Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

كيف بدأت  جرين بيس او منظمة السلام الاخضر نشاطها

 

منظمة السلام الأخضر بدأت قبل 34 عاما بعدة ناشطين في قارب صيد.. وتحولت إلى أكبر منظمة غير حكومية في العالم بـ3 ملايين عضو


في عام 1971 أبحر فريق صغير من الناشطين المدفوعين برغبة عارمة في رؤية عالم أخضر ينعم بالسلام من ميناء «فانكوفر» في كندا على متن قارب صيد بسيط، باتجاه جزيرة أمتشيتكا قرب الساحل الغربي لولاية ألاسكا الأميركية، وذلك كي يكونوا شهودا على تجربة نووية تجريها الولايات المتحدة تحت الأرض في تلك الجزيرة التي تؤوي ما يقرب من 3000 من الحيوانات النادرة المعرضة للانقراض.

أعضاء ذلك الفريق المحدود هم المؤسسون الأوائل لما أصبح يعرف حاليا بـ«جرين بيس» أو «منظمة السلام الأخضر» التي أصبحت اليوم أكبر وأشهر المنظمات غير الحكومية في العالم، وأكثرها نفوذا، لدرجة ان تأثيرها وصل لحد تشكل احزاب سياسية مستمدة من ايدلوجيتها، وصلت للسلطة من بينها حزب الخضر في المانيا. وخلال الايام المقبلة سيعقد في كندا مؤتمر عالمي حول الاحتباس الحراري، ستحضره وفود من حكومات دول العالم، سيكون عدوها الاساسي كالعادة هو «جرين بيس»، وشعارها «عندما يتم قطع آخر شجرة، وتسميم آخر نهر، وموت آخر سمكة، سنكتشف أننا لا نستطيع أن نأكل نقودنا». ورغم أن القارب الصغير المسمى «فيلي كورماك» لم يكمل الرحلة إلى الجزيرة المقصودة 1971 لأن الرحلة جرى اعتراضها، إلا أن الحركة أثارت موجة كبيرة من الشعور العام بضرورة التدخل لحماية البيئة. ورغم أن الحكومة الأميركية لم تتراجع عن تجربتها النووية في ذلك المكان وفجرت قنبلة الاختبار النووية لكن في المقابل وبسبب الضجة العالمية جرى إيقاف كل التجارب النووية في تلك الجزيرة في العام ذاته، وفي وقت لاحق جرى إعلان الجزيرة محمية للطيور والحيوانات النادرة. واليوم أصبحت «جرين بيس» منظمة دولية تنظم حملات مستمرة لحماية البيئة في العالم.

وتم اختيار امستردام في هولندا مقرا رئيسيا للمنظمة التي أصبح لديها مليونان وثمانمائة ألف عضو في مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلى مكاتب في 41 بلدا.

ولكي تحافظ المنظمة على استقلاليتها فإنها لا تقبل أي تبرعات أو مساعدات من الحكومات أو الشركات بل تعتمد بشكل أساسي على مساهمات الأفراد والأنصار والمنح المقدمة من المؤسسات المستقلة الأخرى.

وكمنظمة تعمل على نطاق العالم تركز منظمة السلام الأخضر على أكثر القضايا تهديدا للبيئة والتنوع البيولوجي، وتقوم بحملات تشمل التصدى للاحتباس الحرارى وحماية الغابات والمحيطات، ومعارضة الهندسة الوراثية، ووقف التهديدات النووية، وإزالة المواد الكيماوية السامة. وتستخدم المنظمة العالمية في أنشطتها عدة وسائل من بينها الأبحاث العلمية، والضغط على الحكومات، والدبلوماسية الهادئة، والاحتجاجات، وتوعية الجماهير بالأخطار التي تهدد البيئة في أي مكان في العالم. والتقليد الأول الذي قامت عليه المنظمة في حملاتها منذ انطلاقها في أول قارب لمعارضة التجارب النووية في الاسكا، استمر بنفس طريقة الاحتجاج السلمي ولكن على نحو أوسع، وفي سفن أكبر، لدرجة ان سفن السلام الأخضر اصبحت تمثل جزءا مهما من حملات المنظمة، وتتوجه تلك السفن إلى مناطق الخطر لتشهد وتحتج على الممارسات المؤذية للبيئة أو المهددة لكوكب الأرض بشكل عام.

وبالإضافة إلى سفن السلام التي تعتمد عليها المنظمة في حملاتها الكبرى فإن ثورة الإنترنت قدمت للمنظمة خدمة جليلة لتسهيل التواصل بين أعضائها وتنظيم حملات إعلامية إلكترونية لا تقل أهمية في سبيل تحقيق أهداف المنظمة في حماية البيئة. وتقر المنظمة في موقعها الإلكتروني بأن شبكة الإنترنت كانت من أهم الوسائل التي ساهمت في الترويج العالمي لحملاتها، لأن النشاط الإلكتروني مكن الأعضاء من تجاوز الحدود بين المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية فأصبح النشاط بلا حدود جغرافية، ولا تحصره اهتمامات إعلامية محلية أو إقليمية.

ويقول كيفن غاردين ـ مؤسس المركز الإلكتروني الجديد لحركة السلام الأخضر، المتخصص في الحملات الدولية باستخدام وسائل الإعلام الجديدة ـ إن المركز خلق مجتمعا عالميا للناشطين الإلكترونيين يستطيع الناس فيه في جميع بلدان العالم أن يتشاركوا في الأفكار، وأن يساهموا في الأعمال الخاصة بالبيئة، كما فعلوا في حملة المائة شركة في مواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض؛ فبنقرة بسيطة على الفأرة يستطيع الناشطون الإلكترونيون أن يعرفوا الشركات الأميركية التي تعارض بروتوكول كيوتو؛ ويستطيعون أن يأخذوا تلك المعلومات إلى عالمهم الحقيقي ليقاطعوا بعض الشركات ومنتجاتها طبقا لتوماتلك المعل».

