA وسمي بطاعون الدجاج ( Fowl plague ) وهذا الإسم لم يعد يستعمل الآن وأصبح الاسم البديل له فيروس أنفلونزا الطيور شديد الضراوة، ومما أكد أنه شديد الضراوه هى اختبارات العدوى الصناعية التي أدت إلى نفوق 75% من الطيور المحقونة بفيروس الأنفلونزا .
ففي عام 1997 تم اكتشاف أول حالة عدوى بين البشر بالسلالة المسببة لأنفلونزا الطيور (H5N1) فى هونج كونج ، والتى أصيب على أثرها نحو 18 شخصاً بالعدوى، وظهرت عليهم أعراضاً تنفسية شديدة فتوفى منهم 6 أشخاص و سمي المرض ( إنفلونزا هونغ كونغ ) .
كما ظهرت أيضاً حالات عدوى متوسطة من فيروس الأنفلونزا (H9N2) فى الأطفال (حالتين) في عام 1999م فى هونج كونج , وقد أعتبر هذا الفيروس H9N2 غير ضار للطيور، ثم عاد الإزعاج مرة أخرى فى فبراير 2003 عندما أدى وباء أنفلونزا الطيور (H5N1) فى هونج كونج إلى إصابة حالتين ووفاة حالة واحدة من أفراد عائلة واحدة ، وقد حدث أيضاً وباء بفيروس الأنفلونزا شديد الضراوة (H7N7) والذى بدأ فى فبراير 2003 بهولندا أدى إلى وفاة طبيب بيطرى وظهور أعراض متوسطة علي 83 شخصاً آخرين ، وفى منتصف ديسمبر 2003 ظهرت حالة واحدة أيضاً , واستمر مسلسل الخوف والذعر العالمى ، ففي يناير عام 2004 أكدت الاختبارات المعملية عن وجود فيروس الأنفلونزا (H5N1) فى حالات بشرية بها أعراض تنفسية شديدة فى الأجزاء الشمالية من فيتنام لتتزايد مخاطر الخوف والقلق من هذا الفيروس الذي لا يعلم إلا الله متي ينتهى .
تعريف فايروس أنفلونزا الطيور :
وفيروس الأنفلونزا ينتمي إلى عائلة Orthomyxoviridae ، وهو ينقسم إلى ثلاثة مجموعات A, B, C. وفيروس الأنفلونزا A هو الأكثر انتشاراً، ويتواجد فى أكثر من عائل سواء بالإنسان أو الثدييات الأخرى أو الطيور، وهذا الفيروس A هو الوحيد الذى له أهميته فى المجال البيطرى ودائما ما يرتبط بالأمراض التنفسية فى العديد من الثدييات والطيور، أما فيروس الأنفلونزا B و C فهما يصيبان الإنسان .
وفيروس الأنفلونزا A ينقسم إلى مجموعاتSubtypes حسب وجود البروتين Haemagglutinine (H) ، و البروتين Neuraminidase (N) حيث أن فيروس الأنفلونزا - يحتوى على 1 من 15 (H) مختلف وعلى 1 من 9 (N) مختلف، والصفات الانتيجينية والمرضية للفيروس تعتمد على ارتباط هذين الانتيجين (H)، (N)، فمثلا الفيروس الذى يحتوى على البروتين H5 وعلى البروتينN7 يكتب (H5N7). ويختلف عن الفيروس المحتوى على (H4N9). والآن فإن الوباء شديد الضراوة الذى يحدث بسببه فيروس الأنفلونزا A وبه (H5N7) .
