جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حملة تنظيف البيئة البحرية نظام البيئة البحرية نظام طبيعي فريد، يحتوي على العديد من المخلوقات التي تعيش في هذه المنظومة البيئية وفق توازن أملته ظروف طبيعية مختلفة. ولكون البيئة البحرية موطناً للثروة السمكية، التي تعتبر أحد أهم المصادر الطبيعية الحية المتجددة الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان من الضروري بذل أقصى الجهود، وتسخير الطاقات والإمكانات المتوفرة، للمحافظة على هذه البيئة في أفضل حالات عطائها، وبصورة يمكن من خلالها المحافظة على التنوع البيولوجي الحيوي الموجود فيها. ونظراً لطبيعة هذه البيئة القائمة على التوازن، كان الحفاظ عليها، وعلى كل مكوناتها، من كافة الأضرار التي قد تلحق بها نتيجة لعوامل طبيعية، أو عوامل من فعل الإنسان، من الأولويات التي تسعى وزارة البيئة والمياه لتحقيقها، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالبيئة البحرية. وقد استرعى اهتمام معالي الوزير الموقر بعضاً مما يقوم به مرتادي البحر ومستخدمي بيئته، وخاصة صيادي الأسماك، من إلقاء مخلفات عمليات الصيد، وإلقاء لمعدات الصيد التالفة في البحر، وسكب الزيوت وفي الماء، وتقطيع علامات معدات الصيادين الآخرين، مما يؤدي لفقدانها وقيامها بما يعرف "بالصيد الهدر". وعليه.. وجه معالي الوزير الموقر بعقد اجتماع، ترأسه معاليه، وضم ممثلين عن معظم الجهات المعنية بالبيئة البحرية في الدولة، وممثلين لعدد من بلديات الدولة، واستعرض معاليه في الاجتماع الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في ناحية الحفاظ على الثروة السمكية وتنميتها، والحفاظ على البيئة البحرية وتطويرها، كما تناول الاجتماع المخاطر التي تتعرض لها البيئة البحرية نتيجة لممارسات تضر بالبيئة، وبالثروة السمكية، وبالتالي بمرتادي هذه البيئة ومستغليها. وبالنظر لأهمية تنسيق الجهود المطلوبة القيام بها في ما يختص بالحفاظ على البيئة ونظافتها من المخلفات والشوائب فقد تقرر في الاجتماع تشكيل لجنتين للمضي قدماً في تنظيف البيئة البحرية والحفاظ عليها، أحدها للأعمال التنفيذية، والأخرى للشؤون الإعلامية والإرشادية. كما تقرر أن تختار كل جهة اللجنة التي ترغب بالانضمام لها، وأن تبلغ اللجنة العليا بإمكانياتها. وقد كان لاستعداد الجهات المعنية وحصرها لأنواع المساعدة التي يمكن أن تقدمها لهذه الحملة أثر كبير وبالغ على نجاحها وتواصلها. وكان لتسخير الوزارة لطاقاتها المادية والمعنوية والفنية أثر بالغ في تنسيق تلك الجهود الرامية لتنظيف البيئة البحرية. وعقد الاجتماع الثاني الخاص بتنظيف البيئة البحرية بعد حوالي أسبوعين من عقد الاجتماع الأول، واعتمدت فيه المذكرة التي قدمتها الوزارة، والملخص الذي قدمته الأمانة العامة لبلديات الدولة، كأساس للنقاش، ووضع الخطط العملية لتنظيف البيئة البحرية. وقد تشكلت خلال ذلك الاجتماع اللجنتان على النحو التالي 1- اللجنة العملية التنفيذية، وضمت كل من وزارة البيئة والمياه. قيادة حرس السواحل. الأمانة العامة لبلديات الدولة. هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها. جمعية الإمارات للغوص. الهيئة الاتحادية للبيئة. مجموعة الإمارات للبيئة البحرية. 