تحقيق- أطباء ليبيون يعودون من دول غربية لمساعدة المعارضة في الجبهة
يتكون مستشفى بئر عياد الميداني من غرفة واحدة دون كهرباء في مقهى جانبي سابق قرب خط الجبهة في منطقة الجبل الغربي بليبيا. وهو يختلف كثيرا عن المركز الطبي الكندي الذي يعمل فيه أبو عبد الله عادة رئيسا لقسم امراض القلب. فلننس كل شيء عن التدريب المتقدم الذي حصل عليه في مجال أمراض القلب. اذ يعالج هنا هذا الطبيب الكندي من أصل ليبي والبالغ من العمر 39 عاما المصابين بالصدمة باستخدام مهارات تعلمها في الكلية. وقال "كنت أشاهد الاخبار وقررت أن من الضروري أن احضر للمساعدة... أنا فخور أن اكون كنديا وكذلك ليبيا. لم أشعر بالفخر لكوني ليبيا قبل الان. لم نشعر بهذه الحرية التي نشعر بها الان." يوجد في المستشفى ثلاثة أسرة فقط وأدوية أساسية وسيارة اسعاف متوقفة في الخارج. وأقيم المستشفى بعد معركة كبيرة في مكان مجاور ومن المتوقع نشوب قتال ضار في الجبهة المجاورة ويتوقع الاطباء وصول المزيد من الجرحى قريبا. ينقل المقاتلون المصابون من الجبهة كي تجرى لهم الاسعافات اللازمة قبل نقلهم الى أقرب مستشفى به خدمات كاملة في الزنتان.
رسم على جدران المستشفى صورة للزعيم الليبي معمر القذافي وهو داخل صندوق للقمامة. وهذه هي ثالث رحلة لابو عبد الله الى ليبيا. وتمكن في كل مرة من أخذ عطلة مدتها ما بين أسبوعين أو ثلاثة من خلال تبديل نوبات العمل مع زملائه في كندا. وعندما يحين وقت سفره يستقل أقرب طائرة ويتوجه الى مكان عمله على الفور في اليوم التالي. طلب عدم الكشف عن اسمه كاملا وعن المستشفى الذي يعمل به في كندا لحماية أقاربه الذين ما زالوا موجودين في المناطق التي يسيطر عليها القذافي في ليبيا. ويمكن العثور على الليبيين المغتربين في أنحاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة فهم يعودون للمساعدة في الانتفاضة المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الزعيم الليبي. وقال العقيد جمعة ابراهيم وهو المتحدث باسم قوات المعارضة في منطقة الجبل الغربي ان وصول ليبيين من الخارج الى خطوط الجبهة والكثير منهم من المهنيين من الطبقة الوسطى كان مصدر الهام للمقاتلين. وقال انهم اتصلوا به عبر الانترنت من كندا ومن انجلترا. وأضاف أنهم تركوا وراءهم الحياة المريحة وانه في بعض الاحيان لم يكن هناك أماكن للنوم أو طعام. ومضى يقول انهم يحضرون الى هذا المكان وهم لا يعرفون أحدا.
وأقيم المستشفى الميداني في بئر عياد قبل اسبوع وهو من بنات أفكار أبو أحمد وهو جراح عظام عاد الى ليبيا قبل ثلاثة أشهر تاركا زوجته وابنه في بيتسبرج ببنسلفانيا. كما طلب عدم نشر اسمه كاملا. كان من أسباب قراره بالعودة هو القمع الوحشي الذي قام به القذافي ضد المحتجين في الزاوية الذي شهد بعضا من أعنف مظاهر القمع للمتظاهرين في الايام الاولى للانتفاضة. ألقي القبض على بعض أصدقائه وأفراد أسرته وما زال بعضهم مختبئا. واختبأ شقيقه وهو طبيب لمدة أربعة أشهر قبل أن ينجح في الفرار من ليبيا في نهاية الامر. وتمكن أبو أحمد الذي كان يتطوع في مستشفى بالزنتان من جمع المعدات اللازمة لاقامة المستشفى الميداني لمساعدة المقاتلين الذين يتمنى أن يتمكنوا قريبا من الزحف الى الزاوية.
ومضى يقول "نقوم بالاسعافات الاولية فقط. ليس لدينا كهرباء بعد. أغلب الادوية تحتاج حرارة منخفصة. الحرارة هنا 40 درجة مئوية في الصيف." ومن الصعب عليه أن يبتعد عن زوجته وهو يتحدث اليها عبر الانترنت عندما يتسنى له ذلك. وأضافت "انها دائما تبكي لي. عد.. عد." كما أن أبو عبد الله الطبيب القادم من كندا من قرية تقع على الجانب الاخر من الجبهة. وكانت عودته لوطنه تمثل فرحة كبرى. وقال "اليوم توجهت الى الجبهة والتقيت بزميلي في الدراسة الذي لم أره منذ 20 عاما... شيء مذهل.
ساحة النقاش