Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

شهد عقد السبعينيات من القرن العشرين تدهوراً في الأحوال البيئية للبحر الأسود, إذ ارتفعت ملوحته, وضربه التلوث, وأضرّ الصيد الجائر بمخزونه الطبيعي من الكائنات البحرية الاقتصادية (أسماك - قشريات - رخويات). وفي الثمانينيات, كانت جهود إصلاح أحوال البحر قد بدأت تنجح في استعادة بعض قواه, ولم تلبث أن حلّت بالبحر كارثة تمثلت في دخول نوع من الأسماك الهلامية, هو (المشط), أشاع الفوضى والدمار في أنظمة البحر الأسود البيئية, لقد غزت أسماك المشط الهلامية مياه البحر الأسود عبر مخزون السفن العابرة من المياه التي تختزنها لتحتفظ بتوازنها, وتسمى (مياه الصابورة), ولم يكن ذلك البحر يعرف هذا النوع من الهلاميات المشطية, ذات الشهية الفائقة, والتي انطلقت تتكاثر بقوة في مياه البحر, وتستهلك كميات ضخمة من الهائمات الحيوانية, التي يتغذى عليها كثير من أنواع الأسماك, وتلتهم بيض ويرقات الأسماك الاقتصادية, مثل أسماك الأنشوجة, وفوجئ علماء البيئة البحرية بأعداد هائلة من الأسماك الهلامية المشطية, قدّر وزنها بحوالي بليون طن.

ولما فكر العلماء في مقاومة هذا الهلام المشط, كانوا يعرفون أن له عدوّاً طبيعياً ينتمي إليه بصلة قرابة, فهو سمكة هلامية أيضاً, اسمها (بيروي أوفاتا), وهي ليست من سكان البحر الأسود, فهل يجلبونها ويجعلونها تسكن البحر, لتزاحم عدوّهم المشط? إن ذلك توجّه مستحب للمقاومة الطبيعية, يغني عن استخدام المبيدات, مثلاً, ولكن, مَن يضمن أن يقوم النوع (أوفاتا) بالمطلوب منه, فقط, ولا يتسبب في مشاكل أخرى, قد تكون أشد خطورة من الفوضى التي يسببها الهلام المشط في مياه البحر الأسود!؟.

وظل العلماء مترددين, حتى فوجئوا, مع نهاية القرن العشرين, بوجود الهلام أوفاتا في البحر الأسود, جاء دون دعوة!, والأغلب, أنه تسلل إلى مياه البحر بالطريقة نفسها التي جاء بها المشط! وتقول الدكتورة تامارا شيجانوفا, من معهد شيرشوف لعلوم البحار, في موسكو إن ذلك أمر غريب حقاً, وعلى أي حال, فإن القادم الجديد أظهر نشاطاً ملموساً, وأعطانا نتائج إيجابية لا بأس بها, فقد بدأنا نلاحظ تدني أعداد الهلام المشط, كما بدأت كثافة الهائمات الحيوانية في مياه البحر الأسود تزداد. وتقول, أيضاً, إن لدينا أملاً في ألا يتحوّل الهلام أوفاتا, بعد أن ينتهي من الهلام المشط, إلى سلوك غذائي آخر, قد يؤدي إلى نوع مختلف من الأذى, فنعود إلى البحث عن منقذ من الصديق الذي تحوّل إلى عدو, إن عليه أن يخلصنا من الأوفاتا, ويمضي لحال سبيله, لنتفرّغ نحن لخطط أخرى, هدفها تنمية وتحسين الخواص الإنتاجية لمياه البحر الأسود

 

المصدر: http://forum.kooora.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 399 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2012 بواسطة lobnamohamed

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

923,352