2- اللجنة الإعلامية، وضمت كل من وزارة البيئة والمياه. هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها. الأمانة العامة لبلديات الدولة. جائزة زايد الدولية للبيئة. بلدية دبا الفجيرة. جمعية أصدقاء البيئة. وتوالت أعمال اللجنتان، وخاصة اللجنة العملية التنفيذية للإعداد لإطلاق حملة التنظيف، وتم وضع شعار لهذه الحملة باتفاق أعضاء اللجنتين، وهو شعار " بحر نظيف .. غذاء وفير ونظيف" وقام قسم الإرشاد السمكي بالوزارة بتصميم وطباعة عدد من الملصقات والمنشورات الخاصة بالحملة مساهمة منه في جهود التوعية العامة بهذه الحملة وأهدافها وأضرار المخلفات على البيئة والثروة السمكية. كما تولت جائزة زايد الدولية للبيئة مشكورة تصميم شعار الحملة، وطباعته على بعض الملصقات الخاص بالحملة. ومن جهة الجهود العملية، اتفق على أن تتولى جمعية الإمارات للغوص القيام بإجراء المسوحات الخاصة بالمناطق المختلفة وتحديد المناطق الأكثر تضرراً للبدء منها، وترك الأمر للجمعية لاختيار طريقة العمل المناسبة لها حيث أن معظم أعضائها من المتطوعين. واستمرت أعمال اللجنتين في التجهيز لإطلاق حملات التنظيف. أما جهود التنظيف الفعلية فقد ترك لقيادة حرس السواحل وغواصي الوزارة تولي أمر الإشراف عليها وتنسيق أعمالها. حملة خورفكان وقع الاختيار على بدء حملات التنظيف من منطقة خورفكان على الساحل الشرقي للدولة. وكان ذلك بناءً على انتهاء جمعية الإمارات للغوص من مسح تلك المنطقة وتحديد الأماكن التي تكثر فيها مخلفات الصيد، نظراً لكثرة الصيادين في المنطقة، وكثرة مرتادي البحر من غواصين ومتنزهين. وقامت قبل بدء الحملة لجنة مكونة من ممثلين عن الوزارة وقيادة حرس السواحل والأمانة العامة لبلديات الدولة بزيارة خورفكان واطلعت على المكان المقترح لإقامة حفل إطلاق الحملة (لتوفير التغطية الإعلامية اللازمة لهذا الجهد الكبير)، كما قامت بجولة بحرية للتعرف على المناطق التي سيتم العمل فيها لرفع المخلفات بواسطة الغواصين من مختلف الجهات. وقامت تلك اللجنة أيضاًُ بزيارة مكتب البلدية في خورفكان، حيث التقت مدير مكتبها الذي أعرب عن سعادته بهذا الاهتمام ووعد بتقديم كل ما هو ممكن من دعم لازم من قبل البلدية مثل: عمال النظافة، وسيارات نقل المخلفات، وتسهيل أعمال الحملة. وأقيم حفل إطلاق الحملة يوم 1 يونيو 2000، تحت رعاية معالي وزير الزراعة والثروة السمكية وحضره عدد كبير من المدعوين من المسئولين والمعنيين بالثروة السمكية والبيئة البحرية، وخبير من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ووجهاء المنطقة، وأشتمل حفل إطلاق الحملة على كلمة وزارة البيئة والمياه، ألقاها سعادة عبيد محمد جمعة المطروشي، وكلمة لبلدية الشارقة/ مكتب خورفكان، وكلمة لجمعية صيادي خورفكان التعاونية، وأقيم إلى جانب حفل إطلاق حملة التنظيف في خورفكان معرض مصغر للصور والملصقات الخاصة بالبيئة البحرية، أبرزت فيه جهود الوزارة والهيئات الأخرى في هذا المجال. واستمر المعرض موجوداً للزائرين طوال فترة الحملة. ولاقى المعرض استحسان الزوار وإعجابهم. الأعمال الميدانية انطلقت أعمال فرق الغواصين الميدانية لانتشال المخلفات في منطقة خورفكان يوم السبت 2 يونيو 2000. واستمرت هذه الأعمال حتى 20 يونيو 2000. وتشكلت فرق العمل من الغواصين على النحو التالي: واصي قيادة حرس السواحل. واصي وزارة البيئة والمياه. واصي وحدة الإنقاذ بشرطة الشارقة. واصين متطوعين من مواطنين ووافدين (قائمة الغواصين المشاركين). وتم التركيز على انتشال المخلفات من الأنواع التالية: خلفات معدات الصيد المفقودة والتالفة. لمخلفات الحديدية والبلاستيكية وغيرها. لقوارب الغارقة. التقاط نجم البحر "تاج الشوك" الذي يشكل تهديداً طبيعياً على الشعاب المرجانية نتيجة لتغذيه على عليها، والتي نظمت الوزارة حملة خاصة للسيطرة على انتشاره وخاصة على سواحل المنطقة الشرقية. ونظراً للحاجة لخبرة جيدة للتعامل مع "تاج الشوك"، فقد تولى غواصي الوزارة حملة التنظيف
ساحة النقاش