عبد الحليم عبد الحليم !

مجموعة خواطر شعرية وأدبية !


نُكتَةُ السلطان

**********
أيُّها الناسُ هَلُمُّوا واسمَعُوا
ثمَّ قوموا في صعيدٍ واحدٍ
صاحِبُ السلطانِ يُلقي نُكْتَةً مَحبوكَةً
فَهَلُمُّوا واسْمَعُوا
نُكْتَةً سارَتْ بها الرّكْبانُ والإعلامُ في الدُّنيا إلى كُلِّ المحافِلْ
نُكْتَةً صارتْ حديثَ العصرِ والشاشاتِ في العصرِ الحديثْ
وغَدَتْ أنشودةَ الطيرِ وتغريدَ البلابلْ
نكْتةُ السلطانِ تجتاحُ المنابرْ
حِكْمَةٌ بالِغَةُ القَصْدِ لأصحابِ البصائِرْ
        *****
قَدْ أَطَلْتُ القوْلَ فيها فاعذروني
واسمعوني
صاحبُ السلطانِ سلطانٌ بمعنى الكلمهْ
مَلَكَ البَحْرَيْنِ والسَّدَّيْنِ ثُمَّ المغْرِبَيْنْ
طَوَّعَ الفُرسَ ودانَ الرُّومُ في دوْلَتِهِ
وغدا كُلُّ خراجِ الأرضِ مِنْ أطرافها يُجْبى إليْهْ
وهوى الشرقُ أَسيراً
وأتى الغربُ حَسيراً
وذليلاً وكَسيراً
صارَ ذو القرْنَينِ مـَمْلوكاً لَدَيْهْ
وجَثَى كُلُّ مُلوكِ الأرضِ والدُّنيا عَبيداً
رُكَّعاً بَيْنَ يَدَيْهْ
          *****           
ثُمَّ بَعْدَ الملْكِ هذا صَرَّحَ السلطانُ تَصْريحاً خطيراً
زَهِدَ السلطانُ في الملْكِ وفي خَفْقِ البُنودْ
ونَعى دَولَتَهُ العُظمى إلى كُلِّ الوفودْ
صارَ لا يملِكُ شِبراً واحداً
من ضفافِ النهرِ يَرْوي صدرَهُ اللّاهِثَ مِنْ أَجْلِ اعترافْ
وهنا بَيْتُ القَصيدْ
صار لا يملِكُ حتى موضِعَ الكُرسِي الذي يقْبَعُ فيهْ
أو مكانَ السجنِ والسَّوْطِ الذي يَحمِلُهُ
يجْلِدُ الأحرارَ فيهْ
تحتَ أغلالِ القيودْ
*************
زَعَمَ السلطانُ أَنْ لَوْ ضاعَ شِبرٌ من ثغورِ القدسِ أو أرضِ الخليلْ
لن ينامَ اللَّيلَ حتى يغرِسَ الراياتِ في حَيْفا
وفي كرمِ الجليلْ
زَعَمَ السلطانُ أنْ لَوْ طفلةٌ جاعتْ على أرضِ فلسطينَ فَلَنْ يُعذَرَ عنْها
أَنَّهُ لَوْ بغلةٌ ضَلَّتْ بأرضِ الشامِ أَوْ أرضِ العراقْ
فَهْوَ لَنْ يُفلِتَ منها
أنَّهُ لوحُرَّةٌ في جانبِ الأقصى استغاثَتْ
وَهْوَ لا يَدفعُ عَنْها
ثمَّ يُعطيها الأمانْ
كُلُّ هذا جَعَلَ السلطانَ يَبْكي
ثمَّ يُلقي الصَّوْلجانْ
        *****
سوْفَ لنْ يَعْذُرَهُ التاريخُ والناسُ ولا حُكْمُ الأمَمْ
إِنْ تَخَلّى أوْ تَوَلّى
سوفَ لَنْ يَعْذُرَهُ الفاروقُ في التَّفريطِ بالمفتاحِ أَو بابِ المصَلَّى
ثمَّ لنْ يرضى صلاحُ الدينِ عنْ نَخوَتِهِ والمعتَصِمْ
زَهِدَ السلطانُ في الحكْمِ حَديثاً
واستفاقَتْ بَيْنَ جَنْبَيْهِ الكرامَهْ
بَعْدَ أن نامتْ عُصوراً ودُهوراً
في سُباتٍ كَسُباتِ الكهفِ لا تَرْجو نُشوراً
وأَطَلَّتْ مِنْ محَيَّاهُ الشهامَهْ
زهدَ السلطانُ في العرشِ وخَلَّاهُ إلى فَنِّ النُّكَتْ
قَدْ أطالَ الصَّمْتَ دَهْراً
ثمَّ بعْدَ الصمتِ كُفْراً
لَيْتَهُ استَحْيا قليلاً فَسَكَتْ
      *****
إنمَّا أَدْركَهُ الناسُ بَلاغاً من كلامِ الأنبياءْ
أنَّهُ ما دُمْتَ لا تَسْتَحْيِ فاصنَعْ ما تشاءْ
وإذا ما قَلَّ ماءُ الوجهِ أو قلَّ الحياءْ
فَلَكُمْ حُسْنُ العزاءْ
ولَكُمْ مِنْ بعدِها طولُ البقاءْ
       ******
                  عبد الحليم عبد الحليم 

<!--

lidia

مع تحياتي وتقديري لزيارتكم !

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 2 فبراير 2012 بواسطة lidia

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

9,924