وعند تسمية فيروس الأنفلونزا أو عند تعريفه فينبغى أن يتضمن المعلومات الخاصة بنوعهA أو B أو C، والعائل الذي أصيب به والمنطقة الجغرافية التى ظهر بها ورقم العترة أو السلالة، والعام الذى تم فيه عزله ثم توصيف H,N ، فمثلاً فيروس الأنفلونزا A عزل من الرومى في Wisconsin عام 1968 وصنف على أنه H8N4، وبالتالى فيتم تعريفه وكتابته على النحو التالى :A/turkey/Wisconsin/1/68/H8N4
وفي سكوتلنداA/Chicken/Scotland/59/H5N1
و في أونتاريوA/Turkey/Ontario/7732/66/H5N6
وفيروس الأنفلونزا يصيب كل أنواع الطيور مثل الدجاج - الرومى - البط - الأوز- الحمام - السمان – النعام - الدوري و طيور الزينة.
انتقال الفيروس بين الطيور :
وقد أظهرت أيضاً الأبحاث الحديثة أن الفيروس ذا الضراوة القليلة Low pathogenic form فى الطيور يستطيع بعد فترة صغيرة من الوقت أن تحدث له طفرة، ويصبح فيروس شديد الضراوة Highly pathogenic form ، فمثلا فى عام 1984 فى الولايات المتحدة الأمريكية كانت سلالة الفيروس A (H5N2) تتسبب فى البداية بإحداث نسبة نفوق قليلة، ولكن بعد ستة اشهر أصبحت شديدة الضراوة مسببه نسبة نفوق تعدت 90%، وللتحكم فى هذا الوباء فإن الأمر قد احتاج آن ذاك إلى التخلص من أكثر من 17 مليون طائر، بتكلفة وصلت إلى 65 مليون جنيه أسترليني , وخلال أعوام 1999، 2001 فى إيطاليا كانت السلالة (H7N1) فى البداية ذات ضراوة قليلة Low pathogenic form ثم حدث لها طفرة خلال تسعة شهور فأصبحت شديدة الضراوة Highly pathogenic form ، وتم التخلص من أكثر من 13 مليون طائر فى ذلك الوقت، و تكمن خطورة انتقال الفايروس في أن سلوكه في الخازن الطبيعي أي الطيور المائية قد تغير، ففي ربيع عام 2005 نفق حوالي 6000 طائر مهاجر في محمية طبيعية بوسط الصين بسبب العدوى بفيروس إنفلونزا الطيور من عترة H5N1 و كان ذلك غير متوقع الحدوث , وحدث في الماضي نفوق كبير للطيور المهاجرة بسبب فيروسات شديدة الإمراضية وكان ذلك في جنوب أفريقيا سنة 1961 بسبب فيروسات H5N3 و في هونغ كونغ في شتاء عامي 2002 – 2003 بسبب فيروسات H5N1 , وهذا التغير هو السبب الرئيسي في تفشي المرض بين الطيور .
و ينتقل الفيروس بين الطيور من خلال الطرق التالية :-
1- تنتقل أنفلونزا الطيور من الطيور البرية والمهاجرة، وأيضاً الطيور المائية وخاصة البط إلى الطيور المستأنسة كالدجاج والرومى من خلال الاحتكاك المباشر بالإفرازات الخارجة منها، وكذلك البراز أو الاحتكاك غير المباشر مثل المياه المحيطة بهذه الطيور أو وجود هذه الطيور فى حظائر الدجاج , لذلك أفضل طريقة لتربية الدواجن هي النظام المغلق closed system كي لا تدخل الطيور الحاملة للفيروس الى عنابرها و خاصة عصفور الدوري الذي هو يحمل المرض cariar دون ظهور عواضه عليه و اذا دخل و عشش في عنابر الدجاج ينقل المرض اليها.
2- ينتقل فيروس الأنفلونزا من الطيور المصابة إلى الطيور السليمة من خلال (التنفس) استنشاق الرذاذ الخارج كإفرازات الأنف والجهاز التنفسى.
3- تنتقل الإصابة أيضاً فى أسواق الدواجن الحية، إما بالاحتكاك المباشر أو غير المباشر عن طريق أقفاص الطيور الملوثة بالفيروس، وكذلك الأدوات المستخدمة فى هذه الأسواق.
