دراسات عن إنتاج الأسماك فى بحيرة قارون

مقدمة من

أحمد مصطفى محمد بطران

استيفاء لمتطلبات الحصول على درجة

الدكتوراة

فى العلوم الزراعية (إنتاج حيوانى – إنتاج أسماك)

كلية الزراعة - جامعة الأزهر

2009

لجنة الإشراف :

1 –  ا. د/  نبيل فهمى عبد الحكيم

أستاذ تغذية الدواجن المتفرغ – قسم الإنتاج الحيوانى –  كلية الزراعة – جامعة الزقازيق

2 – د/ إبراهيم محمد شاكر عبد الفتاح

باحث أول بالمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بالعباسة – محافظة الشرقية – مركز البحوث الزراعية

الملخص العربى

تعتبر بحيرة قارون من أشهر البحيرات المصرية بعد بحيرة ناصر وتقع فى الجزء الجنوبى من مصر على بعد حوالى 80 كيلو متر جنوب غرب القاهرة فى محافظة الفيوم بالقرب من نهر النيل، كذلك تشغل المركز الثالث من حيث المساحة على مستوى البحيرات المصرية. هذا وتقع بحيرة قارون على عمق 48 متر من مستوى سطح البحر لذلك فإن ماء البحيرة شبه مالح وغير صالح للشرب كذلك فإن بحيرة قارون تستقبل سنوياً حوالى 370 مليون متر مكعب من المياه الجوفية ومياه الصرف (زراعى وصناعى) مع الأخذ فى الاعتبار نسبة البخر إذ أن هناك حوالى 10 مصارف تصب بها ومن أشهرها مصرف البطس، مصرف الوادى وبحر يوسف وغيرها. ومع إرتفاع نسبة البخر فى البحيرة مما أدى ذلك لتركيز الأملاح بها مما أدى إلى أن ماء البحيرة أصبح ماء مالح أقرب لماء البحر.

قسمت البحيرة لعدد 10 مواقع والتى أوضحت فروقاً فى نتائج قياسات جودة المياه والتربة والسمك تبعاً لتوزيعها فى البحيرة إذ أن المواقع (1،3) تقع فى الجزء الشرقى من البحيرة إذ يصب بها مصرف البطس، البوصيلى وأبو طرفة، المواقع (4،6) تقع فى المنتصف من البحيرة وفيها مصب مصرف الوادى وخشم البهنساوى وغيرها والمواقع من (7 إلى 10) تقع بالغرب من البحيرة بالقرب من خشم عامود، خشم عبد العال وبطن حافظ. مع الأخذ فى الاعتبار إلى أن الريح السائدة على مستوى البحيرة غربية عموماً وشمالية أو شمالية غربية أحياناً.

العينات :

تم عمل زيارات شهرية خلال عام 2002 للمواقع المحددة للدراسة بالبحيرة لتجميع عينات مياه وتربة وسمك إذ اشتمل التحليل على قياسات جودة المياه وقياس بعض العناصر الثقيلة فى المياه والتربة والأسماك.

هذا وأوضحت الدراسة أهم النتائج التالية :

درجة الحرارة :

المناخ العام للبحيرة دافئ معتدل وعموماً فإن التغيرات الحادثة فى درجة الحرارة ترجع لعدة عوامل منها : توزيع المواقع، المواسم واتجاه الرياح.

قرص الشفافية :

قياس مدى شفافية المياه من الطرق الهامة لقياس مدى خصوبة المياه وكمية احتوائها على الهائمات الحيوانية والعوالق من التربة عموماً قد وجد قلة مقياس قرص الشفافية فى المواقع رقم (2،4) وهذا راجع للصرف الصحى بها بجانب العوالق من الطين والطمى الناتجة من التربة بينما ارتفع مقياس قرص الشفافية فى الموقع رقم (10).

الأس الهيدروجينى :

عموماً الوسط فى البحيرة يكون قاعدى حيث وجد أن متوسط قيم الأس الهيدروجينى تكون (17،8) علماً بأن أقل القيم سجلت فى المواقع (3،5،10) على الترتيب.

الأكسجين المذاب فى الماء :

وجد أن نسبة الأكسجين المذاب فى الماء خارج الحدود المسموح بها مما يضر بصحة الأسماك بالبحيرة إذ أن المسموح به لتركيز الأكسجين فى الماء 5 مللى جرام / لتر أو أكثر.

الملوحة :

وجد أن ماء بحيرة قارون على درجة عالية من الملوحة أقرب لملوحة ماء البحر إذ أن الملوحة بالبحيرة تراوحت ما بين (18 إلى 42 جرام / لتر) هذا وكانت أقل القراءات فى الموقعين (2،4) نظراً لتعرضهما بشكل مباشر لمصب مصرفى البطس والوادى بينما سجل الموقع رقم (10) أعلى القراءات للملوحة وذلك يرجع لانه أكثر المواقع سطحية (ضحل) وبالتالى ترتفع به نسبة البخر مما يؤدى إلى تركيز الأملاح.

