Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

برنامج الامم المتحدة لانشاء خطة عمل المتوسط

- ماذا عن خطة عمل المتوسط البيئية......؟؟
- في العشرين السنة الماضية فقد 90% من مياهه العذبة

 

- تستغرق مياهه أكثر من 80 عام لتجديد نفسها
- 170 مليون سائح في العام على المتوسط
- 28% من النفط المنقول بحراً يمر في المتوسط
- 200 سفينة في الدقيقة وعلى مدار الليل والنهار

قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإنشاء خطة عمل المتوسط عام 1975 كأول برنامج له ، ضمت برامج البحار الإقليمية ، وفي إطار هذه الخطة تتعاون البلدان المطلة على البحر المتوسط والإتحاد الأوربي في النهوض ببيئتها المتوسطية المشتركة.
وتتولى وحدة تنسيق متمركزة في مدينة أثينا إدارة هذه الخطة التي تضم اللجنة المتوسطية للتنمية المستدامة , وبرنامج مد - بول المعني بتقدير التلوث ومكافحته ، وستة مراكز للأنشطة الإقليمية ، وبرنامجاً لحماية المواقع التاريخية
ويندرج واحد وعشرون بلداً متوسطياً إلى جانب المجموعة الأوربية في عداد الأطراف الموقعة على اتفاقية برشلونة ، وهي الإطار القانوني لخطة عمل المتوسط التي التزمت هذه الأطراف بموجبها بمسار بيئي راسخ للعمل في المتوسط ، وتترافق هذه الاتفاقية مع ستة بروتوكولات تشكل صكوكاً ملزمة قانونا وتعنى بجوانب مخصوصة للحماية البيئية .
وخلال شهر آذار من عام 2004 أقيمت ورشة عمل حول التنوع الحيوي شارك فيها عدد كبير من الصحفيين من الدول المنظمة لخطة عمل المتوسط وحاضر فيها عدد من الخبراء المعنيين بالشأن البيئي و هدفت الورشة إلى إجراء حوار مفتوح مهني مع وسائل الإعلام في المنطقة حول أهم المشاكل البيئية التي نعاني منها ، وخاصة البيئة كونها من القضايا والمشاكل التي لاحدود لها ، فالتلوث لا يعرف حدوداً من أقصى غرب شواطئ المتوسط يأتي التلوث إلى سواحل المتوسط الشرقية من أسبانيا و يمس سوريا ومن مصر يؤثر على سلوفانيا وخاصة في البحر المتوسط .
في هذا الموضوع سأعرض لأبرز المؤشرات و المعطيات الخاصة بواقع التلوث في حوض البحر الأبيض المتوسط التي تطل عليه سواحل ثمانية بلدان عربية ، ومنها بلدنا سوريا حيث تعاني شواطئنا من ظاهرة التلوث بالمخلفات النفطية والصرف الصحي بشكل كبير مما يستدعي بذل المزيد من الجهد لمعالجة مصادر التلوث تلك و بالتعاون مع خطة عمل التوسط.
يؤكد الخبراء أن مشكلة التلوث في المتوسط تتفاقم لأسباب عديدة كونه بحرا شبه مغلق وبالتالي ملوثات البلدان المطلة عليه تصب في البحر وتبقى أسيرة فيه حتى تتجدد مياهه . علما أن فترة تجديد مياه المتوسط تمتد على الأقل إلى 80 عاما ويمكن أن تصل إلى 150 عاما .
المتوسط بحر شبه مغلق ، وهو عبارة عن حوض سباحة كبير بالنسبة للبلدان المطلة عليه ولكنه صغير قياسا إلى سائر البحار ، إذ إن مياهه حجمها يمثل أقل من 1% من المياه المالحة في العالم وهنالك من يقول يمثل0,7% من هذه المياه وبالتالي هو كبحر صغير، و شاطئ البحر المتوسط طوله 46 ألف كم لكن ما هو صالح منه للاستخدام البشري هو 40% فقط و بالتالي هو شريط ضيق صحيح أنه شاطئ طويل لكنه ضيق وعلى هذا الشريط الضيق تتركز معظم المناطق الحضرية وتتركز الزراعة والصناعة و مصبات الأنهار ، وإذا ما اعتبرنا أن هذا الشريط حسب المتعارف عليه ، عرضه نحو 100 كم ويسكنه 150 مليون نسمة أي أكثر من ثلث العدد الإجمالي لسكان المتوسط المطلة دولهم على البحر والبالغ نحو 442 مليون نسمة إضافة إلى ما تخلفه المنشآت الحضرية والصناعية والزراعية نعلم كم من النفايات و الملوثات يتم إطلاقها في مياهه وكم من المخاطر المحدقة به ، فالمخلفات الصلبة والسائلة تصب في البحر ، و المشكلة تزداد إذا ما أخذنا بالاعتبار أن أكثر من 40% من المدن تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي ، نجد أن المشكلة كبيرة ، يضاف إلى ذلك أن المراكز السياحية و الحضرية في المتوسط تستقطب سنويا أكثر من ثلث سيّاح العالم 150 إلى 170 مليون سائح في العالم ، علماً أن الموسم السياحي يصادف فصل الصيف و هذا التركيز في الصيف له مؤثراته نظراً للحاجة الماسة إلى المياه العذبة بالتالي إلى زيادة الصرف فمثلا في شهر آب من كل عام يزداد تعداد المقيمين الدائمين في الساحل مما يؤدي إلى زيادة إطلاق الملوثات في مياه البحر وتلك الملوثات قادمة من البر .