4- تنتقل العدوى عن طريق الحشرات والعمال الذين يتعاملون مع الطيور المصابة حيث أن الفيروس يكون عالقاً بملابسهم وأحذيتهم .
5- يمكن للخنازير أن تنقل الفيروس إلى الرومى أو الدجاج التركي حيث وجد أن الفيروس الخاص بالخنازير يمكن أن يتواجد فى الرومي أو الدجاج التركي ، كما أن الخنازير تكون أكثر قابلية للعدوى بفيروس الطيور وفيروس الإنسان معاً فيكون بذلك الخنزير عائل اختلطت به الصفات الوراثية لفيروس الإنسان وفيروس الطيور، وينتج عنه عترة شديدة الضراوة .
طرق انتقال الفيروس للإنسان :
1- الاحتكاك المباشر بالطيور البرية وخصوصاً طيور الماء (كالبط والأوز) التى تنقل المرض دون ظهور أى أعراض عليها .
2- الخنازير التي تنقل المرض من الطيور للإنسان من خلال تحول في الفيروس من خلال طريقتين الأولى : إعادة التنسيق للفيروس: حيث يحدث تبادل للمادة الجينية الوراثية بين فيروسات انفلونزا البشر والطيور عندما يصيب كلا نوعي الفيروس الإنسان أو الخنزير في وقت واحد، مما قد ينتج عن هذا الاندماج بين الفيروسات نوع جديد ووبائي من فيروس الانفلونزا , و الثانية : حدوث طفرات بالفيروس تزيد من إمكانية الفيروس للاتحاد بالخلايا البشرية أثناء حدوث العدوى للبشر.
3- الاحتكاك المباشر بالدواجن الحية المصابة ، والتى سببت نشر الوباء القاتل مما أدى إلى إجبار مزارعى الدواجن فى أجزاء من آسيا على إبادة عشرات الملايين من الدواجن، حيث أن الأماكن التى يعيش فيها السكان قريبة من مزارع الدواجن والخنازير (تربة خصبة لنشوء هذا الوباء) .
4- الرذاذ المتطاير من أنوف الدجاج وإفرازات الجهاز التنفسى و فضلات الطيور التي تتحول على شكل رذاذ يمكن أن ينتقل بالهواء و يصيب الإنسان .
5- الملابس والأحذية الملوثة فى المزارع والأسواق .
6- الأدوات المستخدمة والملوثة بالفيروس مثل أقفاص الدجاج وأدوات الأكل والشرب وفرشة الطيور .
7- التركيز العالى للفيروس فى فضلات الطيور وفرشتها نظراً لاستخدام براز الطيور فى تسميد الأراضى الزراعية , علما ً بأن الفيروس يعيش لمدة شهر تقريبا في زرق الطيور .
8- الحشرات كالناموس وغيره كنتيجة لحملة الفيروس ونقله إلى الإنسان .
9- الفئران وكلاب المزرعة والقطط التى تعمل كعائل وسيط فى نقل الفيروس للإنسان .
10- أكد رون فوشيه الخبير الهولندي في علم الفيروسات على انه قد عاين في ثلاث مناسبات مختلفة انتقال الفيروس المتسبب في "انفلونزا الطيور" عبر عمال متخصصين في تربية الدواجن إلى أفراد أسرهم و لكن هذا لا يعد دليلاً قاطعا ً على انتقال الفيروس بين البشر و لكن الخطورة تكمن في نزعة الفيروس على التحول و الإندماج حيث أنه قد يندمج مع النوع المسبب لإنفلونزا البشر و يصبح نوع أخر من الإنفلونزا الضارية التي تنتقل بين البشر بسرعة فائقة.