المركبات النيتروجينية الغير عضوية المذابة فى الماء :

هذه المركبات تشمل : النيتريت و النترات، إن المسار الرئيسى لدورة المركبات النيتروجينية فى الماء تعتمد بشكل رئيسى على مدى النشاط الميكروبى والتحولات الناتجة عن ذلك وأهم تلك المراحل فى دورة المركبات النيتروجينية هى (Nitrification). تعتبر النيترات من المغذيات الرئيسية للطحالب والمؤثرة بشكل مباشر على مجتمع الهائمات الحيوانية والنباتية مما يؤثر وتركيز الأكسجين فى الماء.

القلوية :

وجد أن القلوية الكلية فى بحيرة قارون تتراوح ما بين (240 – 390 مللى جرام / لتر). سجلت أعلى القراءات فى الموقعين (2،4) وذلك لكثرة تعرضهما بشكل مباشر لمياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى وتقل معدلات القلوية بالتريج كلما اتجهنا بعيداً عن مصبات المصارف.

الفوسفور الذائب :

سجلت أعلى القراءات فى الموقعين (2،4) وذلك نتيجة تركز مياه الصرف الصحى بالمنطقة بينما سجلت أقل القراءات بالموقع رقم (5) وتوضح هذه النتائج أن مصدر الفوسفور الذائب فى البحيرة راجع إلى صرف مياه صرف المصارف المحيطة بالبحيرة.

الكلوروفيل (أ) :

القيم التوسطة للكلوروفيل (أ) أوضحت مدى وفرة الهائمات النباتية بالماء وكذلك فإن العكس صحيح.

الهائمات النباتية:

من خلال الدراسة اتضح انه يوجد أربعة مجاميع سائدة من الهائمات النباتية فى بحيرة قارون. كما لوحظ ان متوسط عدد الهائمات النباتية يزيد خلال أشهر الصيف إذ أن مجتمع الهائمات النباتية يعتمد على عدة عوامل وبخاصة على مدى المغذيات فى الماء (المركبات النيتروجينية، المركبات الفوسفورية)، درجة الحرارة، الضوء والأكسجين المذاب فى الماء.

الهائمات الحيوانية:

تلعب الهائمات الحيوانية دوراً هاماً فى سلسلة الغذاء للكائنات الحية فى الماء لذلك عملت الدراسة على توضيح ذلك.

العناصر الثقيلة :

- أوضحت الدراسة الحالية زيادة تركيز العناصر الواقعة بالقرب من مصب المصارف وبخاصة مصرف الوادى والبطس وذلك يرجع لغنى مياه الصرف بالمواد العضوية والتى تعمل كعوالق للعناصر الثقيلة ولهذا العامل فإن تركيز العناصر الثقيلة وجد انه لم يعد فى الحدود المسموح بها بالنسبة للبيئة المائية.

- تعتبر جودة التربة من العوامل المؤثرة على مدى تلوث المياه بالعناصر الثقيلة وغيرها من الملوثات العضوية.

- وجد ان أعلى العناصر تركيزاً فى تربة البحيرة هو عنصر الحديد.

- المواقع رقم (2،4) أعلى المواقع تركيزاً لعنصر الزنك فى التربة. وذلك قد يرجع للقرب من مصب مصارف البطس والوادى.

- وجد ان تركيز العناصر الثقيلة فى تربة البحيرة يمكن أن ترتب على النحو التالى : (الحديد >النحاس > المنجنيز > الزنك > الرصاص > الكادميوم).

- بمقارنة تركيز العناصر الثقيلة فى التربة مع تركيزها فى الماء والسمك وجد أن تركيزها فى التربة يكون أعلى بنسبة ملحوظة كذلك فإن التركيز يزيد مع القرب من مصب المصارف تستعمل التربة كعامل مخزن للملوثات والمواد العضوية مما يقلل وتركيز الملوثات فى باقى مكونات البيئة المائية (ماء وسمك).

- وجد ان تركيز العناصرفى الأسماك المختلفة على النحو التالى (البورى > البلطى الزلى > موسى).

- وجد ان تركيز العناصر الثقيلة فى الكبد أعلى من الخياشيم وأنسجة العضلات وذلك يرجع لتواجد بروتين فى أنسجة الكبد والخياشيم والذى يعمل على امتصاص العناصر الثقيلة متى التعرض لها كذلك فإن الكبد والخياشيم هى أول الأنسجة عرضة للتلوث تبعاً ووظيفتها الحيوية.

- إن الأسماك التى تعيش فى بيئة مائية عذبة ملوثة أكثر عرضه للتلوث من أسماك البيئة المائية المالحة الملوثة ذلك يرجع لزيادة عسر الماء مما يقلل من تراكم العناصر الثقيلة فى أنسجة الأسماك.

