محمد اللكود ..... الحرية اختيار حياة

مساهمات متنوعة لتنمية المجتمع الإنساني

💚السيرة النبوية العطرة حلقة (209)💚

(( قصة الصحابيين أبو بَصير و أبو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما إلى المدينة المنورة ))

جاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }}

جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }}

فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه 

وقال : _ السلام على رسول الله 

قال : _ وعليك السلام 

قال : _ يا نبي الله ! 

_ أما انت قد أوفى الله ذمتك ،

_ و قد رددتني إليهم [[ اي إلى قريش ]]

_ ثم أنجاني الله منهم ،

_ وإعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك 

_ وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول  والترس والمتاع والناقة ]]

_ هذا سلب المقتول أضعه بين يديك

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : _ يا أبا بصير إني إذا خمسته [[ أي إعتبرته غنيمة ]]

_ رأوني قريش لم أوفى لهم بالذي عاهدتهم عليه 

_ ولكن شأنك بسلب صاحبك ،

_ إذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة 

[[ الآن لا أجبرك بالرجع لقريش لأنك صرت مطلوب بدم ،  إذهب وإختر أي مكان أهرب فيه أنت حر  ولا تقيم في المدينة ]]

فقال أبو بصير : _ يا رسول الله، _ أعطني رجالاً أفتح لك مكة

فإلتفت النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه 

وقال : _ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال

[[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل أمه على على هذه الشهامة والشجاعة  رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، ويوقع فيهم الرعب ،  ]]

سمع {{ أبو بصير }} العبارة 

وفعلا هو أبو بصير [[ إسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه أن يكون كذلك]]

أقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه 

وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى إلى قيام الساعة 

{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }}

فإستأذن {{أبو بصير}} وودع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟

أما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي  صلى الله عليه وسلم مع رجلين من أصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى أوصلوه إلى أطراف مكة ودخل وأخبر قريش بالذي حدث فقام {{ سهيل بن عمرو }}

وقال : _ ماهذا الذي عاهدنا محمد عليه ، _ لقد نقض محمداً عهده !!!!

فقام له أبو سفيان [[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول أبو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]] فقال أبو سفيان :

_ وما على محمد ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]]

_ إذ دفع صاحبكم الى رسلنا ،  ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بإذن محمد  وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته،  بل أخرجه منها  فماذا تريدون من محمداً أكثر من هذا ؟؟

فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة وقال : ورب هذا البيت  لا أرفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي

فقال له أبو سفيان : ومن يؤدي ديته لك ؟ !!

قال : _ أنتم

قال : _ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، أنت الذي اخترته !!

قال : _ إذن يؤديها محمد 

قال أبو سفيان  : _ إنه للسفه [[  يعني أنت سفيه ]]  وما على محمد من ديته ؟؟

_ وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا في صحبه

ثم أخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وإنتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها 

وصرخ به و قال :  أصرف عنا هذا البلاء 

فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صلى الله عليه وسلم 

وإرتضت قريش بما جرى ،

ويكفيهم أن محمد صلى الله عليه وسلم ، قد سلمه ولم يقبله بين أصحابه في المدينة ، ووفي  بعهده

وكان {{ أبو بصير }} قد إتجه وإختار موقعا حساساً [[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صلى الله عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]] 

إتجه إلى منطقة إسمها {{ العيص}} على بعد {{  ٢٢٠ كم }} من المدينة ،

وهي في طريق تجارة قريش إلى الشام وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} إعترضها وقتل منها ، وأخذ من غنائمها ما إستطاع. وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }} وعرفوا مكانه

فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون إليه  وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }}حتى تجمع مع {{ أبي بصير }} وكانت مجموعة قوامها {{  ٧٠ رجلا }}

فلما حضر {{أبو جندل}}

قال له أبو بصير : يا أبا جندل  أنت أميرنا ، وإمامنا ،  نصلي ورائك ونقتدي بأمرك

وأخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي إلى الشام ، ما تحركت لقريش تجارة إلا نهبوها ، ولا مر فيهم راكب إلا أرهبوه فإن قاتل قاتلوه