فترة الحضانة :
تتراوح فترة الحضانة من عدة ساعات إلى 3 أيام بالنسبة للطائر وقد تصل الى 5 أيام في بعض الحالات، وتمتد إلى 14 يوماً بالنسبة للقطيع، وتعتمد مدة الحضانة على جرعة الفيروس وضراوته، ونوع الطائر، وطريقة العدوى، وعلى قدرة مقاومة الطائر للمرض ( مناعته ) .
أعراض المرض في الإنسان :
و الشرط الأساسي لظهور الأعراض على الإنسان هو التعرض أكثر من مرة للفيروس لأن جسم الإنسان يعتبر غريب على هذا الفيروس و أيضا العترة الضارية للفيروس تعتبر مهمة في مدى خطورة الأعراض و هي السبب الرئيسي لكيفية ظهور الأعراض على الإنسان و تعتبر العترة H5 أخطرها وأقل منها خطورة هي عترة H7 و لكن تعتبرH9 هي أقل المجموعات خطورة على الإنسان و التي تكاد لاتذكر ضراوتها بالنسبة للإنسان .
و الأعراض تزداد حدتها على الإنسان تدريجيا اذا لم يتم معالجته خلال 48 ساعة على الشكل التالي :-
1- هبوط عام و صداع و رعشة تستمر لمدة أسبوعين .
2- حدوث رمد في العين .
3- فقدان شهية مع انتفاخ و سوء هضم و امساك مع بول داكن .
4- ارتفاع في درجة الحرارة .
5- سعال مع احتقان في الحلق .
6- تورمات في جفون العينين .
7- التهابات حادة في الأنف و الجيوب الأنفية مع تورم في الوجه نتيجة لإحتقان الجيوب الأنفية .
8- التهابات رئوية و شعبية حادة .
9- التهاب حاد في عضلة القلب .
10- أزمة في التنفس ثم سكتة قلبية ثم الموت .
أعراض المرض فى الطيور:
أحيانا تكون الأعراض معتدلة عند الإصابة بالنوع Low pathogenic form الشكل الأقل إمراضية، وأحيانا أخرى تكون قاتلة عند الإصابة بالنوع Highly pathogenic form الشكل الأكثر إمراضية ، وذلك حسب سلالة الفيروس وعمر الطائر ونوعه وعلى الظروف البيئية المحيطة بالطائر، فالطيور المصابة بفيروس قليل الضراوة تكون أعراض المرض غير ظاهرة، بينما الطيور القابلة للعدوى بالمرض والتى تصاب بعترة ضارية من الفيروس فإنها تعطى أعراض ظاهرة، وقد تؤدى إلى الموت , فالطيور المائية المهاجرة مثل البط البري هى العائل الطبيعي لفيروس الأنفلونزا. وفى نفس الوقت تكون مقاومتها للعدوى كبيرة، ولا تظهر عليها أى أعراض إكلينيكية.
بينما تكون الدواجن المستأنسة والرومى قابلة للعدوى, وتكون الأعراض مركزة على كل من الجهاز التنفسي أو الهضمى أو العصبي، وتظهر أعراض الإصابة بالجهاز التنفسي على هيئة كحة- عطس- إفرازات من العين- ورم فى الرأس والوجه- خمول الطائر- زرقة سيانوزية بجلد الطائر الغير مغطى بالريش، و في الحالات الحادة للمرض تنتشر آفات في الجسم و توجد الافرازات الليفية في التامور و البريتون و الاكياس الهوائية و قناة المبيض , و قد تتصلب الرئة بالالتهاب , مع وجود النخر البؤري في الكبد و الكلى و الطحال , و وجود الدوالي في الطحال و الكبد و الكلى , النزف يكون منتشر في الجسم , بالإضافة إلى وجود إسهال، وتكون الأعراض العصبية على هيئة عدم اتزان الطائر، كما يحدث أيضاً انخفاض فى إنتاج البيض بالنسبة للطيور البياضة والدجاج والرومى والسمان والبط، أما العترة شديدة الضراوة فإنها تسبب تسمم فيروسى Viremia يصاحبه تكسير وتدمير فى الخلايا الدموية Endothelial cells مما يؤدي إلى تكون أنزفة فى الطائر على شكل بقع نزفية في الأمعاء و على الأرجل .