ويعتبر النشاط الإلكتروني امتدادا طبيعيا لعمل منظمة السلام الأخضر التي ناصرت بشكل دائم تمكين الأفراد من الحركة من اجل التغيير؛ ففي عام 1995 وبعد عام واحد من إطلاق منظمة السلام الأخضر لموقعها على الإنترنت عممت المنظمة على الموقع المعلومات السرية التي وردت إليها بشأن مسار إحدى السفن النووية من فرنسا إلى اليابان، ووضعت قائمة بأرقام فاكسات السفارة الفرنسية وصحيفة «اللوموند» الفرنسية حتى يتمكن زوار الموقع من إرسال رسائل احتجاج.

وعلى الرغم من أن الموقع لم يكن معقدًا بمعايير اليوم فإن الحكومة الفرنسية تسلمت عددًا من الفاكسات كان كافيا لأن ترسل للموقع طالبة إزالة أرقام الفاكسات من صفحاته. وفي عام 2000 تمكن الناشطون من وضع كاميرا شبكية (webcam) في نهاية أنبوب تحت الماء لصرف النفايات المشعة تشرف عليه وكالة الطاقة النووية الفرنسية (كوجيما) بفرنسا، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للتوثيق الحي الذي يصور كيفية التخلص من النفايات النووية.

وقامت الحركة ببث صور الأنبوب على شبكة الإنترنت، وكذلك على شاشة كبيرة وضعت في كوبنهاجن بالدنمارك بالقرب من المكان الذي كان المندوبون الدوليون يجتمعون لمناقشة اتفاقية حماية البيئة البحرية. وكان بإمكان زوار موقع الحركة الحضور الافتراضي عن طريق إرسال رسائل، يتم بثها مباشرة على تلك الشاشة الكبيرة، وبعد بث حوالي 2500 رسالة أصيبت كوجيما بحالة من الارتباك، خاصة من البث الحي على شبكة الإنترنت لعملية إلقاء النفايات تحت الماء؛ مما دعا دول شمال شرقي الأطلنطي إلى مناشدة فرنسا وبريطانيا إنهاء إلقاء مخلفاتهما النووية، وذلك على الرغم من محاولة كوجيما إنقاذ الموقف بإرسال غطاسين ليعيقوا عمل الكاميرا الإلكترونية.

وتعتبر السفينة «راينبو واوريوز» او «محاربو قوس قزح» المسجلة في أمستردام بهولندا أشهر سفينة تابعة لمنظمة السلام الأخضر، وقد أغرقها الفرنسيون عام 1985 في محاولة من الحكومة الفرنسية لإحباط مظاهرات ضد التجارب النووية الفرنسية في المحيط الهادي. اذ جرى تفجير السفينة في ميناء أوكلاند بنيوزيلند في العاشر من يوليو (تموز) 1985 وقتل شخص واحد ممن كانوا على متنها وهو المصور البرتغالي فرنادنو بيريرو. ووفقا لما قالته هيئة الإذاعة البريطانية في ذلك التاريخ فقد تم استهدافها بتفجيرين متتالين بفارق 60 ثانية بينهما مما أدى إلى غرق السفينة خلال أربع دقائق فقط. وقال قبطان السفينة بيتر ويلكوس إنه أعطى أوامره على الفور بإخلاء السفينة ولا يعرف ما الذي سبب التفجيرين لكنه اشتبه بقوة في وجود عملية تخريب تقف وراءها الاستخبارات الفرنسية. وعلى عكس الكثير من المنظمات غير الحكومية التى يقتصر تأثيرها على الجانب المدني غير الحكومي، شهد العالم في العقود القليلة الماضية ظهوراً وتطوراً ملحوظاً لأحزاب سياسة تنتهج افكار حركة السلام الاخضر. الكثير من هذه الاحزاب بات له ممثلون في برلمانات بلدان أوروبا الغربية (ألمانيا، النمسا، فرنسا، البرتغال، بلغاريا، السويد) وكذلك في البرلمان الأوروبي (حزب الخضر الأوروبي يضم 32 حزباً للخضر من 29 بلداً أوروبياً وقد تأسس في 22 فبراير عام 2004 في مدينة روما الإيطالية)، حتى أن بعضها أصبح مشاركاً فعلياً في حكومات الائتلاف كما هو الحال في ألمانيا وفرنسا. إلا أن ظهور أحزاب الخضر لم يكن فقط حصراً على البلدان الأوروبية الغربية بل انتشرت في بلدان أخرى كثيرة مثل البرازيل، تركيا. وكذلك بدأت أيضاً في البلدان العربية مثل حزب البيئة اللبناني، وحزب الخضر العراقي، وحزب الخضر المصري. ويُعتبر حزب الخضر الألماني من أهم أحزاب الخضر الأوروبية وتم تأسيسه بشكل رسمي عام 1993 في ألمانيا الاتحادية وذلك عبر اندماج حزب الخضر الألماني الشرقي وخضر ألمانيا الغربية وأقليات سياسية واجتماع نخبوية لاحكومية

اعداد م لبنى نعيم

المصدر: www. greenpeace
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 957 مشاهدة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

921,374