ملوثات السفن
يقول أحد الخبراء : إن البحر المتوسط بطبيعته الجغرافية و الاستراتيجية تمر في مياهه نحو ثلث البضائع بسبب الحركة التجارية التي تصل عن طريق البحر في العالم وكذلك 28% من النفط المنقول بحراً وبالتالي العمليات البحرية تحتوي على نفايات السفن بالإضافة إلى عملية الإبحار نفسها ، فالمتوسط يضم وفي أي دقيقة وعلى مدار النهار والليل في المعدل 200 سفينة تبحر فيه ، وبالتالي وفي هذا البحر شبه المغلق لأن مدخله هو مضيق جبل طارق وعرضه مابين أسبانيا والمغرب 14 كم ولا يشكل إلا صنبوراً تدخل المياه منه و الصنبور الآخر هو قناة السويس وبالتالي فإن جميع هذه الملوثات تبقى في البحر بعضها يذوب وبعضها الآخر يبقى بشكل خطر على مياهه .
إن جميع تلك الملوثات تؤثر بشكل سلبي على التنوع الحيوي و البيولوجي للبحر، و مياه البحر لا تتجدد بسرعة إنما ببطء شديد وقال :هنا لابد من التأكد أننا لا يمكن أن نلوم البحر لوحده ففي الكثير من بلدان العالم يرون أن البيئة صورة جميلة : مناطق خضراء ، زهور وأشجار لكن هذا لايكفي فالبيئة هي الطبيعة التي نستخدمها للعيش للأكل للتغذية وبالتالي فإننا بعد استخدام هذه المظاهر بصورة صحيحة بالامكان المحافظة على البيئة و الطبيعة لذا فأن الاستخدام غير الرشيد هذا لا يؤثر على النبات و الزهور فحسب إنما ينعكس سلباً على مصدر رزقنا وبالتالي عملية حماية البيئة و الحفاظ عليها اكبر من كونها عملية جمالية .
مشاكل التنوع البيولوجي
البحري في المتوسط
في الورشة المذكورة تقدم أحد الخبراء العرب بورقة عمل تحت عنوان " أهم المشاكل المطروحة في مجال حماية التنوع البيولوجي البحري في المتوسط" ركز فيها المحاضر على الخاصيات البيئية للمتوسط وعلى الثروات البحرية والمخاطر التي تهددها إضافة إلى عرض بعض الحلول والمقترحات ، وقال التلوث هو الخطر الأول الذي يحدق بالتنوع البيولوجي في المتوسط وهذا التلوث متعدد الأنواع بدءاً من الصرف الزراعي المشبع بالأسمدة و انتهاءً بمياه الصرف الصحي التي يتم إطلاقها في البحر مروراً ببعض الأنشطة السياحية وما تخلفه من مخاطر على تنوع البحر المتوسط البيولوجي مما يهدد هذا التنوع بالانقراض كما حصل للفقمة و السلاحف البحرية و معشيات البوذوينا إضافة إلى المخاطر الداخلية التي تتعلق بالسفن و تدخل من الصنابير الضيقة التي تصل البحر بالبحار الأخرى كقناة السويس و إضافة إلى أن المتوسط بحر شبه مغلق تحيط به ثلاث قارات وله ثلاث بوابات ( السويس - مضيق جبل طارق - مضيق البوسفور ) ، إلا أن بوابة الأطلسي أهم بوابة للمتوسط كونها تساهم في تجديد المياه ولو بنسب