24 ديسمبر 2011 الدكرى 59 لستقلال ليبيا
استقلال ليبيا 24 ديسمبر 1951
مرت ليبيا بمحطات تاريخية قد اهلتها الى استقلالها ، نستطيع ان نقول بانها محطات حسمت لفسح الطريق امام الاستقلال ، فمبايعة الملك ادريس عند قيام جمهورية برقة سنة 1916 كان محطة اولى ، و بيعة حكومة طرابلس فى مؤتمر غريان سنة 1922 كان المحطة الثانية ، كما ان بيعة الجمعية التأسيسية سنة 1950 كانت محطة خاتمة ، و التى بدورها فى نفس السنة اقرت العلم الليبى و انتخبت اللجنة الدستورية مكونة من ستة اعضاء . كما انه عند اقتراب المراحل التاريخية التى تدرجت الى ان تنال ليبيا استقلالها كان ترابها مقسم بين ثلاثة مستعمرات ، بريطانيا ، ايطاليا و فرنسا، حيث خسرت ايطاليا فى الحرب العالمية الثانية سنة 1943 مع دول المحور امام الحلفاء ، بعد ذلك خضعت طرابلس و برقة معاً تحت سيطرة الادارة البريطانية ، و حاولت ايطاليا الرجوع الى طرابلس مرة ثانية تحت اتفاقية (بيفن - سفورزا) برعاية الامم المتحدة سنة 1949 ، و ذلك لاخضاع برقة تحت سيطرة الاستعمار البريطانى ، و طرابلس تحت سيطرة الاستعمار الايطالى ، و فزان تحت سيطرة الاستعمار الفرنسى ، و قامت على اثر ذلك مظاهرات واسعة فى ليبيا منددة بهذه الاتفاقية ، التى تدعم رجوع ايطاليا من جديد الى ليبيا ، و تبع هذه الاتفاقية الاخفاق و الفشل على اثر معارضة مندوب هايتى رجوع ايطاليا الى ليبيا ، و نقص صوت واحد فى الاقتراع كان مطلوباً لضمان الاغلبية فى الامم المتحدة . كانت التيارات الوطنية اتجاه استقلال ليبيا تخوض فى تيارين اثنين ، تيار يدعو الى دولة و حكومة واحدة يتزعمها الملك ادريس رحمه الله ، و نستطيع ان نطلق على هذا التيار بالتيار الوحدوى ، و يتبناه فى ذلك الوقت حزب المؤتمر الطرابلسى ، اما التيار الثانى الذى تبناه حزب الاستقلال فقد كان يدعو الى الحكومة الاتحادية (الفيدرالية) ، بحيث تصبح ليبيا ثلاثة حكومات ولائية و حكومة فيدرالية ، و بعد فشل اتفاقية بيفن سفورزا فى 17 مايو 1949 ، تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة فى 21 نوفمبر 1949 قرار استقلال ليبيا الذى اقترحته وفود الهند و العراق و باكستان و الولايات المتحدة ، حيث نتج القرار باغلبية 48 صوتاً ضد صوت واحد و غياب تسعة اصوات ، و نجح القرار بأن تصبح ولاية طرابلس ، برقة و فزان دولة مستقلة ذات سيادة ، و ان لا يتأخر تطبيق القرار قبل 1 يناير 1952 ، و اعلن الاستقلال فى 24 ديسمبر 1951 قبل اسبوع من الموعد النهائى لتطبيق قرار الاستقلال ، و اصبح الدستور معداً للتنفيذ ، كما تولت الحكومة المؤقتة البلاد و اصبح الدستور جاهزا للتنفيذ ، و استمر العمل بالحكومة الفيدرالية الى ان اقترح تغيير النظام الفيدرالى بنظام جمهورى ، و استمر العمل على الاصلاحات الدستورية منذ سنة 1955 فى هذا المضمار ، حتى اعلن النظام الجمهورى فى سنة 1963 ، و اصبحت ليبيا دولة واحدة موحدة بحكومة واحدة و برلمان واحد بدل ثلاث حكومات ولائية و حكومة فيدرالية . المنظار الزمنى للسرد التاريخى لكل هذه الاحداث يعطى وجه تشابه بين الاستقلال بقرار الامم المتحدة سنة 1951 و التحرر من الدكتاتورية فى ثورة 17 فبراير ، حيث كانت مدة الاستعمار قبل الاستقلال اربعون سنة (1911 - 1951) ، و فترة الاستعمار من قبل نظام القذافى كانت اثنان و اربعون سنة (1969 - 2011) ، نستطيع ان نقول بأن فترة الاستعمار فى ليبيا هى اثنان و ثمانون سنة ، تتخللها فترة الاستقلال ثمانية عشرة سنة (1951 - 1969) ، و بذلك يكون المجموع مائة سنة ، و السؤال هنا هل ما زالت ليبيا تتحمل اكثر من هذا العبء؟ ، بكل ثرواتها و مواردها المادية و البشرية ، يستوجب علينا حساباً منطقياً لهاتين الفترتين بنتيجة حاسمة ، كذلك نستطيع ان نحسم المعادلة بتوحيد الاتجاه بين القيادة (الحكومة) و الشعب ، اذا مارس الشعب تحرره نحو اتجاه واحد ، و بنفس الاتجاه الذى تبتغيه الحكومة المنتخبة ، فان بر الامان سوف يكون قريباً ، و بذلك تحسم مسألة الديمقراطية و دولة القانون ، غير ذلك يكون هناك تعثر فى الطريق و تسرب فى الاتجاه غير صحيح ، و سوف تفتح الابواب على اطراف خارجة عن هذه المعادلة الى التدخل و الاحتواء ، ليس بعيداً ان احد المنعطفات التى تغير الاتجاه الصحيح للتحرر و تحقيق العدالة الاجتماعية ، هى الدوافع الفردية و الجماعية ، حب التسلط و الاندفاع نحو الجهوية و المناداة بالقبلية . ايضاً هناك مقارنة تاريخية ناتجة بين الدكتاتوريتين المتحالفتين قبل استقلال ليبيا، فقد تحالف موسلينى مع زميله هتلر فى تلك الفترة ، و المعروف على الحزب الفاشى الذى كان يتزعمه موسلينى كان مطبوع عليه الاقصاء لكل مخالفيه و الابادة لكل معارضيه ، و قد خسرت هذه الدكتاتورية المتحالفة عندما تحالف الجيش السنوسى مع انجلترا سنة 1943 فيما يعرف بمعركة العلمين ، و خرجت ايطاليا من التراب الليبى خاسرة فى تلك المعركة ابان الحرب العالمية الثانية ، اما هتلر فقد قتل نفسه برصاصة و انتحر ، و موسلينى ادانه شعبه بما فعله فى الشعب الليبى حتى قتل على يد شعبه فى روما و ترك مقتولاً فى الشارع ، ليس هذا الحدث بعيداً عن ما حصل للقذافى نتيجة بطشه لشعبه ، هناك وجه شبه كبير بين الدكتاتوريتين ، كلاهما مارسا نفس الاتجاه لمخالفيهم ، و مارسا نفس الطرق و الوسائل لابادة هذا الشعب الكريم ، و اخيراً القذافى قتله شعبه كما حدث لسلفه موسلينى ، هكذا يروى لنا التاريخ عندما يعرض حقيقة الدكتاتوريات ، و تبقى الشعوب هى المنتصرة، و التاريخ يعيد نفسه و مازال يحذر من الظلم و الطغيان ، و لكل ظالم نهاية و المظلوم هو المنتصر.
http://www.youtube.com/watch?v=fwTpGxFEydA
http://www.youtube.com/watch?v=5J3sIQwwsWY&feature=related
يوم غد السبت عطلة رسمية في جميع أنحاء ليبيا
أعلن ديوان مجلس الوزراء في ليبيا أن المجلس الوطني الانتقالي قرر أن يكون يوم غد السبت الموافق 24-12-2011م عطلة رسمية في جميع أرجاء ليبيا، احتفالا بذكرى استقلال ليبيا الذي يصادف 24 ديسمبر من كل عام.
واستقلت ليبيا في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام 1951 بموجب قرار رسمي صادر عن هيأة الأمم المتحدة بعد مداولات ومشاورات وجهود بذلها أبرز رجالات دولة ليبيا في ذلك الوقت.
وطالب مجلس الوزراء في منشور عممه على الوزارات التابعة له أنه على”الوزراء والمسؤولين في الجهات العامة التي تتطلب طبيعة علمها الوجود بشكل مستمر اتخاذ الترتيبات اللازمة والكفيلة بتكليف العاملين بها بالعمل بما يحقق تأديتها لواجباتها وتسيير العمل خلال هذا اليوم”.
وتقدم رئيس وأعضاء مجلس الوزراء”للشعب الليبي بأجمل التهاني بهذه المناسبة المجيدة متمنين من العلي القدير أن يحفظ هذا البلد ويجعله آمنا مستقرا.
يشار إلى ليبيا لم تشهد منذ انقلاب عام 1969 أي احتفال بعيد استقلالها الصادر في حقه قرار من هيأة الأمم المتحدة، وكان نظام القذافي يصف هذا الذكرى بأنها “استقلال مزيف
ساحة النقاش