يتالف جو الارض من طبقة رقيقة من الغازات التي تحبس ما يكفي من الحرارة لتامين الحياة ومن خلال احراق الوقود الاحفوري وقطع شجر الغابات يقوم البشر بضخ مليارات الاطنان من ثاني اوكسيد الكربون في الجو بالاضافة كميات قليلة من غازات الاخرى وتؤدي هذه الانبعاثات الى زيادة مفعول الدفيئة لتنضم هذه الغازات الى الجو تسبب بكمية اضافية من الحرارة التي ينبغي حبسها نتيجة ذلك ترتفع حرارة الارض ويصاب مناخ العالم بخلل في التوازن ان الفائض من ثاني اوكسيد الكربون الذي نضيفه الى الجو ينتج بغالبيته عن احراق كميات كبيرة من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة وتامين النقل وتؤدي التغيرات التي تطرأ على الارض وازالة الغابات الى انبعاث المزيد من ثاني اوكسيد الكربون في البيئة وتعتبر الاشجار مغسلة طبيعية للكربون لانها تمتص ثاني اوكسيد الكربون في عملية التركيب الضوئي واتلافها يعني انبعاث الغاز في الجو.ان الغازات الدفيئة تنتج بشكل طبيعي الا ان الكميات التي يضيفها البشر الى الجو تفوق الطبيعة بنسبة كبيرة وتشير التقديرات الى ان كثافة ثاني اوكسيد الكاربون قد ارتفعت بنسبة تفوق الثلث بالمقارنة مع المرحلة ما قبل الثورة الصناعية عندما بدا حرق الوقود الاحفوري بكميات كبيرة وبدات النشاطات الصناعية والزراعية الحديثة واضيف هذا الارتفاع الى مستويات الغازات الطبيعية في الجو والاوكسيد النتري كذلك ان شاء الانسان من خلال النشاطات الصناعية غازات دفيئة شديدة الفعالية كالكربون الهيدروفلوريكي مثلا وحتى اذ اوقفت كافة انبعاثات غاز الدفيئة اليوم الا ان تاثيرها المتبقي من النشاطات الماضية سيستمر على مدى قرون عديدة بسبب طول عمر الغازات الدفيئة في الجو ولزوم وقت طويل لنقل الحرارة من الجو الى المحيطات العميقة المقصود هنا هوان كمية الغازات الدفيئة في الجو تزداد كل يوم وتحمل معها عواقب لامفر منها مما يصعب اكثر فاكثر عملية السيطرة على تغير المناخ بالرغم من امتصاص الكثير من حرارة الشمس في اليابسة والبحر ويعكس بعض من هذه الحرارة في الفضاء لكن الغازات في الغلاف الجوي للارض عمل مثل الزجاج في بيت الدفيئة وتمنع معظم الحرارة من الفرار والواقع ان تاثير الدفيئة هذا هو المسؤول عن الارتفاع الاجمالي للحرارة علما انه اساسي ايضا للحياة ولولا لكانت حرارة الارض 15 درجة مئوية تحت الصفر وغطى الجليد كل الكوكب تقريبا وانعدمت الحياة الدفيئة هي احدى المشكلات التي يواجهها كوكبنا والتي أثبتت النتائج العلمية المستمرة خطرها الوشيك على الحياة وعلى حلم الانساني بمستقبل افضل ولعل مسالة الدفيئة من بين كافة المسائل الاخرى المطروحة التي تخص البيئة هي الاغنى من حيث تعدد وتشابك جوانبها وبروز مفهوم كلية العلاقات القائمة على الارض بين مختلف عناصرها الطبيعية ولاتهدف اثار هذا الموضوع فقط الى تنبيه الانسان على ما يحدق به وبالطبيعة من اخطاربسبب عدم مقدرته على اقامة التوازن بالدرجة الاولى بل والى ابراز بعض جوانب هذه الكلية التي تحكم عالمنا لاننا ان لم نعترف بها وظللنا على جهلنا لها لن نستطيع يوما تحقيق هذا التوازن المنشود وبالتالي هذا الحلم الموعود ! اهم غاز دفيئة هو بخار الماء والتصنيع لم يضف كميات كبيرة من المياه الى الغلاف الجوي غير انه مع ارتفاع حرارة الكوكب تتبخر المزيد من المياه وتدخل الى غلاف الجوي ما يجعل الاشياء اكثر حرارة فيؤدي الى تبخر المزيد من المياه اما غاز الدفيئة الرئيس الذي خلفه بنو البشر هو ثاني اوكسيد الكربون وهو غاز يتكون عندما تحرق شيئا ما وبصورة خاصة الوقود مثل الفحم والغاز الطبيعي والنفط ولان هذه المواد تكونت منذ الاف السنين فانها كثير ما تسمى الوقود الاحفوري ولان تكونها استغرق ملايين السنين يمكننا القول بكل ثقة ان لم يكن بمقدورنا تكوين المزيد منها في اي وقت قريب وهذا السبب في انها تعرف كمصادر غير متجددة