إستخدام المواد الطبيعية
(مستخلص نبات الشيح وفصوص الثوم)
 كبديل للمواد الكيميائية (الملاكيت الأخضر والفورمالين)
 فى عمليات التطهير داخل المفرخات السمكية
د/ أسامة عبد الرحمن صالح
المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بالعباسة

تعتبر الأمراض الفطرية من أهم الأمراض التى تنتشر فى المفرخات والمزارع السمكية وهى من الأمراض التى تصيب الأسماك نتيجة الإصابة بعدوى أولية بالطفيليات والبكتريا أو تعرض الأسماك لظروف بيئية غير ملائمة أة تداول سيئ للأسماك مما قد يسبب بعض الخدوش والتقرحات التى تعتبر بيئة جيدة لنمو الفطريات. ومن أخطر أنواع الفطريات التى تصيب الأسماك والبيض فى المفرخات فطر السابرولجنيا أو يسمى أيضاً فطر الماء الذى يسبب خسارة إقتصادية كبيرة إذا لم يتم تجنب الإصابة به أو علاجه وخاصة عند إصابة البيض فى وحدات تحضين البيض للفقس حيث تعتبر إصابته للبيض إصابة أولية حيث أن البيض بيئة غنية جداً لنموه وتكاثره . تستخدم المفرخات السمكية وخاصة مفرخات أسماك المبروك بأنواعه بعض المواد الكيميائية للسيطرة على فطر السابرولجينا ومن أشهرها الملاكيت الأخضر والفورمالين.  ونظراً لما للملاكيت الأخضر والفورمالين من اضرار كثيرة وعظيمة على البيئة المائية وصحة الإنسان لما ثبت وخاصة الملاكيت الأخضر من تأثير مسرطن على الحيوان والإنسان وتم منع استخدامه فى العديد من الدول أما الفورمالين فله تأثير مباشر على صحة الإنسان أثناء تداوله واستخدامه وأيضاً مسئول عن نسبة كبيرة من التشوهات التى تحدث للزريعة بعد الفقس، إتجهت الأبحاث العلمية فى الفترة الأخيرة لإستخدام مواد آمنة وصديقة للبيئة ومستمدة منها وليس لها أى تأثير ضار على صحة الحيوان والإنسان لمقاومة مثل هذه الأمراض.

ومن هذا المنطلق تم إجراء بحث لإستخدام كل من مستخلص نبات الشيح البلدى وفصوص الثوم البلدى أيضاً كمواد طبيعية وآمنة لتجنب ومنع الإصابة بفطر السابرولجنيا فى مفرخات المبروك بأنواعه. ومن المهم عند استخدام أى نباتات معرفة المادة الفعالة فى هذا النبات وكيفية إستخلاصها وتنشيطها وتأثيرها الطبى. نبات الشيح هو نبات معروف وهو من النباتات المعمرة ولأوراقه رائحة عطرية وله أنواع كثيرة أغلبها برية ويمكن زراعته فى التربة الرملية وينتشر فى المناطق الجافة الحارة. يحتوى الشيح على مادة السانتوين الفعالة فى طرد الديدان من المعدة كما أنه يعالج المغص كما يستعمل كبخور فى المنازل لطرد الهوام وتطهيرها من الروائح الكريهة. وهناك أيضاً العديد من أنواع الثوم أكثرها شيوعاً الثوم البلدى. وقد ذكر الثوم فى العديد من الكتب الطبية حيث أن له قيمة علاجية كبرى ويشفى أكثر من أربعين مرض لما يحتويه من زيوت طيارة والعديد من الأليلات ومن أهمها أليلات الكبريت. والجزء الطبى للثوم هو فصوص الثوم بعد نضجها وما يهمنا هنا هو تأثيرته المضادة للجراثيم والفطريات. وقد تم إستخدام مستخلص نبات الشيح( بمعدل0.5 مللى/ لتر ماء). ويحضر مستخلص نبات الشيح بوضع النبات فى قطعة من الشاش ويتم نقعه فى ماء ساخن داخل إناء محكم لمدة ساعة. وللحصول على مستخلص تركيزه 25% ( تم إستخدامه فى البحث) يتم نقع 250 جرام من نبات الشيح فى لتر ماء. وإستخدام الثوم البلدى كثوم مجروش (بمعدل 0.5جرام/ لتر) أو كمحلول (بمعدل 0.2 مللى/ لتر) فى تطهير بيض أسماك المبروك العادى والمبرزك الفضى أثناء فترة تحضين البيض فى وحدات الفقس. ويتم تحضير محلول الثوم أيضاً بنقع الثوم المجروش فى ماء مقطر بمعدل 1جرام / 1مللى ماء للحصول على محلول مركز 100%، ويجب أن يحضن مجروش أو محلول الثوم فى حضانة لمدة ساعة عند درجة حرارة 37 مئوية قبل الإستخدام لتنشيط المادة الفعالة. وبمقارنة نتائج إستخدامهم بإستخدام الملاكيت الأخضر والفورمالين على مدى السيطرة والتحكم المضاد للإصابة بفطر السابرولجنيا ونسبة الإخصاب ونسبة الفقس وقلة التشوهات بين الزريعة. وإذا أضفنا بعد ذلك البعد البيئى الآمن للمواد الطبيعية والمحافظة على التوازن البيئى للأحياء المائية فى المجارى المائية التى يصرف فيها مياه هذه المفرخات ومردود ذلك على صحة الحيوان أو الإنسان الذى يستخدم هذه المياه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ونستخلص من ذلك أن العودة إلى الطبيعة وإستخدام المواد الطبيعية ليس فقط فى مجال الإستزراع السمكى بل فى كل المجالات حتى وإن كان تأثيرها مساوى أو أقل قليلاً من المواد الكيميائية له الأفضلية فى الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.

إعداد/ أسماء أحمد
إشراف م./ زينب عثمان