التنمية المستدامة وحماية البيئة
Sustainable Development and Environmental Protection
تأليف
د. أحمد السروي
المقدمة
يشهد العالم اليوم الكثير من التغيرات والتحولات الجذرية التي تتسم بالسرعة والشمولية لجميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتكنولوجية ومن أهم هذه التغيرات العمولمة, تحرير التجارة الدولية والتطور التكنولوجي السريع, حيث نتج عن هذا الأخير ظهور تكنولوجيات صناعية متطورة جدا ساعدت علي التوسع الصناعي بإنشاء مصانع عملاقة في الكثير من الدول, الأمر الذي ساعد علي دفع عجلة التنمية الصناعية بها وتلبية الطلب المتزايد علي السلع الصناعية. ولكن في المقابل نجم عن نشاط هذه المصانع اثار سلبية علي البيئة من تلويث لجميع مكوناتها والتأثير علي صحة الإنسان وعلي الانظمة الطبيعية القريبة من المصنع بالانبعاثات الجوية. بالإضافة إلي استنزاف الموارد بالاستهلاك غير العقلاني لها, مما يؤدي إلي نضوب الموارد غير المتجددة والتأثير علي معدل نمو الموارد المتجددة.
وتعددت المشاكل البيئة وتنوعت وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا علي الإنسان وعلي الحياة برمتها,وذلك بفعل الأنشطة البشرية المختلفة التي لم تراعي الاعتبارات البيئية, وركزت علي الاستغلال غير الأمثل وغير المتصالح مع البيئة والموارد البيئة, وبذلك أصبحت المشكلات البيئية واحدة من أهم المشكلات الكونية المعاصرة التي اهتم بها الفكر الإقتصادي, والاداري, والإجتماعي, والسياسي ..... الخ.
ويشهد العالم في الألفية الثالثة اهتماما كبيرا بشئون البيئة حيث باتت حماية البيئة والمحافظة عليها والتحكم في تلوثها أهم سمات النظام الدولي الجديد, فلقد اظهرت الشئون البيئية وهي تحتل موقعاً متميزا في اتفاقيات الجات ومواثيق الاتحاد الاوربي.
يشهد العالم بأسره مشاكل بيئية كارثية تزداد يوما بعد يوم بسبب الإستغلال الغير عقلاني للموارد الطبيعية, إضافة إلي انعدام الوعي والثقافة البيئية من خلال اللامبالاة واللامسؤولية التي يتمتع بها كل أفراد المجتمع, الموسسات والهيئات الفاعلة.
كل هذا سبب ذعرا وهلعا للمجتمع الدولي بضرورة الاستعجال للبحث عن الوسائل والطرق للتخلص من هذه المشاكل التي تهدد الحياة البشرية والحيوانية والنباتية في المقابل هناك من لا يعير للبيئة اهتماما همهم الوحيد هو تطوير البلاد والتقدم وتحقيق المصالح الخاصة متغاضين عما يفرزه هذا التقدم من أضرار علي البيئة, من خلال استنزاف الموارد الطبيعية, وبالتالي خطر نفاد ونهاية الموارد الطبيعية, الأمر الذي دعي إلي ضرورة التفكير في المستقبل والأجيال المقبلة وحقها في العيش, وبعد التفكير مليا تم تبني فكرة التنمية المستدامة, لأحد الطرق الجديدة والفاعلة كأسلوب عصري يوفق بين الحاضر والمستقبل.
وقد أصبح ضرورياً لمواجهة ذلك, وحفاظا علي استمرار إشباع حاجات الحاضر دون التضحية بإمكانية وقدرة موارد البيئة علي إشباع حاجات المستقبل, أن تدخل الاعتبارات البيئية في قلب الجهود الموجهة للتنمية,وأن يسفر ذلك عن مفهوم جديد للتنمية والنمو الإقتصادي, هو المفهوم الذي تتضمنه " فكرة التنمية المستدامة".
لهذا فقد جاءت فكرة هذا الكتاب الذي يعمق الإهتمام بهذه القضية بين القيادات الإدارية العاملين في مجال البيئة والمسئولين البيئيين, إضافة اإلي الاكاديميين من اساتذة الجامعات والمعاهد والمدارس والباحثين والمهتمين بشئون البيئة. ومن ثم جاء هذا المؤلف في صورة كتاب علمي تطبيقي متبعاً للمنهج العلمي في عرض النظريات والمبادئ العلمية التي تتناول حماية البيئة من منظور التنمية المستدامة شاملاً شرح مناهج تقييم الأثر البيئي كاحد طرق حماية البيئة إضافة إلي فكر ورؤية المؤلف الشخصي بناء علي خبرته في مجال البيئة والدراسات البيئية.
أهداف الكتاب
يتناول هذا الكتاب موضوع هام وهو التنمية المستدامة وحماية البيئة محققاً الأهداف المرجوة منه من خلال:
<!--شرح لأهم المشكلات البيئية التي يعاني منها كوكب الأرض.
<!--شرح لتأثيرات المشكلات البيئية وكيفية معالجتها من خلال طرق حماية البيئة.
<!--شرح للعلاقة بين البيئة والتنمية.
<!--شرح لأهم مجالات التنمية التي تؤثر علي البيئة.
<!--شرح لماهية ومفهوم ومبادئ وابعاد التنمية المستدامه.
<!--سرد لبعض مؤشرات التنمية المستدامة.
<!--شرح لمفهوم الاستدامة البيئية.
<!--شرح لدور التنمية المستدامة في مواجهة تلوث البيئة.
<!--سرد لقائمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
<!--شرح لكل من الاستدامة القوية والاستدامة الضعيفة.
<!--شرح للهدف والغرض والفوائد من عملية التقييم البيئي للمشاريع.
<!--شرح لمراحل وإجراءات التقييم البيئي.
<!--شرح لتصنيف المناهج المختلفة المتبعة في اعداد تقييم الأثر البيئي.
المحتويات
الفصل الأول: مقدمة عن المشكلات البيئية
الفصل الثاني: التنمية المستدامة والبيئة
الفصل الثالث: مبادئ وابعاد واهداف التنمية المستدامة
الفصل الرابع: مقدمة عن تقييم الأثر البيئي
ساحة النقاش