Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل



محمية المحيط الحيوى  تحمى الكائنات الحية  وتحافظ على النظم البيئية

مفهوم  المحيط الحيوي  

هو الجزء الناتج من تقاطع القشرة الأرضية مع الغلافين المائي والغاري الذي يشتمل على العناصر الأساسية اللازمة للحياة، وهو في تبدل مستمر بسبب العوامل الطبيعية من جهة والأنشطة البشرية المختلفة من جهة أخرى، وأما محمية المحيط الحيوي

فهي فئة مميزة من مناطق المحيط الحيوي يتجلى فيها هدف الحماية، أي حماية الكائنات الحية النباتية والحيوانية، وهدف التنمية والاستخدام المستدام للمصادر الحية الطبيعية.

وتعد كل محمية محيطاً حيوياً نموذجياً لأخذ النظم البيئية التي تميز إقليماً من الأقاليم الطبيعية، وهي أرض أو منطقة شاطئية يكون الإنسان أحد مقوماتها الرئيسية وذلك بهدف الحماية والاستخدام المستدام، كما أنها مركز إقليمي للتدريب والبحث العلمي والتعليم وتقديم النصح في إدارة النظم البيئية الطبيعية، إضافة إلى أنها مكان للتعاون بين صانع القرار والعالم والإداري والمواطن المحلي، لتطوير البرامج الرامية إلى إدارة الأرض ومصادر المياه والمصادر الحيوية، بما يتلاءم مع الحاجات البشرية ويحافظ على العمليات الطبيعية، وتعتبر كل محمية هي مثال يحتذى به للتعاون الطوعي والمسؤول لحماية البيئة والاستخدام الأمثل والقابل للاستدامة للمصادر الحيوية الطبيعية. وذلك من أجل رفاهية الإنسان وسلامته، وتعد تسمية «محمية المحيط الحيوي» ذات دلالة عالمية، وقد أطلقها برنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم بمساهمة أكثر من 110 دول في برنامجها «الإنسان والمحيط الحيوي».

 أهمية المحميات ثمة أهداف عديدة لمحميات المحيط الحيوي أهمها:

1 - حفظ المنابع والمصادر الحيوية: تحمي محمية المحيط الحيوي الأنواع النباتية والحيواتية الموجودة في الإقليم الطبيعي، وهذه المصادر الحيوية الوراثية هي التي تؤمن استمرار وديمومة حاجاتنا المستقبلية، ونحافظ بالتالي على عدم إفساد النظم البيئية الطبيعية وتدهورها، وتعد محمية المحيط الحيوي النهج الوحيد المكرس للمساعدة على اكتشاف الحلول اللازمة لحماية البيئة والحفاظ عليها والاستخدام الآمن للمصادر الطبيعية. 2 - المحافظة على الأشكال التقليدية لاستعمال الأراضي والنظم البيئية، حيث يتميز السكان المحليون في بقاع كثيرة من العالم باتقانهم لأنظمة استخدام قديمة للمصادر الحيوية، والتي يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة للإدارة الحديثة للمصادر الطبيعية، وتساعد محميات المحيط الحيوي السكان المحليين على الحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم، وتحسن اقتصادهم ودخلهم، وذلك باستعمال التقنيةالبيئية الزراعية المناسبة.

3 - دراسة كيفية عمل الأنظمة الطبيعية: يؤدي البحث العلمي في هذه المحميات إلي فهم طبيعة عمل النظم البيئية وتوظيفها (خاصة النظم البيئية الهشة) لدراسة أثر النشاط الإنساني فيها، وقد أنشئت محميات المحيط الحيوي في كثير من دول العالم منذ مدة طويلة، بهدف دراسة النظم البيئية التي توجد فيها، وتوضيح أسباب التغيرات الطبيعية وأثر الأنشطة البشرية فيها.

4- دراسة إمكانية السيطرة على التغيرات الطبيعية والإنسانية: تعد محميات المحيط الحيوي وخاصة الجزء المركزي منها مواقع مؤمنة ومناسبة لمراقبة أثر التغيرات البيئة المختلفة، كدراسة أثر تلوث الهواء مثلاً، وتهدف المراقبة في هذه المحميات إلى دراسة إمكانية مقارنة النتائج إقليمياً ودولياً، وتهدف أيضاً إلى إيجاد حلول تساهم في تخفيف الكوارث البيئة التي قد تنجم عن بعض الظواهر الطبيعية (التصحر، تلوث الغلاف الجوي، تأثير ظاهرة الدفيئة، تدمير الغابات الأستوائية) ، ومن أهم هذه المحميات محمية «بيرزنكي» في روسيا الأتحاديةالتي يتم فيها قياس العديد من عناصر النظام البيئي.

