راشد يشدّد على حمايـة الثروة السمكية
.ويطّلع على طرق إنتاج غذاء الأسماك والأسباب المؤدية إلى المد الأحمر.
شدّد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على أهمية زيادة المخزون السمكي في المياه الإقليمية وحماية هذه الثروة من الهدر من خلال حملات التوعية للصيادين في الدولة، داعياً وزارة البيئة والمياه إلى تكثيف جهودها في هذا المضمار، وتدريب الشباب على كل الأمور المتصلة بنشر الوعي والثقافة الخاصة بحماية الثروة السمكية والبيئة البحرية.
جاء ذلك خلال تفقّد سموّه،مركز أبحاث البيئة البحرية التابع لوزارة البيئة والمياه في أم القيوين، وأطلق سموّه خلال الزيارة مركز خليفة بن زايد للأبحاث البحرية بتكلفة 75 مليون درهم، بمكرمة من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حرصاً منه على تطوير العمل في الأبحاث والدراسات التي يجريها المركز لحماية الثروة الوطنية من الأسماك، والحفاظ على البيئة البحرية نظيفة خالية من التلوث.
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد أن هذه المكرمة تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الدولة، للثروات الوطنية كمخزون استراتيجي للأجيال المقبلة.
واعتبر سموّه تطوير المركز وتزويده بالمعدات والأجهزة المتطورة وبالكفاءات الوطنية المدربة رسالة وواجب وطني على كل المعنيين في الأمر من الأفراد والجهات ذات العلاقة في الدولة أن تؤدي هذا الواجب وتقوم به على خير ما يرام، وأن تتفانى في عملها من أجل الوطن ومستقبل المواطن، ومن أجل حماية الثروة السمكية التي تشكل واجهة سلّة الأمن الغذائي للشعب.
وحضر سموّه عرضاً لاستراتيجية المركز والمهام التي يضطلع بها والأهداف المرجوة منه،.
وتضمن العرض الذي قدمته وكيلة وزارة البيئة والمياه بالوكالة، الدكتورة مريم حسن الشناصي، تعريفاً بنشأة المركز الذي أسس عام ،1984 وأهدافه المتمثلة في نشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية وتنمية الثروة السمكية من خلال البحوث والدراسات التي يجريها المركز والتي تركز على تنمية الأحياء المائية عموماً وعلوم البحار ورصد ودراسة ملوثات البيئة البحرية، الى جانب استزراع الأسماك والشعاب المرجانية وأسماك الزينة وأعلاف الأسماك، وإنتاج أشجار القرم التي تشكل مظلة للبيئة البحرية. هذا إلى جانب تأسيس وبناء قاعدة بيانات ومعلومات علمية وافية ودقيقة بشأن البيئة البحرية للدولة، والعمل على إيجاد الطرق الكفيلة بتوفير الوقاية للأسماك من الأمراض والسموم التي تفتك بها.
وعددت الشناصي، إنجازات المركز منذ تأسيسه والتي من أهمها إنتاج مختلف أنواع الاسماك من خلال تجميع أمهات الأسماك في أحواض خاصة وجمع بيوضها ووضعها في أحواض أخرى، ثم التأكد من وجود اليرقات بعد فقس البيض ونقلها إلى أحواض الرعاية الخاصة لتكاثرها، بعدها يتم جمع إصبعيات الأسماك بعد وصولها الى الحجم المطلوب، وتلقى في الخيران والمحميات الطبيعية على سواحل الإمارات.
وأضافت أن «المركز يجري دراسات لتنمية الخيرات والسواحل ودراسات أخرى بشأن التلوث والبيئة وأشجار القرم وغيرها من الدراسات ذات الصلة بالبيئة البحرية، الى جانب تنظيم فترات تدريبية لفئة من الشباب المواطن لتمكينهم من ممارسة مهنة الصيد بعد تزويدهم بالعناصر والمعلومات الأساسية التي تعينهم على ذلك».
وأوضحت خلال الشرح أن «المركز يتولى إجراء التجارب لتربية أصناف من الاسماك التجارية المرغوبة في الاستهلاك الآدمي لدى المواطنين، خصوصاً أنواع الهامور والسبيطي والبياح والروبيان وغيرها».
وبعد العرض تجول سموّه ومرافقوه في أقسام المركز، واطلع على طريقة جمع بيوض الأسماك في أحواض خاصة، ومراحل تفقيسها، ثم شاهد سموّه كيفية تجميع أمهات الأسماك في حوض مياه كبير لتغذيتها وإعدادها لوضع بيوضها التي تجمع وتنقل الى الأحواض الخاصة بتفقيسها، وتوقف سموّه عند الأحواض الخاصة بالطحالب التي تعد غذاءً للاسماك بعد فحصها والتأكد من سلامتها.
ثم توجّه سموّه إلى المختبرات الخاصة بفحص المد الأحمر الذي يسبب الأمراض الفتاكة للأسماك وكيفية الوقاية منه وعلاجه، وهذا ما حقق نجاحا كبيرا في حماية الثروة السمكية خلال تعرض بعض سواحل الإمارات إلى غزو المد الأحمر في الفترة السابقة، ويمكن للباحثين في المختبر تحديد مواقع المد الأحمر قبل وقوعه ما يساعد على تجنب نفوق الأسماك عند مهاجمته الشواطئ، ويسهم المختبر كذلك في الوقاية وحماية محطات التحلية المنتشرة على شواطئ الإمارات من المد الأحمر. كما اطلع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد على طريقة إنتاج غذاء الأسماك في طور نموها، وكذا فحص وعلاج الأمراض التي تصيب الأسماك.
اعداد م /لبنى نعيم
ساحة النقاش