Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

authentication required

 


ما لم تكن هناك جدية للتعامل مع صحة المحيطات فالعواقب وخيمة

احتفلت مؤسسة الأمير خالد بن سلطان للعناية بالبحار بحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المؤسسة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الليلة قبل الماضية بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء المؤسسة (علم بلا حدود) وكذلك بمناسبة إطلاق مهمة الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية التي ستقوم بها سفينة الأبحاث (الظل الذهبي) التابعة للمؤسسة بداية من شهر نيسان (أبريل) في المحيط الأطلسي.

وأكد الأمير خالد بن سلطان في كلمة ألقاها خلال الحفل أن مؤسسة خالد بن سلطان للعناية بالبحار اكتسبت خلال فترة عملها منذ أن أسسها قبل عشرة أعوام في شهر أيلول (سبتمبر) 2000م من الخبرات العلمية والعملية ما يؤهلها للقيام بالدور القيادي للحفاظ على البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم.

وقال إن المهمة العالمية العلمية الاستكشافية لبيئات الشعب المرجانية التي ستستغرق أعواما عدة هي مهمة طموحة إلا أن نجاحها يتطلب تعاون مختلف الجهات والأشخاص المهتمين بالحفاظ على صحة البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات الذين يشارك الكثيرون منهم في فعاليات هذا الحفل.

وأضاف: ''أنه ليس من الواضح دائما أمام المراقب العادي أن المحيطات أصبحت تعاني مشاكل صحية فعلية وحرجة، وهو الأمر الذي أستطيع أن أؤكده لكم، فالجنس البشري وطوال فترات من الزمن انتهك بشكل دائم الحياة الطبيعية للبحار والمحيطات سواء من خلال كميات التلوث التي يصبها فيها أو من خلال طمعه في استنزاف المصادر الطبيعية وبطريقة تخلينا فيها عن مسؤوليتنا في الحفاظ على المصادر الطبيعية لكوكب الأرض''.

وشدد على أنه ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة وفورية للتعامل مع صحة المحيطات فإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على المستقبل، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية سريعة الآن فإن أطفالنا وأحفادنا سيواجهون عواقب هذا الإهمال.

وأوضح الأمير خالد بن سلطان أن نحو نصف الأوكسجين الذي نتنفسه حاليا هو من إنتاج الحياة الطبيعية للبحار، كما أن نحو ثلثي سطح كوكب الأرض تغطيه المحيطات والبحار التي يوجد فيها كذلك ما يقدر بنسبة تراوح بين 50 و80 في المائة من جميع أشكال الحياة على كوكب الأرض.

وقال إن اختيار مؤسسة خالد بن سلطان للعناية بالبحار تركيز اهتمامها على الكارثة التي تعانيها الشعاب المرجانية كنقطة انطلاق في جهودها لحماية والحفاظ على البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات كان لأسباب عديدة منها الجمال المدهش الذي تمثله الحياة الصحية لتلك الشعاب ولأن الملايين وفي أكثر من 100 بلد حول العالم يعتمدون على ما تنتجه الشعاب المرجانية في طعامهم وعملهم الذي يتكسبون منه وفي علاجهم وفي حماية سواحلهم وفي تقاليدهم المختلفة.

وأضاف يقول إن نحو 20 في المائة من إجمالي الشعاب المرجانية في مختلف أنحاء العالم ماتت خلال السنوات الخمسين الماضية، كما أنه من المتوقع وخلال فترة قادمة لا تتجاوز دورة حياة شخص واحد أن تموت ما نسبته 50 في المائة من الشعاب المرجانية الموجودة حاليا في جميع أنحاء العالم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

وأشار إلى أن الأخبار الجيدة هي أن الوقت ليس متأخرا جدا لنجاح محاولات استعادة صحة الحياة البحرية والبيئات الطبيعية، معربا عن تفاؤله الكبير بأن الجهود التي تقوم بها المؤسسة سيحالفها النجاح، بمشيئة الله، لأن عملها مؤسس على العلم الجيد الذي لابد أن يؤدي إلى دعم جميع السياسات والتنظيمات المتعلقة بالمحيطات.

