... وترجّل الفارس
**************
بَكَتِ المنابِرُ وجهَكَ الـمُتَهلِّلا==يا فارسًا بلغَ الكواكبَ مَنزِلا
ما بالُ ميدانِ الرّجولةِ ذاهِـلاً== عن نفسِه متصدّعًا متزَلـْــزِلا
ما بالُ بستانِ الفضيلةِ وردُهُ==هجَرَ النَّدى في الصُّبحِ ثمّ تبتَّلا
ما للقصائدِ والقوافي قد شَجَتْ==وشَدَتْ بَيَاتًا شِعْرَها فتهَلْهَلا
ما للبُدورِ تَكونُ في حَلَكِ الدُّجى==نورًا فيُقضى أن تغيبَ وتأفلا
لكنّه والخطبُ جلَّ مُصابُهُ== قدرُ الفوارسِ شاءَ أنْ تَتَرَجَّلا
*****
يا ناصرَ الدّينِ الحنيفِ بحكمةٍ==خُلِعَتْ عليكَ من الكَريمِ تفَضُّلا
أوقدْتَ جذوتَه ُفصارَ مَشاعِلاً==برُكانُها بلغَ السّماءَ مجَلْجِـــــلا
أَنشَأتَ جيلًا واعدًا ونَفَحْتَـهُ== من فَيْضِ بَحْرِك والمكارِم مَنْهَلا
ربّيتَهُ أُسْدَ الشّرَى في بأسِــهِ==وَعَلى الكِتَابِ الحقِّ ساعَةَ نُــزِّلا
أدّيتَ قِسْطَك داعيًّا ومجاهدًا==في الحقّ لا تخْشى فكنْتَ الفَيْصَلا
****
يا سيّدي وبها القصائدُ زُيِّــنَتْ == ولِمِثْلِكمْ عقْدُ السّيادةِ والعُلا
قدْ كانَ لي شرَفُ اللِّقاءِ بِبابِكمْ== فوَجَدْتُ بابًا للمناقبِ مَوئِـلا
وبقيّةَ السَّلَفِ الكرام شمائلًا == وحياءَ ذي النّوريْن وجهَك جلّلا
في ثوبِكمْ جُمِعَ السّماحةُ والتُّقى==وبهدْيِ خيرِ المرسلين تَسَـرْبَلا
فتقبّلَ الرّحمنُ وفدَكَ إنّـــــــــــــهُ == قَمِنٌ بِهِ أن يستجيبَ ويَقْبَلا
*******
يا قبضةَ العلمِ النَّقيِّ بفقدِكُمْ== قُبضَ النُّهى أو كادَ أن يتحـوَّلا
لا يُنْزعُ العِلمُ انتزاعًا إنّمـا== أَزِفَتْ مواكبُهُ بِكُمْ أن تَرْحَلا
****************************************
عبد الحليم عبد الحليم
ساحة النقاش