المؤلف أ.د./ سني الدين محمد صادق

    لنجاح أي من مشاريع الاستزراع السمكي لابد من وجود المصدر المستمر والسهل والممكن تجديده باستمرار للحصول على الزريعة اللازمة والتي تعتبر الأساس الأول والمحدد لاستمرار أي مشروع استزراع سمكي، وينطبق ذلك على أي كائن حي آخر يعتمد عليه الإنسان في غذائه بمعني أنه لابد من توافر نسل أو أجيال متعاقبة بطريقة سهلة ومستمرة لإمداد البيئة على نطاقها الواسع بالنشئ. فمثلاً نجد أن أي محصول زراعي ينتهي دائماً بإنتاج البذور لإعادة استزراعها والحصول على أفراد جديدة منه. كذلك في أي حيوان زراعي يستمر بقاء النوع بالتكاثر إما بالطرق الطبيعية أو باستخدام طرق التلقيح الصناعي. لذا فإنه من الواضح أن أهم مشكلة تواجه استزراع أي كائن حي هى صعوبة الإمداد بالصغار، الأمر الذي سيجعل عملية الاستزراع تكاد تكون مستحيلة.

    ومن استعراض تاريخ الاستزراع السمكي تلاحظ أن التدهور الذي حدث في الماضي لهذه الحرفة يرتبط إرتباطاً تاماً بصعوبة الحصول على الأفراد الجديدة (الزريعة) كما هو واضح في عديد من أنواع الأسماك التي يصعب تفريخها فى الأحواض، أو معدلات إعاشتها منخفضة تحت الظروف الطبيعية؛ كذلك هناك بعض أنواع الأسماك لا يتداخل مواسم تفريخها فى الطبيعة مع أنواع أخرى تستزرع فى الأحواض مما قد يسبب وجود تفاوت عمرى بين الأنواع المستزرعة, الأمر الذى يسبب مشاكل تداخل الأجيال على حساب بعضها البعض فى نظام الاستزراع المختلط.

    لذلك فإن مشكلة الحصول على الزريعة اللازمة لنجاح مشاريع الاستزراع السمكى قد أمكن وضع حلين لها يمكن تلخيصهما فى:-

    الأول: عن طريق جمع الزريعة من مصادرها الطبيعية؛ إلا أن هذا الحل ينتج عنه عديد من المشاكل الوراثية, كذلك ازدياد الوقت المطلوب للحصول عليها مع ضرورة تمتع الزارع السمكى بالخبرة والمثابرة والجلد.

    أما الحل الثانى: فهو بصورة مباشرة؛ يجرنا لنتعلم كيف نجعل الأسماك تتكاثر فى الحوض أو المفرخ تحت ظروف الأسر. وهذا هو فرع العلوم الذى نحن بصدده, والذى ولا شك قد أخذ اهتماماً كبيراً فى السنوات الأخيرة ونتجت عنه كثير من النتائج المثمرة وفى غاية الأهمية التى تسببت فى التطور المذهل الذى حدث فى هذا الفرع من العلوم.

    وقد تلاحظ أن الغدد التناسلية فى الأسماك تظل تنطلق فى مراحل تطورها ونموها بصفة مستمرة حتى تصل إلى المرحلة النهائية لنضج الجاميطات وعند نقطة بدء انطلاقها وخروجها فيما يعرف بعملية التبويض يتوقف هذا التطور والنمو المتتابع المراحل. كذلك وضح أن سلوك كلاً من الغدد التناسلية وعملية التبويض, يتأثر-من حيث الاستجابة-بصورة كبيرة بالمؤثرات البيئية كالحرارة وطول ساعات النهار (فترة الإضاءة) وكمية سقوط الأمطار ولذا يصبح لزاماً على أخصائى الاستزراع السمكى أن يتعرف بصورة كاملة على المرحلة التى تكون فيها الأسماك قد وصلت إلى النقطة التى تبدأ احتياجاتها البيئية عندها فى النقصان ثم يبدأ فى استخدام الحث والمعالجة الهرمونية للوصول بسمكته إلى المرحلة النهائية من النضج تبدأ الجاميطات فى الانطلاق.

    وقد كشفت العديد من الأبحاث التى أجريت فى السنوات الأخيرة المجهودات البحثية التى ركزت مباشرة لشرح وتفسير تأثيرات البيئة والحث الهرمونى لحمل الأسماك على التفريخ (forcing the lssue ) وهذا ما نتناوله بالشرح والمناقشة فى هذا الكتاب.

الفصل الاول: التكاثر فى الاسماك

الفصل التانى: الوراثة وقطعان التفريخ فى الاسماك

الفصل الثالث: الجهاز العصبى والتزاوج فى الاسماك

الفصل الرابع: الغدد الصماء والتناسل فى الاسماك

الفصل الخامس: الأسس البيولوجية العامة للتفريخ الاصطناعى

الفصل السادس: الحث الهرمونى للتفريخ

الفصل السابع: التبويض والإخصاب

الفصل الثامن: التبويض والإخصاب

***للإطلاع يرجى زيارةمكتبةالهيئةالعامةللثروة السمكية***

إعداد / فاطمة عصام

إشراف أ./ هدى حسني

المصدر: هيئة الثروة السمكية - وزارة الزراعة

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,706,205

اخر إصدارات كتب المكتبة