Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

 عالم البحر يهدده التلوث

 

التلوث يقتل ببطء الشعاب المرجانية فى العالم

 

العرب أونلاين ـ كانكون - المكسيك - من جيسون لانج: تسبح أسماك زرقاء جميلة بسرعة حول شعاب مرجانية قرب منتجع كانكون المكسيكى لكن بقعا بنية غير صحية بدأت تظهر عليها حيث يهدد التلوث واحدة من اكبر الشعاب المرجانية فى العالم.

ماتت أجزاء من الشعاب تحت سطح المياه الزقاء وبدأت الطحالب التى تتغذى على بقايا مياه الصرف الصحى التى تتدفق من المدينة السياحية التى تنمو بسرعة تحل محلها.

والمناطق مثل منطقة تشيتاليس للشعاب المرجانية قرب الطرف الشمالى لسلسلة شعاب بالكاريبى تمتد من المكسيك الى هندوراس تموت فى أنحاء العالم مع مارسة الناس والمدن مزيدا من الضغوط على البيئة.

وتقول دراسة نشرت فى ديسمبر كانون الأول انه من الممكن ان يؤدى التغير المناخى وحده الى وفاة الشعاب المرجانية على مستوى العالم بحلول عام 2100 لأن انبعاثات الكربون ترفع حرارة المحيطات وتجعلها اكثر حمضية.

ويقول روبرتو ايجليسياس المتخصص فى علم الأحياء من محطة علوم البحار بجامعة يونام قرب كانكون إن المشاكل البيئية المحلية مثل الصرف الصحى والمخلفات الزراعية والصيد الجائر يمكن أن تقتل معظم الشعاب المرجانية فى العالم قبل أن يقتلها الاحتباس الحرارى بعقود.

وأضاف ايجليسياس الذى شارك فى كتابة دراسة بدورية العلوم عن تأثير التغيرات المناخية على الشعاب المرجانية أن “أثر التلوث بنفس السوء بل ربما يكون أسوأ من آثار الاحتباس الحراري”.

والمخلفات البشرية مثل تلك التى تصدر عن فنادق كانكون ومقاصدها الليلية تفاقم من التهديدات للشعاب المرجانية فى أنحاء العالم مثل الصيد الجائر الذى يضر بالأسماك التى تتغذى على الطحالب التى تضر بالشعاب المرجانية.

والشعاب المرجانية الموجودة تحت سطح الماء وتشبه الحدائق الصخرية مغطاة بحيوانات دقيقة تعرف باسم البولب.

وتبنى هذه الحيوانات الشعاب المرجانية من خلال إفراز كربونات الكالسيوم ببطء على مدار آلاف السنين لتكون هياكل تخفف من حدة الضربة التى توجهها الأعاصير للمدن الساحلية كما أنها حضانات ضرورية للأسماك.

كما تعطى هذه الحيوانات للشعاب ألوانها المبهرة الوردية والارجوانية التى يستمتع بها الغطاسون وتعزز السياحة من الحاجز المرجانى العظيم الممتد من استراليا الى فلوريدا كيز.

وتقول جماعة نيتشر كونسيرفانسى المدافعة عن البيئة إنه اقتصاديا تدر الشعاب مليارات الدولارات سنويا من السياحة والصيد فى أنحاء العالم.

وذكرت الشبكة العالمية لمراقبة الشعاب المرجانية انه فى منطقة الكاريبى انخفضت مساحة الشعاب المغطاة بالمرجان الحى بنسبة نحو 80 فى المئة فى العقود الثلاثة الأخيرة.

وفى المحيط الهادى بين هاواى واندونيسيا فقدت الشعاب نحو واحد فى المئة من غطائها المرجانى سنويا على مدار الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.

ويصعب تحديد حجم الضرر الذى سببه الاحتباس الحرارى وذلك الذى سببته عوامل محلية مثل التلوث.

ويساور بعض معلمى الغطس فى كانكون القلق بشأن مستقبل تجارتهم. ويقول خورجى اوليفيرى الذى ظل يصطحب السائحين للغطس فى المنطقة على مدى 16 عاما إن بعض الشعاب المرجانية تضررت بشدة.

وأضاف “ما زالت هناك أسماك وشعاب مرجانية لكنها ليست مثلما كانت”.

ونظرا لان مكافحة الاحتباس الحرارى تقع خارج نطاق سلطة المسؤولين المحليين فإن التعامل مع مشكلات مثل سوء معالجة مياه الصرف الصحى والصيد الجائر من بين بضعة أشياء تستطيع الدول والمدن القيام بها لمساعدة شعابها المرجانية.

ويقول درو هارفيل المتخصص فى علم الأحياء بجامعة كورنيل ” العوامل المحلية هى الشيء الوحيد الذى نستطيع التحكم فيه فى هذه المرحلة وهى خطيرة للغاية”.

وفى أواخر الستينات كانت كانكون مجرد شريط رملى قليل السكان قبالة شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك تفصله عن أراضى المكسيك مضايق ضيقة على الجانبين. وكان هناك عدد قليل من الأسر تزرع بساتين جوز الهند.

ثم جاء مسؤولون مكسيكيون متعطشون للعملة الصعبة مزودون بإحصائيات عن تمتع المنطقة بشمس مشرقة بخطة لتحويل المنطقة الى منطقة سياحية.

واليوم تكتظ الفنادق الموجودة على امتداد هذا الشريط بالسائحين وبينهم امريكيون تستقطبهم الحانات الماجنة ومسابقات ترفيهية.

وفى منطقة الحضر من كانكون حيث يعيش عمال الفنادق والحانات فشلت البنية التحتية فى مجاراة عدد السكان المتزايد البالغ نحو نصف مليون نسمة.

اما مياه البحيرة المجاورة للشريط الذى توجد به الفنادق فهى عكرة تنبعث من بعض اجزائها رائحة كريهة ولا تسبح فيها الان الا التماسيح.

ويقول خورخى هيريرا المتخصص فى علم الأحياء البحرية بمركز أبحاث سينفيستاف بمدينة ميريدا القريبة إنه بغض النظر عن البحيرة تظهر عينات مياه البحر من أنحاء كانكون أن مستويات المواد الكيميائية من المخلفات البشرية زادت بانتظام على مدار السنوات العشر الأخيرة.

ويقول علماء إن مستويات الفوسفات المتزايدة تعطل توازنا كيميائيا دقيقا تحتاجه الشعاب المرجانية للنمو.

ويساعد الفوسفات الطحالب على النمو بحيث تتجاوز أعدادها التجمعات المرجانية على اسطح الشعاب مما يصعب عليها التعافى

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 418 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2011 بواسطة lobnamohamed

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

863,348