قليلة و أضاف الخبير أن المتوسط موجود في منطقة ذات طقس حار وهناك تبخر شديد يساوي تقريباً حوالي المتر في العام ولولا مياه الأطلسي ، كما يقدر الخبراء ، فإن البحر المتوسط يمكن أن تتبخر مياهه خلال ثلاثة ألاف عام ، وقال إن أكثر من 50% من مياه المتوسط تتواجد على قرب أقل من 100 كيلو متر من السواحل ، ولهذا أهمية خاصة في مقاومة التلوث الناتج عن السفن وأضاف أن المعلومات العلمية المتوفرة عن المتوسط غير كافية ولابد من بذل مجهود خاص لتوفير المعلومات عن البيئة البحرية وخاصة شرق المتوسط.
الحلول
وعن الحلول قال لابد من توفير الحماية عبر إنشاء مناطق محمية وهنا تجدر الإشارة إلى أن مفهوم المناطق المحمية تغير وذلك من خلال إشراك المجتمع المحلي وخاصة معظم القاطنين في المحميات وبعبارة أوضح يجب أن تكون المحميات أداة تنمية في جميع النواحي وخاصة الناحية السياحية والحل الآخر يقضي بتكثيف الدراسات الخاصة بالأثر البيئي قبل القيام بأي مشروع إضافة إلى مزيد من الإجراءات الوقائية.
مركز إقليمي للتصدي لتلوث مياه البحر
وبغية مساعدة الدول الساحلية على تنفيذ بروتوكول الطوارئ ، فقد تم إنشاء المركز الإقليمي لمكافحة التلوث الزيتي في البحر المتوسط في مالطا 11 كانون الأول للعام 1976 وذلك كأول مركز إقليمي من هذا النوع في العالم ، ويعمل المركز على أساس القرارات التي تتخذها الأطراف المتعاقدة في اتفاقية برشلونة ، وهو يخضع لإدارة المنظمة البحرية الدولية ويتمتع بالتمويل من حساب الأمانة المتوسطي وتم توسيع نطاق مهمة المركز عام 1987 لتشمل مواد خطرة من غير الزيت وجرى استبدال اسمه عام 1989 ليصبح المركز الإقليمي للتصدي لتلوث البحر المتوسط في حالات الطورائ ويعتبر المركز مثالاً في التعاون والتظافر بين الهيئات الدولية وهي هنا خطة عمل متوسط والمنظمة البحرية الدولية.
وتتمثل الأهداف الحالية للمركز المذكور بتعزيز قدرات الدول الساحلية وتيسير التعاون فيما بينها في حالات الحوادث الكبرى للتلوث البحري ومساعدتها على تطوير ما لديها من قدرات وتسهيل التعاون التكنولوجي والتدريب وتوفير أطار لتبادل المعلومات ذات الصلة وبالإضافة إلى نشر المعلومات فإن أنشطة المركز في هذا الصدد تتضمن توفير التدريب والمساعدة لاستحداث نظم وطنية وخبرات إقليمية للإستعداد والتصدي ، ويعمل المركز على ترويج التعاون والمساعدة المتبادلة بين الأطراف المتعاقدة ويوفر العون في حالات الطورائ وبفضل اعتماد البرتوكول الجديد حظي المركز بالأساس القانوني الضروري للتركيز على التقليل من عمليات التصريف التشغيلي غير المشروعة التي تقوم بها السفن في البحر المتوسط واستئصالها تماماً في نهاية المطاف ووفقاً لقرارات الأطراف المتعاقدة فإن المركز سيساعد الدول الساحلية في ترويج ورصد التنفيذ الفعال للوائح الدولية المعنية وتطوير مرافق الاستقبال المينائية والحد من المخاطر
البيئية التي يخلفها النقل البحري ومراقبة عمليات التصريف غير المشروعة.
من خلال ماتقدم ، يتضح أن مخاطر عديدة تهدد مياه البحر الأبيض المتوسط الذي يطل شاطئنا الوحيد عليه والذي يعاني أيضا من التلوث بما يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد وبالتعاون مع الجهة المعنية بخطة عمل المتوسط لتخفيف التلوث عن مياه البحر وإعادة تأهيلها كي تكون موئلا مستداما للسياحة والعيش على الشاطئ .
إن خطة عمل المتوسط مثلها مثل أي عمل جماعي مشترك ،أو أي أتفاق بين الحكومات وبقدر التزام الدول والحكومات بهذا الاتفاق بقد ما يكون البرنامج ناجحاً .
إن دول المتوسط مدركة لأهمية هذه الخطة ولديها وعي سياسي تجاهها ولبلدنا سوريا بالتأكيد دور نشط في تنفيذ خطة عمل متوسط .
البحر المتوسط في أرقام
- 24 دولة تطل على المتوسط .
- نقطة ارتباط ثلاثة قارات " أوربا- آسيا - أفريقيا"
- عدد سكان الدول المطلة على البحر يزيد عن 500 مليون نسمة .
- عدد سكان الساحل 150 مليون نسمة .
- المساحة الكلية 5 ملايين كم2 .
- مساحة البحر 2,5 مليون كم2 .
- المناخ : صيف جاف وحار وطويل وشتاء معتدل .
- بخصوص التنوع : المتوسط يعد أكبر حوض مغلق محاط بسلسلة من الجبال وهو واحد من 25 منطقة في العالم ذات تنوع بيئي غني .
- تشكل الغابات في المتوسط موزاييكا متنوعة تضم البلوط والأرز و الصنوبر والزيتون وهذه المنطقة تعد موطناً لأكثر من 25 ألف نوع من النباتات المزهرة منها 13 ألف نوع مستوطن بشكل دائم .
- كانت الغابات في الأساس تشكل 82% من مجموع أرض المتوسط ، أما اليوم فحوالي 17% فقط.
- التحدي الذي يواجه البلدان المطلة على المتوسط هو إقامة غابات جديدة تعيد مجد الماضي.
- سبب التدهور البيئي للمتوسط السياحة فكل عام يرتاد حول المتوسط نجو 220 مليون سائح و هذا الرقم متوقع أن يرتفع إلى 350 مليون سائح عام 2020.
- لا يغذي المتوسط سوى أنهار صغيرة بالمقارنة مع الأنهار الكبيرة في البحار الأخرى.
- وفي غضون العشرين سنة الماضية فقد المتوسط نحو 90% من المياه الحلوة التي كانت تغذيه مما أدى إلى تدهور بيئته.

 

اعدة للنشر :مهندسة لبنى محمد

 

المصدر: مجلة الصحة والبيئة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 530 مشاهدة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

933,104