أمراض الجمبرى (الأمراض الفيروسية)
د/ أحمد محمد عبد الوهاب
قسم أمراض الأسماك ورعايتها
المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية
يعتبر الجمبرى من الحيوانات القشرية ذات القيمة الغذائية والإقتصادية العالية وذلك لإحتوائه على نسبة بروتين مرتفعة وطعمه المستساغ من قبل المستهلك وكذلك عائده الإقتصادى المرتفع. ومنذ عام 1980 شهدت مصر توسع فى إنتاج الجمبرى بلغ 11% من الإنتاج الكلى من الأسماك كذلك فإن الجمبرى يمثل 7% من حجم الصادرات الكلية من الأسماك. إلا بالنظر إلى ما منحنا الله به من سواحل طويلة على البحر الأحمر والبحر المتوسط من الممكن أن تسنثمر فى التوسع فى إستزراع الجمبرى ومن المتوقع أن تستغل فى التوسع فى الإنتاج السمكى فعند ذلك لا شك فى أنه بالتتابع سوف تتضاعف هذه النسب. ويتميز الإنتاج الصناعى لإستزراع الجمبرى بالإستزراع المكثف ونصف المكثف كأشهر طريقتين فى نظم التربية وذلك أملاً فى الحصول على أعلى إنتاج يؤدى بالتالى إلى أعلى عائد، إلا أنه لا بد أن يؤخذ فى الإعتبار أن تحويل الكائن من البيئة الطبيعية إلى البيئة الصناعية المكثفة لا بد أن يقابلها أسلوب دقيق فى التربية وذلك لرفع مستوى التحويل الغذائى وتقليل الإجهاد الواقع على الكائن فى بيئته الصناعية. وهناك العديد من المشاكل التى قد تواجه الجمبرى فى بيئته الصناعية من أهمها الأمراض المصاحبة للتربية المكثفة التى يجب الإلمام بها عند البدء بالقيام بهذا الاسلوب من التربية. يمكن تقسيم المسببات المرضية فى مزارع الجمبرى بصورة عامة إلى فيروسات، بمتيريا، فطريات، طفيليات وأمراض ناتجة عن البيئة.
الأمراض الفيروسية Viral diseases:
بالرغم من أن أمراض الجمبرى الفيروسية فى مصر ما تزال تجرى حولها الأبحاث وأنها لم يتم تسجيل أى منه بصورة متوطنة وبعيداً عن هذا كله يجب التنويه عليها، وذلك للأسباب التالية:
- الخطر الشديد الذى تسببه الفيروسات فى مزارع الجمبرى على مستوى العالم خاصة فى الدول المسجل بها تلك الفيروسات.
- السواحل المصرية على البحر الأحمر والبحر المتوسط عبارة عن سواحل مفتوحة على العام.
- أمهات الجمبرى حاملة البيض التى يتم صيدها من البحر الأحمر والمتوسط قبل موسم التفريخ من المحتمل أن تكون حاملة للمرض من بيئتها الطبيعية.
- الهجرة الطبيعية للجمبرى من مكان لآخر وعدم السيطرة عليها.
- حركة بواخر الصيد وخاصة تلك التى تحمل على متنها مصانع لتجهيز الأسماك من الممكن أن تكون سبباً مهماً لنشر أى مرض خصوصاً عند التخلص من مخلفات التصنيع بإلقاءها فى البحر.
- الأمراض الفيروسية ليست لها أدوية فعالة على المستوى الإقتصادى ولكن تقاوم بالوقاية منها.
لهذه الأسباب فإن تربية الجمبرى فى مصر ليست بمنأى عما يحدث فى العالم ويجب التعرف على هذه الفيروسات حتى يتم تجنب مخاطرها.
1. فيروس ظاهرة البقع البيضاء White Spot Syndrome Virus:
يعتبر فيروس ظاهرة البقع البيضاء من أهم الفيروسات التى قد تتواجد فى البيئة المائية إذ يمتلك القدرة على إصابة كل القشريات بما فيها الجمبرى كما تتمثل فى معدل النافق المرتفع خاصة فى أطوار الحيوان الكامل وما قبل بلوغ الحيوان الكامل.
المسبب المرضى: عبارة عن فيروس كبير الحجم عصوى الشكل متوسط حجمه 80*250نم (نم = 10-90م) ينتمى إلى مجموعة الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبوز داخل عائلة النيمافيريدىNimaviridae
تاريخ حدوث المرض: كان أول ظهور هذا الفيروس فى مزارع الجمبرى فى اليابان عام 1992-1993 ثم إنتشر ليصيب معظم دول شرق آسيا عام 1995 وفى نفس العام وجدت إصابات منه فى جنوب الولايات المتحدة ثم إنتقل إلى معظم مزارع دول العالم عام 2000.
مظاهر الإصابة بالمرض:
- نفوق عدد كبير من الجمبرى فى أحواض التربية
- سباحة الحيوان بالقرب من سطح الماء وعند مداخل مياه رى الحوض.
- عدم إقبال الجمبرى على العلف.
- إحمرار جسم الجمبرى.
- الهيكل الخارجى لجسم الجمبرى ضعيف جداً.
- إنسلاخ الهيكل القشرى الخارجى ولا يعقبه تخليق هيكل جديد.
- خلال المراحل المتقدمة من المرض تظهر ترسبات كلسية على جسم الحيوان خاصة على منطقة الرأس والصدر فى بقع بيضاء ومن هنا جاء إسم المرض بالبقع البيضاء.
2. <!--[endif]-->فيروس تآكل الجلد والأنسجة الدموية:
وهو فيروس لا يقل خطورة عن الفيروس السابق على الرغم أنه لا يسبب نافق مرتفع فى أحواض التربية ولكن تكمن خطورته فى التشوهات التى يتسبب فيها. غالباً ما يصيب الأعمار المتقدمة من عمر الجمبرى إلا أنه من الممكن أن يصيب الأعمار الأولى إذا كان هناك حيوانات بحرية حاملة للفيروس.
المسبب المرضى: هو فيروس صغير الحجم ينتمى إلى عائلة البارفوفيريدى Parvoviridea يتبع الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبوز وهو أصغر الفيروسات التى تصيب الجمبرى على الإطلاق إذ يصل متوسط حجمه إلى 22نم.
تاريخ حدوث المرض: :ان أول ظهور لهذا المرض عام 1981 فى مزارع هاواى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ومن هذه البؤرة المرضية إنتشر الفيروس ليصيب السواحل الأمريكية سمالاً وجنوباً وذلك عام 1990 وفى عام 1996 ظهرت أول إصابات للفيروس فى معظم مزارع دول شرق آسيا.
مظاهر الإصابة بالمرض:
- تأخر النمو فى أحواض التربية وعدم مناسبة العمر مع الوزن الحى.
- تشوهات حادة فى الشكل الخارجى للجمبرى.
- تمزقات فى الطبقة الجسمية الموجود تحت الهيكل الخارجى.
- تفاوتات كبيرة بين أحجام وأوزان الجمبرى فى الحوض الواحد تصل إلى 30-50%.
- هناك خطورة أخرى من هذا الفيروس وهى أن الجمبرى يظل حاملاً له ومن الممكن أن ينقله إلى الجيل الثانى فى حالة إستعماله فى التفريخ كأمهات.
3. <!--[endif]-->فيروس الجسم الكبدى البنكرياسى:
وهو فيروس يصيب الجمبرى فى المراحل المختلفة من عمره.
المسبب المرضى:هو فيروس صغير الحجم ينتمى إلى عائلة البارفوفيريدى Parvoviridea (نفس فيروس تآكل الجلد والأنسجة الدموية) يتبع الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبورز.
تاريخ حدوث المرض: كان أول ظهور للمرض فى جنوب آسيا وذلك عام 1987 ثم تلى ذلك ظهور للمرض فى شمال وجنوب أمريكا عام 1990 وبعد هذا أعلنت الكثير من الدول وجود المرض بها منها ماليزيا والفلبين وأندونيسيا وكينيا والكويت.
مظاهر الإصابة بالمرض:
- عدم الإقبال على العلف.
- السباحة حول أطراف حوض التربية وعند سطح الماء.
- صعوبة فى التنفس.
- تأخر النمو.
- قتامة عضلة الذيل.
- ضمورالجسم الكبدى البنكرياسى.
- نفوق حاد خاصة فى المراحل الأولى فى عمر الجمبرى.
4. <!--[endif]-->مرض الرأس الصفراء Yellow Head Disease:
عبارة عن مرض فيروسى يصيب الجمبرى ويصيب نفوق مرتفع خاصة فى الأعمار ما بين 50 إلى 70 يوماً.
المسبب المرضى: فيروس عصوى الشكل متوسط حجمه 150X 40 نم ينتمى إلى مجموعة الفيروسات ذات الحامض الدوكسى ريبوز داخل عائلة الكرونافيريدى Coronaviridae.
تاريخ حدوث المرض: كان أول ظهور للمرض عام 1986 فى مزارع الجمبرى فى تايلاند والصين والفلبين ثم إنتقل المرض إلى أستراليا عام 1991 وأعلنت الولايات المتحدة عن أول إصابة بها عام 2000.
مظاهر الإصابة بالمرض:
- إرتفاع معدل الإقبال على العلف خلال الأيام الأولى من الإصابة يليها إنخفاض فى المعدل.
- سباحة الحيوان بالقرب من السطح وعلى حواف الأحواض.
- نفوق عالى وسريع خاصة ما بين شهرين وثلاثة أشهر من عمر الجمبرى.
- تورم الرأس والصدر ويتحول لونهما إلى اللون الأصفر.
- إنتشار لون أبيض باهت على جسم الجمبرى.
- خياشيم الجنبرى تأخذ اللون الأصفر الباهت ثم تتحول إلى اللون البنى.
- الجسم الكبدى البنكرياسى يأخذ اللون الأصفر الباهت.
طرق تشخيص الأمراض الفيروسية:
يتم تشخيص الأمراض الفيروسية من خلال:
- الفحص المبدئى للأنسجة باستخدام الميكروسكوب الضوئى وذلك لتتبع الأثر الفيروسى فى الأنسجة.
- إختبارات المناعة المختلفة وذلك لمعرفة مستوى الأجسام المناعية فى جسم الجمبرى.
- استخدام تفاعل البلمرة المتسلسل وذلك لتشخيص السبب المرضى من خلال الجينات الخاصة به.
- استخدام الميكروسكوب الإلكترونى.
طرق مقاومة الأمراض الفيروسية:
لا بد من معرفة أنه لا يوجد علاج اقتصادى فعال للسيطرة على الأمراض الفيروسية ولكن تقاوم قبل حدوثها وذلك من خلال:
- تطبيق نظم الأمن الحيوى فى مزرعة التربية.
- إستزراع زريعة جمبرى خالية من الأمراض.
- إستزراع أنواع من الجمبرى ذات المناعة العليا والمقاومة للأمراض بطبيعته.
ساحة النقاش