وأعرب عن رغبته في إبراز الفارق في النهج العلمي الذي تتخذه المؤسسة عن غالبية المؤسسات الأخرى المشابهة والذي يتمثل في استخدامها للنظريات والأساليب العلمية، إضافة إلى التقنيات المتقدمة التي تتيح الحصول السريع على المعلومات والمعرفة التي تمكن المسؤولين ومتخذي القرار من اتخاذ الخطوات اللازمة والسريعة لوقف تدهور صحة بيئات الشعاب المرجانية.

وأشار إلى أنه رغم أن استخدام أحدث ما توصل إليه العلم والعلماء المختصون يأتي في صميم مهمة الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية التي ستنطلق يوم السبت المقبل إلا أن ذلك الأمر لن يكون كافيا ما لم يصاحبه حملة للفت انتباه الرأي العام العالمي إلى الكارثة التي تعانيها البيئات الطبيعية للشعاب المرجانية ورفع مستوى معرفتهم بالحلول المتاحة، مؤكدا أن المؤسسة ستضع في برنامجها التعليمي من الجهود ما يلزم لنجاحه بنفس الدرجة التي تضعها في جهودها البحثية.

وقال إن أطفالنا يجب أن يكونوا على درجة عالية من المعرفة بالعلوم البحرية، كما أن علينا أن نسلحهم بكل العلوم التي تضمن نجاحهم في التعامل مع الكوارث المتعلقة بصحة البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات.

وأوضح أنه لن يفكر أبدا في تغيير اسم سفينة البحث التابعة للمؤسسة من اسمها الحالي ''الظل الذهبي'' إلا أنه لن يمانع في التفكير فيها على أن اسمها هو ''المعلم الذهبي'' لأن الأشخاص الذين سيشاركون في رحلاتها الاستكشافية سيتشاركون في واحدة من أعظم المغامرات وسيحصلون على أعلى الخبرات التعليمية الخاصة بأبحاث المحيطات، مشيرا إلى أن المؤسسة ستقوم بأبحاثها في البحار والمحيطات بناء على دعوة من الدول المستضيفة في الوقت الذي ستقوم فيه المؤسسة بتغطية معظم تكاليف الأبحاث التي ستقوم بها.

وقال الأمير خالد بن سلطان إن المؤسسة ستقوم في حال تلقيها الدعوة من خلال الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية بإرسال فريقها العلمي وقيادة جهود الأبحاث والقيام بمهمة تدريب العلماء المحليين والمعلمين في مقابل تقديم الدولة المضيفة لبعض الدعم اللوجستي وضمان سلامة سفينة الأبحاث والأشخاص على متنها في حال عملها في المياه الإقليمية للدولة.

وأضاف أن المؤسسة تعمل تحت شعار ''علم بلا حدود'' وتعتقد أنه لن يمكن وقف وتحويل التناقص الذي تعانيه صحة البحار والمحيطات إلا إذا اتحد العالم خلف ذلك الهدف، ولذلك فهي تدعو جميع العلماء المحليين لمشاركتها على سطح سفينة الأبحاث ''الظل الذهبي'' عندما تكون عاملة على سواحل دولهم لأن المؤسسة وبعد جمعها للمعلومات ستشارك فيها وبشكل مجاني مع الدول التي تزورها، كما أنها ستقترح عليها جميع الخطوات التي تساعدها في الحفاظ على ثرواتها من الشعاب المرجانية.

وقال إنه عندما تنطلق سفينة البحث ''الظل الذهبي'' من مدينة ميامي باتجاه سواحل جزر البهاما التي ستكون الأولى ضمن مهمتها البحثية فإن ذلك سيعني كذلك أن حلماً كان يراوده منذ زمن طويل بدأ يتحقق.

اعداد م /لبنى نعيم

 

 

 

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

921,369