للطاقة nonrenewable energyوتطلق الصناعات نحو 6،3مليار طن من ثاني اوكسيد الكاربون الى الغلاف الجوي كل عام اي ما يعادل 19 الف مبنى مثل مبنى الامباير ستيت في نيويورك كما يطلق ثاني اوكسيد الكاربون كذلك عندما نقوم بتغيير طرق استخدامنا للاراضي وتعد ازالة الغابات واحد من اقسى الطرق التي نغير بها المشهد الطبيعي العالمي وتؤدي ازالة الغابات الى اطلاق مالايقل عن مليار طن من ثاني اوكسيد الكربون الى الغلاف الجوي كل سنة اي ما يساوي نحو 3الاف مبنى مثل مبنى الامباير ستيت لقد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الارض ب0،74=0.18 درجة مئوية خلال المئة عام المنتهية سنة 2005وحسب اللجنة الدولية غير المناخ pccفان اغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين لتبدله بشكل كبير نتيجة لزيادة غاز الاحتباس الحراري (غازات البيت الزجاجي) التي يبعثها ان حماية الغابات تساعد على تخفيض كمية غاز اوكسيد الكربون الداخلة الى الغلاف الجوي لانها تقوم بامتصاصها من الهواء اي ان غابات تعمل كاحواض /مصارف ضخمة لثاني اوكسيد الكربون وتسمى هذه العملية احتباس الكربون كما يحتل الميثان واوكسيد النتروز الدرجة الثانية بين غازات الدفيئة اذ ان قطاع الزراعة يقوم باطلاق كميات هائلة من هذين الغازين الى الغلاف الجوي ماذا سيحدث عندما ترتفع حرارة كوكب الارض ؟يتنبا العلماء باحتمال تزايد شدة العواصف والفيضانات على امتداد سواحل العالم التي يتزايد فيها باطراد عدد السكان وستؤدي المياه المالحة الناجمة الى تخفيض جودة امدادات المياه العذبة وكمياتها وقد تصبح غالبية الانواع المهددة في العالم (نحو25% من الثديات و12% من الطيور) في عداد الانواع المنقرضة ومن المتوقع يؤدي ارتفاع درجة الحرارة الى توسيع النطاق الجغرافي لتفشي بعض الامراض الخطيرة كالملاريا ستكون الامم الاشد فقرا في العالم الاكثر تضرار باثار تغير المناخ وهذا امر غير عادل ذلك لان البلدان الصناعية هي مسؤولة عن اطلاق الشطر الاكبر من انبعاثات الغازات الدفيئة ولن يزول الاحترار العالمي عن كوكبنا خلال مدة قصيرة فبعد 150عاما من التوسع الصناعي اكتسب الاحترار العالمي مزيدا من السرعة وسوف يؤثر على الكوكب لمئات السنوات حتى لو تمكنى من تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة تشجع العديد من المجموعات البيئية العمل الفردي ضد ظاهرة الاحترار العالمي كما تشجع الاجراءات المجتمعية والاقليمية للحد منها كما اقترح البعض تحديد حصة ثابتة من الانتاج العالمي للوقود الاحفوري اكبر مصدر مباشر لانبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون وهناك ايضا اجراءات تجارية بشان تغير المناخ يتضمن ذلك جهود تحسين كفاءة استغلال الطاقة وبعض المحاولات لاستخدام انواع بديلة من الوقود وفي كانون الثاني 2005 اعلن الاتحاد الاوربي عن مشروع الاتحاد الاوربي لتجارة الانبعاثات حيث ترتضي الشركات بالاشتراك مع الحكومات للحد من الانبعاثات او شراء رصيد من اصحاب الانبعاثات الاقل من الحد المسموح واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما عن خطة اقتصادية لتجارة الانبعاثات عالميا وفي عام 2007 اصدر الفريق الحكومي الدولي PCCsتقريرا يفيد انه لاتوجد تقنية بعينها في مجال بعينه يمكن ان تكون مسؤولة عن تخفيف الاحترار العالمي هناك ممارسات رئيسية وتقنيات في مجالات متعددة مثل مجالات النقل والصناعة والزراعة وامداد الطاقة ينبغي ان تنفذلتقليل الانبعاثات العالمية واستنتجوا ان ثبات مكافئ ثاني اوكسيد الكربون من 445و710جزء في المليون بحلول 2030 سينتج عنه مابين 0،6% زيادة و3% انخفاض في الناتج المحلي الاجمالي بات الاحترار العالمي حقيقة واقعة في حياتنا ويتعين ان نتعلم المزيد عنه وان نعثر على سبل لمكافحة وتخفيض الاضرار التي قد يتسبب بهااعداد م لبنى نعيم |
ساحة النقاش