محمد اللكود ..... الحرية اختيار حياة

مساهمات متنوعة لتنمية المجتمع الإنساني

مفهوم أخلاق المهنة وأهمية أخلاق المعلم

1- ما الأخـــــــــــلاق ؟

 

          يمكن تعريف الأخلاق بأنها "ما يجب عليك أن تفعله"، وبتحديد أكثر "أن تعرف ما التصرف الصحيح وما التصرف الخطأ ثم تفعل ما هو صحيح"  وربما كان  التعريف الثاني أوضح وأبسط قليلا.

ولنأخذ على ذلك مثالاً عمليا عن بعض  المعضلات الأخلاقية التي تواجهنا طول الوقت:

<!--من الصواب طبعا ان يحافظ المعلم على الأسرار التي يبوح بها التلميذ له، ومن الصواب أيضا أن يتعاون المعلم مع مدير المدرسة  فيعطيه بعض المعلومات المهمة لحسن إدارة المدرسة. فهل يجب على المعلم التمسك بالمحافظة على السر؟ أم يجب أن يتعاون مع المدير  ويعطيه المعلومات التي سبق له التعـــهد بسريتها ؟ وهل سيختلف الجواب إذا تعلق الأمر بأمن المدرسة ؟ او باكتشاف مرتكب إحدى المخالفات الكبيرة؟

إن السلوك الخلقي القويم للمعلم ليس أمرا سهلاً، والتعرف على ما يجب عمله فى كل موقف ليس أيضاً أمراً سهلاً. وسوف نحاول في الصفحات القليلة التالية الإجابة على كثير من التساؤلات ، و بعض أساليب التعامل مع المواقف الأخلاقية المحيرة.

ولما كان المعلم هو النموذج والقدوة، وجب علينا أن نتدارس الوضع الخاص للمدرسة كمؤسسة أخلاقية وبالتالي الوضع الخاص للمعلم كنموذج أخلاقي.

2- المدرسة مؤسسة أخلاقية

           الغاية الرئيسة للتربية  في الجمهورية العربية السورية تتمثل في إعداد الإنسان العربي السوري المتمتع بحس المواطنة والانتماء لامته العربية والمزود بالمعرفة والمهارات والقيم ، والقادر على تطوير نفسه وممارسة الديموقراطية وتحمل المسؤولية في مجالات الحياة جميعها، وذي التفكير العلمي والإنتاجية العالية، والمبدع والمبادر القادر على التحكم بالمشكلات وحلها،  يستثمر الفرص المتاحة لتحقيق التقدم.

2-1 رسالتنا تربية أولاً

          إن وظيفة المدرسة مزدوجة : تربية وتعليم ، وكما نلاحظ فان التربية تسبق التعليم، و التربية الصحيحة هى المدخل السليم إلى التعليم الجيد.

انك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا وزودته بمنظومة من القيم والاتجاهات ، فالأرجح انه سيكون أكثر إقبالا على التعلم وأكثر قدرة عليه. فالتربية على القيم الأخلاقية   مطلوبة لذاتها، ومطلوبة كوسيلة لتحقيق التعلم الأفضل.

 

2-2المدرسة بيئة أخلاقية

"فاقد الشئ لا يعطيه" .... مثل قديم وبسيط يلخص أهمية أخلاقية البيئة المدرسية وذلك وفق ما يلى:

<!--الوعي بالأثر الأخلاقي

على جميع المعلمين إدراك الآثار الأخلاقية لكل سياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم وكل تصرف يقوم به المعلم  يكون له  آثار ممتدة .

 فلنأخذ المثال التالي الذي يوضح  امتداد الأثر الأخلاقي   :  

<!--المدير الذي يعدل بين المعلمين ينشر ثقافة العدل.

<!--المعلم اذ يميز بين التلاميذ يحارب ثقافة العدل.

<!-- الطالب الذي يحرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل.

<!--الطالب الذي يحرم من المكافأة لصالح طالب آخر بغير حق فإن الأثر الأخلاقي المترتب يتجاوز الطالب المظلوم، إلى الطالب المميز، إلى المعلم المسؤول، إلى باقي المعلمين والطلاب، إلى إدارة المدرسة، بل والى المجتمع كله في نهاية الأمر.

<!--إذا لم يكن  تصحيح ورقة الإجابة في الامتحان الكتابي  دقيقا، أو أن المعلمين  لم يعطوا العناية الواجبة فى التصحيح، فان الأثر الاخلاقى يتجاوز المستفيدين أو المتضررين إلى باقي الطلاب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام، وسيفقد النظام مصداقيته، وتتراجع قيم الالتزام والإتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم التساهل والتسرع وعدم احترام الواجب وعدم تحقيق تكافؤ الفرص وعدم ربط الجهد بالعائد. ونؤكد أن الأثر ليس فقط على أطراف الموقف، وإنما الأثر في النهاية على المجتمع كله.

هذا الوعي الاخلاقى بالآثار الأخلاقية لكل ما يجرى بالمدرسة أمر هام وضروري بين كافة المعلمين.

<!--الالتزام الخلقي :

والمقصود هنا ( تحول الوعي إلى سلوك ). أي أن يصاحب الالتزام الخلقي ما نحققه من وعى خلقي. والمطلوب هنا هو التزام خلقى على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموع، فيقبل المعلم ويتحمل مسؤوليته بشأن أخلاقياته هو كفرد ، وبشأن أخلاقيات المدرسة ككل .

 

2-3  تعريف أخلاق المهنة لدى المعلم :

 

 هي مجموعة السجايا الحميدة والسلوكيات الفاضلة التى يتعين ان يتحلى العاملون بها في حقل التعليم العام فكرا وسلوكا امام الله والمجتمع  وترتب عليهم واجبات اخلاقية وتقيدهم بمعايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون كمرجع يرشد سلوكهم أثناء أدائهم لوظائفهم، وتستخدمها الإدارة التربوية  والمجتمع للحكم على التزامهم .

محمد اللكود

المصدر: ورشات عمل
lkoud

متميزون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 458 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2014 بواسطة lkoud

عدد زيارات الموقع

149,417

ابحث

تسجيل الدخول

محمد اللكود

lkoud
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »