Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

تعتبر الشعاب المرجانية من اروع العوائل البحريية على هذا الكوكب واكثرها تنوعا وانتاجا حيث يطلق عليها غابات البحر الاستوائية. فالشعاب المرجانية مجموعة متنوعة من الكائنات الحية التي تتفاعل مع بعضها البعض ومع البيئة الطبيعية كما أنها من أشد الموائل البحرية حساسية لأي تغيير، فهي قادرة على أن تتعافى على نحو فعال من الخلل الطبيعي أو حالات التلوث المؤقتة شريطة أن تكون جودة المياه عالية بصفة عامة. وتعتبر الشعاب المرجانيــة الأكثر تعرضا لمخاطر التغيرات المناخية، كارتفاع درجة الحرارة علـى سبيل المثال وارتفاع حموضة البحار الناتج من ذوبان ثاني أكسيد الكربون الذي يتكون عنه حمض الكربونيك الذي يهدد حياة الشعاب المرجانية. ولخص تقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية بإشراف من باحثين أستراليين أكدوا فيه أن المخاطـــــر التي تواجه الشعاب المرجانية تتمثل فــــي الدرجة الأولى بالتغيرات المناخية المتسارعة التي يشهـــدها كوكب الأرض خلال السنوات القليـــلة الماضية بالإضافة إلى تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي وزيادة حموضة البحار والمحيطات الأمر الذي أدى إلى ابيضاض الشعاب المرجانية Coral bleaching، في العديد من بقاع الأرض. ابيضاض المرجان وتعد ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، من الظواهر المعروفة عالميا، حيث تفقد الشعاب المرجانية ألوانها الزاهية بسبب هلاك الطحالب الملونة، التي تعيش بداخلها وتغذيها، في علاقة تكافلية مدهشة. وغالبا ما يؤدي الابيضاض إلى هلاك الشعاب المرجانية.

 وتؤدي زيادة تركيز ثاني إكسيد الكربون في الجو إلى ذوبانه بدرجة أعلى في مياه المحيطات حيث يتحول إلى حمض الكربونيك وهو نفس الحمض الموجود في المشروبات الغازية. و يؤدي ازدياد تركيز هذا الحمض إلى انخفاض تركيز ايونات الكربونات اللازمة لعملية التكلس التي بدونها يفقد المرجان القدرة على تكوين الشعاب القادرة على حماية المخلوقات المتنوعة التي تحتمي بها. والمرجان يحمل طحالب مجهرية دقيقة تسمى «زوكسانثيلي» تمده بالغذاء وتصبغه بالوان نابضة بالحياة. عند ارتفاع حرارة مياه المحيط، يجهد المرجان الذي يطرد هذه الطحالب، وبالتالي يخسر لونه ويبيض، ثم ينفق اذا لم تعد الطحالب الى انسجته في فترة معينة. لقد شهد العالم حدوثها في عدد كبير من البيئات البحرية العالمية أشهرها في عام 1998حيث قدرت الدراسات أن %16 من مساحة الشعاب المرجانية في العالم أصابها الدمار، وأعقب ذلك في عام 2002 حدوث مثل هذه الظاهرة، ويتوقع علماء البيئة انه خلال السنوات القليلة القادمة سوف يشهد كوكب الأرض مثل هذه الظاهرة الخطيرة والتي ستكون واسعة الأثر ومدمرة لمعظم موائل الشعاب المرجانية في العالم. وأطلقت الهيئات البيئية الكبرى على العام 2008 لقب (عام الشعاب المرجانية) «International Year of the Coral Reefs» لتنبيه الرأي العام العالمي إلى الأخطار المحدقة بهذه الكائنات الجميلة التي تلعب دورا بالغ الأهمية بالنسبة للبيئة البحرية، خاصة الثروة السمكية والكائنات البحرية الأخرى التي تحتاج إلى هذه الشعاب للحماية والغذاء مثلما تحتاج الحيوانات البرية إلى أشجار الغابة لكي تعيش وتترعرع بين ظهرانيها ومن خيراتها. وسبب اختيار الشعاب المرجانية هو أنها تعتبر من أكثر المخلوقات حساسية في الكون ومن أكثرها تعرضا للتلف والانقراض. أخطار تهددها إن الأخطار التي تتعرض لها الشعاب المرجانية تنتج من الأنشطة البشرية المباشرة التي تتعرض لها السواحل بسبب عمليات الردم والحفر (التجريف) وإلقاء مياه الصرف الصحي والصناعي والنفايات بأنواعها في البحر وانتزاع الشعاب بواسطة الغواصين لبيعها للزينة أو تكسيرها بواسطة المراسي التي يلقيها هواة الصيد البحري من مراكبهم للوقوف بثبات في موقع معين فتشتبك بالشعاب ثم عند سحب المرساة بعنف تقتلع معها كمية كبيرة من الشعاب أو تتلفها. أماكن انتشارها توجد في الغالب الشعاب المرجانية في البحار الاستوائية الدافئة وغير العميقة، لأن المرجان الذي يكون الشعاب لا يمكن أن يعيش في مياه درجة حرارتها أقل من °18، حيث تعتبر درجة الحرارة المثلى لنمو المرجان ما بين °26 - °27 وعند ارتفاع الحرارة إلى أعلى من °29 فأنها تسبب إجهاداً على المرجان وقد يرفع من معدل البناء الضوئي للطحالب والمؤثر سلبا على المرجان.