أما نسبة النفوق فقد تكون منعدمة خاصة فى حالات الإصابة بالفيروس الضعيف، بينما قد تصل إلى 100% فى حالات الفيروس شديدة الضراوة حيث ينفق الطائر سريعاً دون المرور بأي أعراض ظاهرية. وفى طيور الزينة تم عزل الفيروس A من حالات لم تظهر عليها أى أعراض مرضية، كما تم عزله من الحالات التى تموت فجأة بعد تعرضها للإصابة الحادة، والتى قد ظهرت عليها الأعراض قبل نفوقها على هيئة خمول وإسهال وأعراض عصبية تظهر بشكل هزة في رأس و حركة الطائر .
أما فى الطيور المائية الطليقة Free-ranging فيكون فيروس الأنفلونزا A غير ظاهر بها أو يكون مقاوماً للعترة شديدة الضراوة.
أما البط المستأنس فغالباً ما يكون أكثر حساسية وقابلية للعدوى بالفيروس مع ظهور أعراض تنفسية وأمراض بالعين .
وفى عصافير الزينة صغيرة العمر فإننا نجد أن نسبة النفوق تكون عالية فتصل إلى 35% و تصل في بعض الحالات الى 80% ، أما العصافير الكبيرة البرية فنادراً ما تظهر عليها الأعراض المرضية إلا أنه من الممكن أن نجد الأجسام المضادة للفيروس التى تدل على أن هذه الطيور قد أصيبت سابقاً بالفيروس , أما التي تربى في المنازل فالمرض بالنسبة لها ضاري و قاتل 100% .
وفى دجاج غينيا Guinea fowl الذى يصاب بالفيروس فإننا نجد حالات تموت دون وجود أي أعراض ظاهرية للمرض ، والبعض يقل إنتاج البيض فيه مع ارتفاع معدلات النفوق بالأجنة مبكراً، مع وجود أعراض تنفسية وعدم اتزان لحركة الطائر.
وفى السمان فيؤدى الفيروس إلى نفوق 15-80% من القطيع ، وتكون الأعراض متمثلة فى عطس وإفرازات من العين والأنف وتورم بالجيوب الأنفية Sinusitis وصعوبة فى التنفس .
وهناك بعض سلالات فيروس الأنفلونزا A التي تكون ضارية جداً للدجاج الرومي إلا أنها فى نفس الوقت تكون متوسطة العدوى للسمان، مما يؤكد أن نوع الطائر يعد من العوامل الرئيسية فى قابليته للإصابة بالفيروس , و تظهر على الدجاج التركي عوارض التهابات في الجيوب الأنفية مع انتفاش الريش و ضيق واضح في التنفس .
كما تم أيضاً عزل فيروس الأنفلونزا A من النعام وكانت الأعراض شديدة فى عمر 5 أيام حتى 14 شهراً، بينما كانت الطيور الكبيرة أكثر مقاومة للعدوى، وبلغت نسبة النفوق فى الأعمار دون الشهر حوالي 80% حيث ماتت هذه الطيور سريعاًبعد أن ظهرت عليها أعراض إلتهابية في الأنف و الجيوب الأنفية مع أوديما تحت الفم , أما عند عمر حتى8 شهور فكانت نسبة النفوق بين 15-60%، وفي الأعمار من 8 شهور حتى14 شهر فوصلت نسبة النفوق إلى أقل من 20%، ومعظم هذه الطيور تموت خلال يومين من وقت ظهور الأعراض، ولكن البعض منها يشفي فى خلال 2-3 أسابيع، ويقال أن هذا النعام قد يأخذ العدوى عن طريق الماء الذى يقدم لهم، والذى سبق أن شربت منه طيور طليقة حرة أو طيور مائية مصابة بالفيروس.
