Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل


حيوان الاسفنج  :يمثل مصنعا صغيرا عظيم الفاعلية
اكد العلماء وجدوا ان المواد التي تستخدمها الكائنات البحرية في الدفاع عن نفسها تصلح كادوية ومضادات حيوية.

تعتبر البحار والمحيطات الاحتياطي الاكبر للحياة على الكرة الارضية، وهي تشغل 71 بالمائة من مساحة الكوكب. ويقطن فيها أكثر من نصف مليون نوع من النباتات والحيوانات، بينما لم يتم بعد احصاء كميات الاجسام الدقيقة الموجودة في هذه البيئة. البحرية تثير اليوم اهتماما عظيما لدى العلماء بسبب عودة العالم الى السباق على المواد التي تملك خصائص جديدة ومفيدة للانسان والهدف الاساسي لمعاهد هو ان نستخدم في الصناعة والطب والصيدلة وغيرها من مجالات النشاط الانساني ما هو موجود في الطبيعة، وخاصة في البيئة البحرية التي بدأت في الفترة الاخيرة تكشف اسرارها وامكانياتها للانسان.
ولقد تم الحصول في معهد المحيط الهادئ حتى الآن على ما يقارب 500 نوع بيولوجي جديد من المواد الناشطة التي تم استخراجها من الكائنات البحرية.

وربما تجد كل مادة من هذه المواد استخداما لها في المستقبل اتصبح ادوية فعالة او مضادات حيوية او مقويات لجهاز المناعة.
ويثير اهتمام العلماء بشكل خاص تلك المواد التي تستخدمها الكائنات البحرية في الدفاع عن نفسها وذلك باخافة او قتل اعدائها الطبيعيين. ولدى دراسة هذه المواد اكتشفت خصائص فريدة تميز الكائنات البحرية.

