جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
|
|
|
|
دراسة كونية عن مرجان البحر الحيود مهدد بالانقراض وثلث مرجان العالم فى خطر
|
|
|
خطر انقراض المرجان اصبح يهدد العالم ، ففى دراسة كونية عن تقييم خطر انقراض المرجان فى العالم والتى قدمتها مجلة " ساينس " الامريكية المشهورة والتى تناولت هذا الموضوع ، بان خطر انفراض المرجان يهدد ثلث انواع المرجان الموجودة بالعالم
وقال الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم فى مجلة ساينس ان التهديدات الرئيسية لانقراض المرجان فى العالم تاتى من تغيرات كثيرة فى المناخ وتطوير الساحل و كذلك عن طرق الصيد المختلفة الغير مشروعة التى تحدث بشكل مفرط وتهدد الحياة البحرية باسرها ، و ينتج عنها التلوث ، ومن المعروف ان المرجان والشعاب المرجانية المنتجة لمادة " الحيود " ومادة الحيود هى الطحالب المجهرية التى تعيش بداخل الصخور المرجانية ، ويكمن الخطر فى اصابة هذه الطحالب بالعطب الذى يؤدى الى موتها وذلك نظرا لعدم قدرتها على التكييف مع االشعب المرجانية نتيجة ارتفاع درجة حرارة البحار التى تتسبب فى ظاهرة " التبييض " او العطب
وتقدم الحيود المرجانية موطنا وبيئة لحوالي 25% من أنواع الكائنات البحرية في العالم، وتدر سنويا نحو 30 مليار دولار كعوائد للصيد البحري والسياحة طبقا للإدارة القومية الأميركية للمحيطات والجو (NOAA).
و يقول العلماء ان عملية تبييض الحيود قد تسارعت فى السنوات الاخيرة ويعتقد انها قتلت سدس مرجان العالم فى اخر احصاءات لها وقعت 1998. وتقوم الحيود المرجانية بتقديم الحماية للشواطئ من اضرار حركة الامواج التى تهدد الممتلكات والارواح خاصة لاصحاب المناطق المدارية والتى تعيش قرابة السواحل البحرية .
حشرات المرجان وقناديل البحر تجمعهم علاقة بيولوجية
ياتى تشكيل الحيود المرجانية من خلال فريق عمل ضخم من حشرات المرجان التى لا يحصى عددها والتى تنقسم الى 350 نوعا على الاقل تعمل فى علاقة بيولوجية مع قناديل البحر فى بناء تلك الحيود ، فلكل حشرة مرجان ملامس حول فمها تمتص هذه الملامس كربونات الكالسيوم من مياه البحر، وتحولها الى دروع " كلسية " ، فتتراكم هذه الدروع الكلسية وتشكل الحيود المرجانية. و تتعايش حشرة المرجان مع كائن مجهري في دروعها الكلسية، ويقوم الكائن المجهري بتخليق ضوئي ليقدم لحشرة المرجان أوكسجين وكربوهيدرات، وتفرز حشرة المرجان نترات وغيرها من المواد المغذية للكائن المجهر ، وتختلف أشكال هذه الحيود حيث تشبه بعضها أقران الأيل، وبعضها الآخر أسواطا أو مراوح. ويتحمل بعضها هجوم الأمواج القوية، ويستطيع البعض الآخر أن يعيش في مياه هادئة فقط.
وتقدر القيمة الاقتصادية للحيود المرجانية على مستوى العالم باكثر من 30 بليون دولار سنويا من خلال السياحة والمصايد وحماية السواحل
اليكس روجرز – ثلث مرجان العالم فى خطر
ويقول البروفيسور " الكس روجرز " الخبير بجمعية علم الحيوان فى لندن وهو واحد من 39 عالما شاركوا فى انجاز هذه الدراسة " ان الصورة مروعه ويعود ذلك ليس فقط لحقيقة ان نحو ثلث انواع المرجان المكونة للحيود باتت مهددة بل ولاننا يمكن ان نواجه فقدان مناطق شاسعة من هذه الانظمة الايكولوجية خلال 50 الى 100 عام ، ويضيف وستكون تداعيات ذلك صاعقة تماما ليس فقط بالنسبة للتنوع الحيوى بل وبالنسبة للاقتصاد ايضا وبينت الدراسة ان المرجان البانى للحيود يتهدده خطر اكبر من اى خطر يتهدد اى كائنات اخرى تعيش على اليابسة باستثناء البرمائيات وكان التراجع اكثر دراماتيكية فى السنوات الاخيرة قد سببته ظاهرة "
النينو " فى 1997 / 1998 التى ادت الى ارتفاع درجة حرارة المياة لانه عندما ترتفع درجة حرارة المياة تطرد البولبات المجانية – " الحيوانات الدقيقة " التى تشيد الحيود – الطحالب التى تعيش معها عادة فى علاقات تكافلية فيفقد المرجان لونه ويبدأ اللون الابيض يطغى على الحيود ويبدأ المرجان فى الموت لان الطحالب التى توفر له العناصر الغذائية لم تعد هناك وبين التحليل الجديد انه كان قبل عام 1998 كان هناك 13 نوعا فقط من انواع المرجان المعروفة التى جرى تقييمها وعددها 704 نوع والتى كان يمكن وصفها بالمهددة ، اما الان فان الوضع اختلف وزاد عددها الى 231 نوعا ، ويقول البروفيسور " كنت كاربنتر" الاستاذ بجامعة اولد دومينيون فى نورفزلك بولاية فرجينيا الامريكية
" كان حدثاً مدمرا فى ما يتعلق بتدمير المرجان حيث تعرضت 16 فى المائة من الحيود المرجانية لدمار لا يمكن تعويضه ويضيف : المشكلة الكبرى انه اذا اصبحت حوادث موت المرجان اكثر تكرارا مع ارتفاع درجات الحرارة وهو ما نشك انه سيحدث فاننا سنشاهد موت مساحات شاسعة من المرحان .
وقد ادرك العلماء فى السنوات الاخيرة ان حموضة المحيطات اخذت فى الازدياد وذلك من خلال ان المياة تقوم بامتصاص بعض ثانى اكسيد الكربون الزائد فى الجو وهو ما يجعلها اكثر حامضيه قليلا بدرجة تكفى لتقويض قدرة المرجان على بناء اصدافها ويقول البروفيسور " كاربنتر " - نعرف ان درجة الحرارة المرتفعة لسطح اعالى البحار امر سيئ للمرجان غير ان لدينا ايضا تصور ان بعضه ربما يكون قادرا على التكييف ويضيف " لكن حامضية المحيطات اكثر غدرا بكثير فنحن لا نعلم الى اى مدى ستكون سيئة لكن الادلة تشير الى انها ستكون مدمرة ربما خلال عقود وربما خلال سنوات.
اصابع الاتهام تشير الى الصيد المفرط والغير مشروع
لكن ثانى اكسيد الكربون ليس هو المشكلة الوحيدة فقد اشارت الدراسة باصابع الاتهام الى الصيد المفرط فى مناطق عديدة خاصة استخدام الديناميت فى الصيد فى شرق اسيا و " شبكات الترول " " شباك صيد مخروطية تسحب عبر قاع البحر " الذى يحول الحيود الى ركام ، واستخراج مواد البناء من الحيود المرجانية والنمو العمرانى فى المناطق الساحلية والانواع الغازية والتلوث كل هذا يكشف الوضع المدمر لاستغلال الحيود .
ويكشف عن هذا الوضع فى الساحل الكاريبى و كيف تضافرت كل تلك العوامل معا لتشكل خطرا داهما ، فالتطور العمرانى للسواحل والزراعة انتج دفقا ادى بدوره الى نمو انواع من الطحالب تكبح نمو المرجان وفى الوقت نفسه يجمع الصيادون الاسماك التى تتغذى عادة على هذه الطحالب وفى ظل هذه الاوضاع الضاغطة يسقط المرجان فريسة سهلة للامراض مثل مرض " الطوق الابيض " الذى اصاب مرجان قرون الإلكة ومرجان قرون الأيائل فى المنطقة لكن موقف العديد من العلماء والنشطاء البيئين يتمثل فى ان هذه المشكلات اسهل حلا من المد المتزايد لانبعاث غازات الاحتباس الحرارى.
محاولات ربما تنقذ الحيود
فى استراليا وضعت قيود لحماية الحد المرجانى العظيم وذلك على مساحات شاسعة من المناطق الساحلية بانها محميات طبيعية وفرض تقليص كبير على استخدام المخصبات اليابسة من اجل خفض التلوث
ويذكر ان نحو ربع انواع الكائنات البحرية يعتمد فى مرحلة من نموه على المرجان وتعيش اسماك كثيرة حياتها كلها بين الحيود المرجانية بينما تعتمد انواع اخرى كمناطق للتفريغ ومن ثم اذا مات المرجان فستموت هذه الاسماك وسيتسبب فقدان المرجان فى خسائر اقتصادية فادحة ورغم ان التقييم المالى للانظمة الايكولوجية ابعد عن ان يكون علما دقيقا .
وعن تقييما اقتصاديا قد نشره برنامج البيئة التابع للامم المتحدة منذ عامين قد خلص الى ان الحيود تقدم خدمات كبيرة تتراوح قيمتها بين 100 الى 600 الف دولار لكل كيلومتر مربع سنويا وهذا ما يضع القيمة الكلية للحيود المرجانية على مستوى الكوكب بين 30 بليون دورلا وفى بعض المناطق مثل سريلانكا تتجاوز القيمة الفعلية عشرة اضعاف المعدلات العالمية وخلص التقييم نفسه الى ان حماية الحيود المرجانية لن تتجاوز تكلفتها 2،0 فى المائة من القيمة التى تولدها .
حيود الشرق الاوسط اقل عرضة للخطر
وبدراسة الحيود المرجانية في الشرق الأوسط، وجد الباحثون أن الطحالب المقاومة للحرارة هي السائدة بين طحالب حيود الخليج العربي على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة الا انها تمتاز بوجود انواع طحالب مقاومة للحرارة .
اعداد م/لبنى نعيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ساحة النقاش