التشخيص المقارن :
ويجب التفرقة بين أعراض الأنفلونزا والأمراض الأخرى التى تعطى نفس الأعراض مثل النيوكاسل والكلاميديا والميكوبلازما و الكوريزا والبكتريا الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي أو العصبي و أيضا بعض أمراض نقص الفيتامينات .
للتأكد من التشخيص معمليا يمكن اجراء الاختبارات التالية :
- اختبار تلازن الدم ( ELISA ) .
2- اختبار الانتشار على الغراء الجيلاتيني .
3- اختبار نيور أميدنيز للكشف على الانتيجينات السطحية و هي H & N .
علاج البشر من الفيروس :
الدواء الأول هو Oseltamivir أوسيلتاميفير و يعرف تجاريا ً بإسم Tamiflu و هو يعد من أفضل الأدوية و لكن نشرت مقالة على موقع مجلة Nature على الإنترنت يشكك في جدوى الاعتماد على عقار "تامي فلو" لوحده في مكافحة الفيروس, وقد أثبت هذا العقار جدواه فيما يتعلق بمكافحة فيروس H5N1 عند البشر، فيما قالت مجلة Nature إن أبحاثها تشير إلى أن هذا الأمر قد يتغير، حيث أوردت أمثلة على بعض المرض الفيتناميين الذين أظهر الفيروس الذي أصابهم شكلاً من أشكال المقاومة للعقار, وكن نصحت منظمة الصحة العالمية الدول بتخزين كمية كافية من هذا العقار لمواجهة خطر تفشي وباء انفلونزا الطيور بين البشر.
أما الدواء الثاني فهو زاناميفير Zanamivirو يعرف تجاريا ً تحت اسم Relenza .
و الدوائين بصورة عامة يجب اعطائهما خلال 48 ساعة لأنهما يعملان على تثبيط فعالية البروتين Neuraminidase (N) حيث يعمل Neuraminidase inhibitors .
و هناك أدوية قديمة مضادة للفيروسات منها M2 inhibitors amantadine and rimantadine إلا أن المقاومة لهذه الأدوية من قبل الفايرس تتطور بسرعة مما يقلل من فرصة استخدامها.
وسائل الوقاية من أجل تحجيم انتشار المرض :
من أهم الوسائل التى يجب اتباعها من أجل تحجيم و منع انتشار المرض ما يلى :
1- التخلص من الطيور المريضة والمخالطة وإعدامها و يكون ذلك بو ضعها في أكياس كبيرة و دفنها ثم حرقها، ووقاية الأشخاص المتعاملين معها ومراعاة لبس الأقنعة والقفازات أثناء الإقتراب منها (لأن الإنسان ينقل الفيروس من مكان لآخر عن طريق الملابس والأحذية) .
2- حظر استيراد الدجاج والطيور والبيض من الدول التى يوجد بها حالات عدوى بأنفلونزا الطيور.
3- لقاحات تعطى للطائر وذلك للتحكم فى المرض، فهناك اللقاح الميت الذى يقلل من ضراوة المرض، ولكنه لا يمنع العدوى ، وهناك أيضا اللقاح الحى المضعف ولكنه أيضا له فاعلية محدودة ، وذلك للسرعة التى يتغير بها الفيروس ، ولقدرة سلالة الفيروس الموجودة فى اللقاح أن تكون فيروس جديد له صفات مختلفة , و كل هذه اللقاحات لازالت فكرتها تحت التجربة , مع أن التخلص النهائي من كل الطيور المصابة بالنوع A هو الحل الأمثل للقضاء على المرض .