 فبينما تتواجد تلك المواد لدى الكائنات التي تعيش على اليابسة في غدد خاصة فانها موجودة لدى الكائنات البحرية في كل مكان من جسمها عمليا، وهو امر مثير للدهشة اذ ان هذه الكائنات نفسها من المفترض ان تتضرر في معظم الاحيان من وجود تلك السموم. غير ان العلماء اكتشفوا ان دورا خاصا في هذا الاطار تلعبه الاغشية الخلوية للكائنات البحرية. وبالامكان الحصول على المستحضرات المضادة للاورام والمنظمة لعمل القلب ايضا من حيوانات الانيمون البحرية الجميلة الشبيهة بالورود الفريدة، والتي تعيش في قاع المحيط. ولكن ليس من المفترض في هذا المجال افقار قاع المحيط العالمي وعمقه. اذ ان على البيوتكنولوجيا ان لا تفرز تلك المواد من الكائنات الطبيعية فقط وانما عليها ان تجد الوسيلة لتصنيعها مخبريا وايصالها الى مستوى الانتاج بعرضها على الصناعة مواد خام رخيصة لتصنيعها. اما الاتجاهات الاخرى للبيوتكنولوجيا فهي استخدام التنوع الوراثي وامكانيات الخلق البيولوجي لدى الكائنات البحرية والتفتيش عن تكنولوجيات من دون نفايات عظيمة وانتاج مورثات جينية من الاجسام البحرية الدقيقة. وبدا ان حيوانات الاسفنج البحرية تشكل مختبرا طبيعيا عجيبا او حتى "مصانع صغيرة" عظيمة الفاعلية. فلقد اعطت تلك الحيوانات ما نسبته 38 بالمائة من مجمل المواد التي تم اكتشافها لدى الكائنات البحرية في العالم. وسر حيوانات الاسفنج هو في انه تتعايش معها كمية ضخمة من الاجسام الدقيقة تصل الى نسبة 40 بالمائة من مجمل وزنه. وبالامكان الحصول من حيوان الاسفنج على مواد مفيدة جدا وخاصة في مجال المضادات الحيوية. ويعمل معهد الكيمياء العضوية الحية على اكتشاف مواد ناشطة فسيولوجيا من بينها تلك المضادة لتخثر الدم والحامية من الاشعاعات والمكسبة للمناعة وكذلك مواد لحماية النباتات الزراعية. وبالمناسبة تحتوي تلك المواد في معظم الاحيان على خصائص قيمة جدا. فالمضادات الحيوية "البحرية" خالية من النقص الذي يميز المستحضرات المستخدمة حاليا من هذه الفئة. فهي لا تدع الميكروبات المسببة للامراض تتكيف معها مع الوقت. وتعتبر مجموعة الكائنات البحرية التي جمعها معهد المحيط الهادئ للكيمياء العضوية، ومن دون مبالغة، كنزا علميا ثمينا. فهي تحتوي على اكثر من 4 آلاف نوع من البكتيريا البحرية والف نوع من الفطريات البحرية. ولقد تم العثور على هذه وتلك من الاجسام الدقيقة في مناطق مختلفة الى حد بعيد من المحيط العالمي، باستثناء القطب الجنوبي حيث لم ترسل بعثات اليه بعد بسبب الصعوبات المادية التي تواجه المجال العلمي الروسي في السنوات العشر الاخيرة. بينما المجموعات الاخرى الموجودة في العالم فهي تخص عادة المنطقة التي تعود للطرف الذي يجري الابحاث فقط. وكما يرى رئيس الفرع اكاديمية العلوم ان تطور مجال البيوتكنولوجيا في الشرق الاقصى يملك اهمية كبرى ليس بالنسبة لعلم المستقبل وحسب وانما بالنسبة لمستقبل المنطقة كلها ايضا وهي منطقة تعاني اليوم اوقات عصيبة. اذ ليس فيها حاليا موارد بشرية كافية من اجل تطوير العديد من القطاعات الانتاجية. ويكمن حل هذه المشكلة برأي الاكاديمي يلياكوف في تطوير قطاعات التكنولوجيا العالية. فالعدد الاكبر من الاختصاصيين المطلوبين للعمل في مجال التكنولوجيا العالية كانتاج المستحضرات الطبية المستندة على التكنولوجيا البحرية الحية مثلا يمكن اعداده على الارض باستخدام الامكانيات الغنية المتوفرة في مؤسسات العلم والتعليم في الشرق الاقصى. ومن ابرز الامثلة على الاستخدامات الطبية للاسماك والكائنات البحرية ان سمكة التريبانغ وحدها التي تعيش في الشرق الاقصى والتي تلقب "بالجين شين البحري" قادرة بسبب احتوائها على كمية كبيرة من المواد المفيدة ان تعطي موادا قوية مضادة للبكتيريا ومنظمة للمناعة. كما وتم الحصول على ادوية جديدة من خلايا التوتياء البحرية. ولقد قام العلماء الروس بدراسة مفصلة لهذا النوع وغيره من الحيوانات الشوكية بشكل خاص في بحار الشرق الاقصى. وجمع المعهد مجموعة كبيرة من النجوم البحرية استخرج منها أكثر من 80 سلسلة جديدة من المواد السترويدية، وهو الاسم الذي يطلق على المواد الاكثر نشاطا فسيولوجيا، ومن بينها الهورمونات. ومن بين المستحضرات الطبية التي تم الحصول عليها في المعهد من الكائنات البحرية يمكننا ان نسمي "البيبوتسين"، من كلمة "بيبوس" وهي اللفظ الانكليزي لاسم المعهد، وعدد كبير من المواد الالكالويدية، وهي مواد ناشطة فسيولوجيا، تستخدم في الطب وتنسب اليها تلك المواد مثل الكافيين والمورفين والافيردين. بالاضافة الى مادة البوليكاربين ذات النشاطية العالية المضادة للاورام ومستحضرات مضادة للديدان المعوية.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1111 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2012 بواسطة lobnamohamed

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

932,869