5- تطوير إدارة المصادر الحيوية: إن أهم أهداف محميات المحيط الحيوي البحث عن طرق جديدة لاستعمالات الأراضي التي تهدف إلى رفع مستوى معيشة الإنسان، بحيث لا تؤدي إلى إفساد البيئات المتنوعة، وتسعى في الوقت نفسه إلى الحماية التامة التي تؤدي في النهاية إلى الإنتاج المستدام والكثيف لهذه المصادر الحيوية، ومثالها محمية«مابيمي» في المكسيك التي درست فيها إمكانية تحسين وإكثار النوع النباتي البري في مناطق نمو الأعشاب، بحيث يمكن الاستفادة منه كغذاء للبشر والحيوانات المستأنسة. 6- تبادل المعلومات: يمكن تبادل معلومات نتائج الأبحاث التي تجري في محميات المحيط الحيوي وتطبيقاتها من خلال المنشورات أو الوسائط الأخرى بين شبكات المحميات العالمية، بحيث يستفيد منها السكان المحليون بالدرجة الأولى، إضافة إلى مديري المصادر الحيوية وإداريي المحميات والجهات الحكومية، وتعد محمية المحيط الحيوي في أمريكا مثالاً على ذلك، حيث خصص جزء منها كمختبر للهدرولوجيا مما أتاح للعلماء ومديري المصادر الحيوية إمكانية تعلم إدارة مجمعات المياه ونظم استخدامها.

7 - التعاون على حل مشكلات المصادر الحيوية: وهذا ما يلخص الهدف من وجود المحميات ومن عمل المنظمات الدولية البيئية، وخاصة برامج الإنسان والمحيط الحيوي، حيث يتعاون صانعو القرار والجهات الحكومية والمديرون والمواطنون مع العلماء والاختصاصيين لإيجاد طرق ملائمة ومستدامة للحفاظ على البيئة.

 8 - القيمةالاقتصادية للمحميات: تعد محميات المحيط الحيوي أنظمة بيئية ذات قيمة اقتصادية كبيرة، حيث تؤمن للكائنات الحية والإنسان خدمات مجانية (استمرار نظافة الهواء، الماء النقي، توازن الكائنات الحية)، كما تمكن الإنسان من الحصول على الطعام النباتي ومقومات زراعته وصناعته، والطاقة والمواد الأخرى الضرورية للبقاء. ولا بد من الاشارة إلى أهمية السياحة للمحميات وأثر ذلك من الناحية الاقتصادية. المستفيدون من المحميات

 1 - السكان المحليون: هم المستفيدوم الرئيسيون من أنشاء هذه المحميات، وتتضمن الفوائد التالية: ٭ حماية المنابع والمصادر الحيوية الأساسية (مياه، نبات، حيوانات). ٭ تحسين خبرات إدارة الأراضي واستعمالاتها. ٭ الحصول على إنتاجية أكبر وقاعدة اقتصادية متنوعة. ٭ فرص عمل إضافية ومتنوعة. ٭ نظافة تؤدي إلى بيئة أكثر صحية.

2 - العلماء: تؤمن محميات المحيط الحيوي الوسط الملائم والمناسب للبحث العلمي المتواصل، وبالتالي تنمية وتطور قاعدة البيانات التي تساعد العلماء وتمكنهم من وضع الفرضيات ودراسة هذه الأبحاث وتحليلها، وتمنح المحميات فرص المشاركة مع فرق البحث العلمي الوطني والإقليمي والدولي، مما يزيد من إمكانية إجراء الدراسات المقارنة، وتوفير الدعم والتمويل من الهيئات الحكومية وغير الحكومية للأبحاث وخصوصاً في الدول النامية.

3 - إداريو المصادر الحيوية: يطور البحث والتدريب في محميات المحيط الحيوي قدرات الإدارة من أجل تقييم النشاطات الآنية والتنبؤ المستقبلي باستعمالات الأراضي البديلة، مما يزيد قدرة الإداريين على رسم الاستراتيجيات الإدارية، ومن ثم ازدياد القدرة على استخدام المصادر الحيوية والاقتصادية بشكل أكثر فعالية.

