اخيرا تم القاء القبض على سيف ، وبذلك يطوي الثوار الليبيون صفحة اخرى من الصفحات الاخيرة من عهد القذافي الاجرامي البغيض.
سيف هو الوريث الذي كان القذافي يعده ليتسلم مقاليد الحكم بعد زواله ، ولد في معسكر باب العزيزية مقر اقامة والده بمدينة طرابلس في الخامس من شهر يوليو العام الف وتسعمائة واثنين وسبعين ميلادية وهو الابن الاول للقذافي من زوجته الثانية صفية فركاش
يبلغ سيف من العمر الان نحو تسعة وثلاثين عاما.
درس في كلية الهندسة قسم العمارة ، ثم ارسله والده الى النمسا للدراسات العليا ،واشترى له فيلا فاخرة في احدى ضواحي فينا ، وحتى يذاكر جيدا ارسل معه شبلين من اشبال النمور البيضاء النادرة جدا ليتسلى باللعب معهما عندما يعتريه السأم
الا ان الحكومة النمساوية لم تسمح له بالاحتفاظ بالنمرين ، فثارت عاصفة سياسية اجتاحت العلاقات السياسية النمساوية مع حكومة القذافي ان ذك.
رجع سيف الى ابيه في اثناء ازمة لوكربي فاوعز اليه ابوه ان يؤسس جمعية خيرية تستمد اموالها وشرعيتها من القذافي نفسه ، فاقحم نفسه في بعض الملفات الساخنة مثل ثوار الفلبين وحاول ان يطلق سراح بعض الرهائن الذين كانوا في قبضتهم طبعا باموال الخزينة الليبية التي كانت رهن اشارته يصرف منها بالملاييين دون حسيب اورقيب حتى يظهر امام العالم بانه حمامة سلام ويبني لنفسه امجادا بشكل يختلف تماما عما كان عليه والده.
في ازمة لوكلربي التي تورطت فيها القذافي باسقاط طائرة بانام الامريكية واثناء الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على ليبيا تدخل سيف في نهاية الامر ن ومرة اخرى دفع من خزينة الشعب الليبي مايقرب من ثلاثة مليارات دولار كتعويض لضحايا الطائرة ، حتى يتم انهاء الحصار بعد تسليم المتهم الاول عن الجريمة عبد الباسط المقرحي الى العدالة السكوتلندية.
ومرة اخرى خرج سيف القذافي بصوة رجل اللحظات العصيبة ، واصبح الغرب يشير اليه بانه رجل المرحلة في ليبيا بعد زوال القذافي عن الوجود.
وفي اثناء هذه النشوة من الانتصارات المزيفة سعى سيف الى اطلاق سراح عبد الباسط المقرحي بشكل يدعوا الى كثير من التساؤل حيث ادعت الحكومة الاسكوتلندية انها افرجت على المقرحي لاسباب صحية وانه كان على فراش الموت.
الا ان سيف استقبله في طرابلس بالطبل وازمر والاحتغالات بالانتصار رغم محاولات الحكومتين الاسكوتلنديو والبريطانية باقناعه بعدم الاحتفال.
وفي خطوة اعتبرت في وقتها جبارة من بعض المراقبين قرر سيف ان يقود حملة للاصلاح السياسي في جماهيرية والده ، وخرج على الليبيين بفكرة ليبيا الغد ، واتهم بعض اتباع والده بالفساد السياسي والمالي ووصفهم بالقطط السمان.
وانطلت الخدعة على عدد كبير من الليبيين ، بمن فيهم بعض قادة المعارضة وتسابق المتسابقون الى نيل رضاه والانضاء تحت لوائه من اجل بناء ليبيا الغد ، ووعد بالكثير من الاصلاحات ، ولم يف باي من هذه الوعود . والتي كان على راسها محاكمة المسؤولين على مذبحة سجن ابي سليم، وجاء يوم السابع عشر من فبراي 2011 ولم يف سيف بشيء من وعوده فلم يكن امام ابناء الشعب الليبي خاصة بعد انتصار ثورتي تونس ومصر الا الخروج الى الشوارع والمطالبة باصقاط حكم معمر القذافي.
واجتاحت الثورة كل مدن ليبيا انطلاقا من بنغازي ، وبعد خمسة ايام من اندلاع الثورة في ليبيا خرج سيف القذافي في تلفزيون القنفود وهو يهدد ويتوعد الليبيين بالحرب والدمار والخراب.
ومنذ ذلك اليوم خلع سيف القذافي ثياب الحمل الوديع وكشر عن انيابه وخرج يقود جحافل المرتزقة وفلول الاجرام في مختلف الساحات ، حتى تم تحرير ليبيا زنقة زنقة وبيت بيت ودار دار.
فهرب سيف يجوب الصحراء يبحث عن مأوى فلم يجد من يؤويه فاخذ يتنقل بين الكهوف والوديان عبر الصحراء الليبية والثوار الاحرار يتعقبونه ويقتفون اثره في كل مكان حتى تمكنت سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة ابوبكر الصديق بالقاء القبض عليه فى منطقه الرمله جنوب اوبارى قرب حدود النيجر وهنا تطوى صفحات وتفتح صفحات جديدة في رحلة سيف القذافي
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VFczmanSRc0#!
ساحة النقاش