4- نقلل من نشاط الفيروس أو ضراوته عن طريق تعريضه لدرجة حرارة 56°م أو تعرضه لحرارة الشمس أو تعرضه لدرجة (الحامضية أو القلوية القصوىpH) أو من خلال تعريضه لمعظم المطهرات مثل (الفورمالين، وهيدروكلوريد الصوديوم، ومركبات اليود والنشادر).
5- فى حالة العدوى بالفيروس فى البحيرات أو البرك فيمكن أن نقلله عن طريق تشبيع البحيرات بالهواء، وذلك لجعل الفيروس يطفو على سطح الماء حيث يمكن أن يموت بأشعة الشمس أو عن طريق نزح أو تصريف مياه البحيرات وجعل التربة أو الطمى الملوث بالفيروس تجف (خلال شهر تقريباً) أو عن طريق نزح الماء وتنظيف وتطهير البرك الصناعية .
6- منع الصيد هو الوقاية الاولى لأن إصطياد الطيور المهاجرة و البرية هو سبب أساسي للعدوى بالفيروس مع أنه لم تثبت أي حالة لإصابة الصيادين بالفيروس و لكن يجب القول هنا أن الطيور النافقة و التي تحمل المرض في جسمها هي ناقل مهم للمرض للدواجن و بالتالي منع الصيد ليس فقط للحفاظ على صحة البشر و لكن للحفاظ على الدواجن التي تعتبر غذاء أساسي و نهائي للبشر و مصدر مهم للحوم لابد منه .
الخاتمة :
إن تناول التطعيم الحالى للبشر هو بمثابة نوع من أنواع تقليل فرصة الإصابة بالأنفلونزا حتى لا تحدث العدوى بالسلالتين فى نفس الوقت مما يساعد على إحداث الطفرة التى نخشاها.
أما بالنسبة لتطعيم الطيور ضد المرض فإن شركة موريال العالمية لها تجارب رأت النور في العديد من بلاد العالم بجعل الفيروس متغير التركيب أي حذف N منه و ابقاء H و يكون بشكل ميت يعطى من مخرج الطائر و يعطيه و قاية ضد المرض كافية لمقاومته و لكن يجب أن نقول أنها لازالت تجارب تقبل التصحيح و التعديل للوصول للشكل النهائي للتطعيم في المناطق الموبوءة.
أما بالنسبة لإمكانية الانتقال المباشر بين البشر بعدوى أنفلونزا الطيور فلم يثبت فعلياً حتى الآن، ولكن هناك الكثير من المخاوف من إمكانية حدوث ذلك فى المستقبل القريب، وذلك عند طريق حدوث طفرة فى سلالة فيروس أنفلونزا الطيور من خلال اختلاطه داخل جسم نفس الشخص بسلالة الأنفلونزا البشرية أو إذا حدثت العدوى بالسلالتين داخل الخنازير التى يمكن أن تصاب بالعدوى من كليهما، ومن خلال هذا الخلط فى جينات كل من السلالتين داخل الخلية الواحدة .
ويأمل العلماء بأن يقوموا بإجراء تجارب لتفهم الخصائص البيولوجية التي أدت إلى أن يصبح الفيروس بهذه الخطورة , ومما يزيد من خطورة الأمر أن الطفرات التي اكتشفها الباحثون الأمريكيون عثر عليها في جينات تسيطر على قدرة الفيروس على التكاثر في الخلايا المضيفة وهذا الأمر يعد اكتشاف مهم في التأكيد على ضراوة الفيروس و قد يكون له دور أساسي و فعال في اكتشاف أدوية جديدة تؤثر في التقليل من ضراوته بالتركيز على هذه الجينات .
ويمكن أن تحدث الطفرة التى تمكن أنفلونزا الطيور من إحداث وباء عالمى يحصد الملايين على مستوى العالم إذا لم يتم عمل تطعيم مناسب ضد هذه السلالة فى الوقت المناسب .
نشرت فى 1 إبريل 2006
بواسطة lopez
عدد زيارات الموقع
704,915
ساحة النقاش