4 - صانعو القرار: يستفيد أصحاب القرار والمديرون من المعلومات الناتجة عن الدراسات في هذه المحميات، لاتخاذ القرارات المتعلقة بالتنوع وحماية البيئة، كما تعزز هذه المعلومات الإمكانات المؤسسية والفنية. 5 - المجتمع الدولي: يستفيد المجتمع الدولي من خلال وجود شبكة دولية بين المحميات، يتم خلالها التعاون على مواجهة المشكلات المختلفة وزيادة الخبرة باستخدام نظام معلومات تابع لهذه المحميات، وذلك من أجل تحسين استخدام المصادر الحيوية في العالم، وهذا يساهم في استمرار الاقتصاد العالمي والثبات البيئي. إدارة المحميات تتألف محميات المحيط الحيوي من ثلاث مناطق ذات علاقة متبادلة فيما بينها: قلب المحمية، وقطاع الحماية والصيانة، والمنطقة الانتقالية: ٭ قلب المحمية: يتألف من نماذج من النظم البيئية المتنوعة والمميزة على الأقل لإحدى المناطق الأرضية أو الشاطئية أو البحرية، ويعد قلب المحمية موطناً ملائماً لأنواع عديدة من الحيوانات والنباتات، بما فيها المفترسات الكبيرة، وقد تحتوي المحمية على مراكز استيطان لكثير من مكونات التنوع الحيوي، والتي يمكن أن تكون مستودعات وراثية للأنواع الحية التي يمكن نقلها إلى المناطق التي اختفت منها، إضافة إلى الأنواع ذات الأهمية العالمية، حيث تتم مراقبتها ودراستها، ويمكن أن يكون قلب المحمية موطناً لأسلاف الأنواع البرية الاقتصادية كالأشجار الغابية عالية القيمة، كما يمكن أن تحتوي على جماعات حيوانية معرضة لخطر الانقراض، ويتميز قلب المحمية بحماية مطلقة ومضمونة، فهو يدل بذلك على العمليات الطبيعية للحياة البرية الموجودة، ومثالها محمية المحيط الحيوي في الأمازون (البرازيل) التي تضم عشرة آلاف نوع من النباتات الزهرية، وفيها أكثر من ألف نوع من الطيور، ويتوقع أنه يوجد فيها أكثر من مليون نوع من الحشرات والعناكب. ٭ قطاع الحماية والصيانة والمنطقة الانتقالية: قطاع الصيانة هو القسم الذي يحيط بقلب المحمية، حيث يستخدم ويدار بشكل يساعد على حماية قلب المحمية، وتشكل الحدود المتاخمة لهذا القطاع (قطاع الصيانة) الحدود الداخلية للمنطقة الانتقالية التي تحيط بقطاع الصيانة وقلب المحمية، وغالباً ما تحتوي هذه المنطقة على قرى صغيرة وأراضٍ زراعية وغابات مستثمرة، ومناطق إعادة تجديد وتأهيل. إن إمكانات الاستخدام المتنوعة لتلك المناطق تجعلها ملائمة لدراسات داخلية صارمة، ولذلك لدعم التخطيط الإقليمي للحماية والتنمية الريفية. ويتضمن قطاع الصيانة الجزء الأكبر من المنطقة الانتقالية أمكنة بحث تجريبية تستخدم لاكتشاف طرق إدارة النباتات والحياة البرية والأراضي الزراعية والغابات والمصادر الطبيعية الأخرى. وذلك من أجل تعزيز الانتاج، ومثالها محمية «سكاريات» في تلايدند التي التي تحتوي على مركز بحث في إدارة الغابات والسهول. اختيار المحمية إن اختيار موقع ما لاعتماده كمحمية محيط حيوي يتطلب أن يكون موقعاً محمياً فعلاً، ويشتمل على قلب ذي قيمة فعلية من أجل حماية طبيعية، ويجب أن يشتمل هذا الموقع على أرض إضافية ومصادر مالية من أجل البحث وتجريب الوسائل المطلوبة لإدارة المصادر المختلفة، ويجب أن يشكل قلب المحمية نموذجاً لوحدة جغرافية حيوية ذات اتساع يكفي لانتشار الأنواع والجماعات المختلفة لمختلف مستويات التنظيم الغذائي في النظام البيئي. وعندما نسمى منطقة ما محمية محيط حيوي فإنه يجب على إدارة هذه المحمية تشجيع البحث العلمي فيها والتدريب والتعاون مع الهيئات المحلية في التخطيط والإدارة، وذلك من أجل تحقيق الحماية والفائدة، وكي تكون جزءاً من محميات المحيط الحيوي الدولية ومؤتمراتها الخاصة فيما يتعلق بتبادل المعلومات

 

اعداد م/لبنى نعيم

 

المصدر: www.geosyr.com

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

862,365