وتمتد الشعاب في جنوب المحيط الهادئ، وجزر الهند الشرقية، والمحيط الهندي حتى سيريلانكا وحول مدغشقر على ساحل أفريقيا الجنوبي الشرقي وكذلك ساحل البحر الأحمر، أيضا تتكون على طول ساحل البرازيل الشرقي الإستوائي عبر جزر الهند الغربية. عامل جذب بالإضافة إلى أهمية الشعاب المرجانية القصوى كبيئة لتكاثر الثروة السمكية التي تشكل مصدراً أساسياً للغذاء، تعتبر الشعاب المرجانية من أهم عوامل الجذب السياحي، حيث تقدر العوائد المترتبة على السياحة في مناطق الشعاب المرجانية في العالم بأربعة بلايين دولار سنويا. أشهر هذه المناطق التي يرتادها السياح تقع في أستراليا وماليزيا وجزر المحيط الهادي مثل المالديف وإندونيسيا والفلبين. ويعتبر ساحل البحر الأحمر من أجمل وأهم مناطق الشعاب المرجانية في العالم. وقد نجحت مدينتا شرم الشيخ والغردقة في مصر في اجتذاب مئات الآلاف من السياح للاستمتاع بالغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية. وكذلك يحتوي الخليج العربي، بدرجة أقل، على مناطق للشعاب المرجانية التي من الممكن أن تعد مناطق للجذب السياحي. إجراءات عاجلة للمحافظة على هذه الغابات البحرية في العالم ولإنقاذ تلك الكائنات البحرية التي تلعب دوراً هاماً في حفظ التوازن الطبيعي والحيوي في البحار، فهناك ضرورة من الحد من كمية غازات الدفيئة الملقاة في الغلاف الجوي، وإنشاء مزيد من المحميات البحرية، وحماية الموائل البحرية للشعاب المرجانية، وزيادة الوعي البيئي بين عامة الناس، وتحسين مستوى الإدارة الساحلية، ومنع إلقاء النفايات السامة والمواد الخطرة في البحار بالإضافة إلى توجيه عقوبة لكل من يفعل ذلك، والحد من الأثر السلبي لمشاريع التنمية الساحلية ومشاريع السياحة البحرية على الموائل الطبيعية للشعاب المرجانية، والتركيز على أن ردم بعض المناطق الساحلية ينبغي أن لا يكون على حساب البيئات الطبيعية لتلك الكائنات البحرية، والتي سيقود فناؤها إلى إحداث دمار شامل يطال كافة عناصر الحياة الطبيعية في بحار العالم. حول العالم من أوائل الظواهر المسجلة لغبيضاض المرجان تمت ما بين عامي 1979 - 1980 وكانت حول جزيرة باليابان والبحر الكاريبي وشمال شرق أستراليا، وبدأ تسجيل أكثر من انتشار للابيضاض في عام 1983 في العديد من المناطق المتفرقة بالاعلم في الحيود المرجانية لشرق أفريقيا وأندونيسيا والشواطئ الغربية والوسطى لأمريكا.

 وبدأ الابيضاض أكثر انتشارا ما بين عامي 1886 - 1989 وامتد إلى تايوان وجزر فيجي بطول الحيد المرجاني العظيم بأستراليا. كما تم تسجيل الابيضاض خلال السنوات الأخيرة في البحر الأحمر بتأثيرات متفاوتة من منطقة لأخرى يحكمها التوزيع للتغيرات في درجة الحرارة للمناطق والتي يعتبر وسط البحر الأحمر أكثر المناطق تأثرا بالابيضاض حيث درجته أعلى منها في أطراف الحوض البحري. المثال الأفضل على هذه المشكلة شعاب الحاجر العظيم المعروفة عالميا وتقع في ولاية كويزلاند الأسترالية. هذا الحاجز المرجاني الذي يناهز طوله ألفي كم ويعد الأطول في الاعلم، شهد عام 2002 أسوأ حالة ابيضاض طالت 60% منه، وبالتالي إذا فشلت الجهود الدولية فسوف تموت الشعاب المرجانية فى غضون عقود مما يحرم مئات الانواع من الكائنات التى تعتمد على الشعاب من مواطنها

اعداد م لبنى نعيم

المصدر: مجلة بيئتنا
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 515 مشاهدة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

861,345