وسمع العرب بذلك فخرج أيضاً إليهم مستضعفين من المسلمين ، من قبائل العرب من حولهم ، حتى بلغ عددهم عدة أهل بدر {{ ٣١٣ }} أميرهم أبو جندل إبن {{ سهيل بن عمرو }}

وجن جنون قريش ماذا نفعل ليس لهم حل ؟؟ قوم بين الجبال والساحل وليس لهم مقر ماذا نفعل لهم ؟؟ وتمكنوا من قطع تجارة قريش فأرهقوها  وهذا كله قبل أن يمضي عام على الصلح [[ يعني شهرين فقط ]]

ألم يقل لهم الصادق الأمين حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم {{ إن الله سيجعل لكم فرجاً ومخرجاً }} صلوا على حبيب القلوب

إجتمعت قريش و إختارت {{أبا سفيان}} ومعه رهط من قومه  وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة  ومعهم كتاب موقع من {{ سهيل بن عمرو }} والشهود الذين كانوا معه في يوم صلح الحديبية

فجاء أبو سفيان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم ، ويناشده الله والرحم يقول له :

_ أنشدك ربك والرحم الذين بيننا ، _ إلا قبلت رجاءنا يا محمد

قال : _ وماهو طلبكم ؟

قال : _ أن تأوي إليك جماعتك {{ أبو بصير }} و {{ أبو جندل }}

_ وكل من أراد  أن يهاجر ، وإمسح هذا البند من الصلح بيننا

فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجه أصحابه وقال لهم على سمع أبو سفيان : _ أرأيتم حين رضيت وأبيتم ؟؟

فقبل النبي صلى الله عليه وسلم  [[ وكان هذا من صالح المسلمين ]]

ثم أمر أحد أصحابه أن يكتب كتاباً وبحضور {{ أبو سفيان }} أمر أن يكتب 

إلى {{ أبي بصير }} و {{ أبو جندل }} أن يقدما إلى المدينة ومن معهم من المستضعفين 

ورجع أبو سفيان إلى مكة

وإنطلق الرسول بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم  إلى {{ أبي بصير }} و {{ أبي جندل }} بالساحل فما أن وصل حامل الرسالة  وإذا {{ ابا بصير }} قد حضره الموت رضي الله عنه وأرضاه فقيل له يا أبا بصير :

_ هذا رسول ، رسول الله    فأخذ الكتاب وقبله ،و وضعه على عينيه ،

ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه 

وهو يقرأ الرسالة ويردد {{ الصلاة والسلام على رسول الله }}

ثم فاضت روحه وهو يقرأ و وقع الكتاب على صدره

فأخذ أبو جندل الكتاب 

وأمر أن يجهز {{ أبو بصير }} فلما جهزوه و صلوا عليه ودفنوه في موقعه إنطلق أبو جندل و من معه إلى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  هذه نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم

أتذكرون حين قال لأبي جندل :{{ يا أبا جندل إصبر وإحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا }}

____

وأنتم يا أحباب رسول الله لكم منه نبؤة ، يا من تمسكتم بكتاب الله وسنة نبيه 

إسمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن من ورائكم أيام صبر ، الصبر فيهن {{ كقبض على الجمر }} للعامل فيها أجر خمسين 

قالوا : _ يا رسول الله أجر خمسين منا أم منهم ؟؟

قال : _ خمسين منكم

[[ فإستغرب الصحابة ما الفضيلة التي أوصلتهم لهذا الاجر العظيم ]]

قالوا : _ لِمَ يا رسول الله ؟؟

قال : _ لأنكم تجدون للحق نصيرا ، ولا يجدون ،

_ يكتم المؤمن إيمانه فيهم ، كما يكتم المنافق نفقه فيكم 

{{إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء}}

وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يصبركم ويقول لكم قليلاً من الصبر يا أحبابي ،

يا من آمنتم برسالتي ولم تروني ، فالفرحة وقرة العين والغبطة والسرور قريبة جدا ، وملتقانا في الجنة في طوبى في حياة سرمدية ابدية ، غير زائلة 

{{ طوبى للغرباء }}

صلوا على حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم 

صلى الله عليه وسلم  

______

🌴دمتم في حفظ الله ورعايته و نلتقيكم في الحلقة القادم

المصدر: السيرة النبوية
lkoud

متميزون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 129 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

150,283

ابحث

تسجيل الدخول

محمد اللكود

lkoud
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »