د./ محمد عبد الغنى سعودى
د./ محسن أحمد الخضيرى
للبحث العلمى أهمية قصوى فى حياة الأمم وحضارة الشعوب, فهو طريق الأجيال نحو تحقيق غد أفضل وهو معبر الدول من التخلف والتخبط والعشوائية إلى التقدم والتخطيط والتنمية, وما من أمة أخذت به إلا أوصلها ما تبتغية من رفاهية لشعوبها ورفعة وسيادة لمواطنيها واحترام ورهبة بين الأمم.
وترتهن حرية وإرادة الدول واستقلالها بما تحوزه من معلومات وما توصلت إليه من حقائق واكتشافات أسهم البحث العلمى فى التوصل إليها وتحقيقها, ومن ثم فإن تطور أدوات البحث ومناهجه وتعمقها وانتشارها لتشمل مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنشاط الإنسانى بصفة عامة قد أسهم إسهاماً فعالاً فى تحقيق التقدم المنشود, بل يذهب البعض إلى أن التطور والنهضة التى نراها الآن تعزو بالكامل إلى تطور البحث العلمى وتقدم أساليبه ومناهجه وأدواته.
فالبحث العلمى وفقاً لكل الآراء أساس المعرفة المادية التى تم التواصل إليها وأساس ارتقاء البشرية فى عالم اليوم وهو أداة البحث عن المجهول واكتشافه وأداة تسخير وتطويع النتائج فى خدمة البشرية لحل مشاكلها وإزالة العقبات التى تواجه عمليات النمو أيا كان نوعها, وأيا كان محاورها ومن ثم كان من الضرورى وضع أسس علمية لضمان حسن إعداد وتنفيذ هذه البحوث حتى لا تكون فى حد ذاتها أداة قصور أو بعث لأخطاء جديدة تزيد من تفاقم المشاكل والعقبات ولا تكون أداة تقدم حقيقى كما هو مستهدف.
وقد أولت الدول المتقدمة رعاية فائقة للبحث العلمى, ومناهجه, وطرقه, وأساليبه, وأدواته باعتباره ركيزتها الحقيقية نحو الانطلاق والتقدم, وأجزلت العطاء فى سبيل تطويره, وارتقائه, وتشعيب مدارسه الفكرية وأصبحت طرق البحث مواداً دائمة ومستقلة تدرس فى المعاهد والجامعات باعتبارها تكوين الباحث, وتقويمه, وإرشاده, وإعداده الإعداد السليم.
أما البلدان النامية فيتفاوت إدراكها لمدى أهمية البحث العلمى تبعاً لنموها الحضارى ووعى الحاكمين فيها ومدى أخذهم بالمناهج العلمية فى توجيه موارد البلاد وتوزيعها على الاستخدامات المثلى المعظمة للنتائج بدلاً من إهدارها فيما لا عائد منهم أو لا خير فيه, بل وأسوأ من ذلك فإن تجاهل الرشادة العلمية فى عمليات التنمية يؤدى إلى تعظيم حالة الإفقار التى لا تزال تعيشها شعوبها فى أفريقية, وآسيا, وأمريكا اللاتينية. مما حدى البعض إلى إطلاق تعبيرات " تنمية التخلف " و " التنمية المشوهة " و " تنمية الجهل والفقر والمرض " وهى أمور بطبيعتها تعالج بالتنمية ولا يجب أن تكون التنمية سبباً فيها أو منشأ لها.
وإذا نظرنا إلى الدول النامية سنجدها أقل الدول حظاً فى أخذها بالمنهج العلمى فلا تزال الفجوة واسعة بينها وبين الدول المتقدمة فى هذا الميدان, ولا يكفى الدول النامية أن تستمر نتائج أبحاث الدول الأخرى وتطبيقها فى بلادها حتى تكون قد أخذت بالمنهج العلمى, لأن ذلك لن يبعدها فقط عن العلمية, بل أنه يجعلها تقع فى براثن التبعية العلمية التى ستعمل على إبقائها دائماً وأبداً فى ظلام الجهل والتخلف, فضلاً عن أنه كثيراً ما تكون نتائج الأبحاث التى أجريت فى الدول المتقدمة لا تصلح أصلاً للتطبيق فى الدول النامية, وذلك لاختلاف الإمكانات البشرية والموارد ودرجة التطور والظروف التى تعيشها هذه الدول.
وقد استعنا بعدد من المصادر العلمية فى إعداد هذا المرجع, وهى مثبته فى قائمة المصادر لمن يريد الاطلاع على المزيد فى هذا المجال, وقد ألينا على أنفسنا أن يكون المرجع شاملاً لما يحتاج إليه طالب الدراسات العليا لكتابة أبحاثه وتحقيق دراساته, وفى الوقت ذاته متكاملاً من حيث المحتوى والمضمون, وذيلنا بثبت عن بعض المصطلحات والتعبيرات التى قد يصادفها الباحث خاصة فى العلوم الإنسانية.
الفصل الأول: البحث العلمى والباحث والرسائل العلمية
الفصل الثانى: اختيار موضوع الرسالة وعنوانها وتقسيم الموضوع
الفصل الثالث: مناهج البحث
الفصل الرابع: خطوات البحث
الفصل الخامس: أدوات البحث العلمى
الفصل السادس: جمع البيانات المنشورة ( غير الميدانية)
الفصل السابع: كتابة الرسائل العلمية
الفصل الثامن: مناقشة الرسالة
ساحة النقاش