- عموماً فإن مدى تراكم العناصر الثقيلة فى أعضاء الأسماك يعتمد على عدة عوامل منها : نوع التغذية والغذاء، البيئة المائية المحيطة بالسمك، عمليات الهضم فى الأسماك بجانب طول وحجم وعمر السمك.

- أوضحت الدراسة الحالية أن تركيز العناصر الثقيلة فى أنسجة عضلات أنواع السمك المختلفة المدروسة فى الحدود المسموح بها تبعاً والمنظمات العالمية لذلك فإن الأسماك المدروسة آمنة للإستهلاك الآدمى مع ضرورة إزالة الأحشاء الداخلية للسمك لكثرة تركيز الملوثات بها مما يضر وصحة المستهلك مع الأخذ فى الاعتبار أن تركيز الملوثات فى السمك قد يزيد مع استمرارية وزيادة صرف المصارف فى البحيرة.

الدراسات المتعلقة بالمخزون السمكى :

من خلال تجميع إحصائيات الصيد خلال مواسم صيد الأسماك بالبحيرة من عام 1991 إلى عام 2005 فقد أشارت على أن معدل الصيد الكلى ببحيرة قارون تراوح ما بين 3037 طن كحد أقصى للمصيد أثناء عام 2005 إلى 444 طن كحد أدنى خلال عام 1998. هذا ويمثل مصيد أسماك البلطى الزيلى وهو النوع الأكثر شيوعاً فى المصيد تقريباً يليه البورى ثم الموسى، حيث بلغ مصيد أسماك البلطى حدها الأقصى أثناء عام 2005 وحد أنى بما يقد ب 238 طن أثناء عام 1994. طبقاً للتقارير السنوية التابعة للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية (GAFRD) فإن عدد مراكب صيد الأسماك بالبحيرة يبلغ 545 مركب صيد عام 2005، ومن حرف الصيد الشائعة ببحيرة قارون حرفة البوص، حرفة الدبة، حرفة الطراحه، حرفة الجوابى وحرفة الصيد اليدوى.

فى الدراسة الحالية معدل جهد صيد (CPUE)أسماك البلطى فى بحيرة قارون يكون قد حسب لكل مركب صيد خلال الفترة من 1991 إلى 2007 بالنسبة لمصيد أسماك سجلت أعلى قيمة وحدة مصيد لمراكب الصيد سجلت خلال موسم الصيد لعام 1991 (0.91 طن / مركب). عموماً هناك إتجاه متزايد فى معدلات جهد الصيد (CPUE) فى السنوات الأخيرة يعكس الإجهاد الكبير فى البحيرة.  أ

ويمكننا أن نلخص التحديات والمشاكل الرئيسية التى تعيق تطور بحيرة قارون كما يلى :

التلوث : بحيرة قارون تتعرض لكميات ضخمة من الملوثات من المصارف المختلفة والمصانع المختلفة التى تلقى بما فيه فى البحيرة دون معالجة مثل مصارف الوادى والبطس ويوسف الصديق وغيرها بما تحمله من ملوثات ومبيدات وغيرها.

جهد الصيد الزائد عن الحد المسموح به بما فيه من صيد لصغار الأسماك واستخدام سبل صيد غير شرعية كل هذا من القضايا البيئية الرئيسية التى تهدد النظام البيئى.

الوعى المنخفض لصيادى السمك حول القضايا البيئية وأهمية إتباع إجراءات وتعليمات هيئة الثروة السمكية.

ولزيادة وتحسين معدلات الإنتاج السنوى للأسماك فى بحيرة قارون يتطلب ما يلى :

الدراسة البيولوجية والديناميكية بجانب الدورة الإنتاجية للسمك التجارى بالبحيرة تعتبر خطوة هامة لوضع أسس عقلانية لطرق إدارة الثروات السمكية فى البحيرة.

إمداد البحيرة بمخزون كافى من صغار الأسماك والأمهات ذات جودة وذلك عن طريق إنشاء مفرخ بحرى على حدود البحيرة وإنشاء حضانات لرعاية هذه الزريعة قبل إطلاقها فى البحيرة.

زيادة إمكانيات الجهات الأمنية والرقابية فى البحيرة حتى يتسنى لها القيام بأعمال المتابعة الدورية والحد من خطورة الحرف المخالفة وغيرها.

العمل على تحجيم حجم شباك الصيد والتحكم فى أنواع الغزل المستخدم والمنع من سبل الصيد التى تعمل إضمحلال المصيد فى البحيرة مع توضيح العوامل الإقتصادية المؤثرة على المصيد.

متابعة نسبة الملوحة فى المواسم المختلفة على مستوى البحيرة.

الإصدارات الدورية للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية لتحسين نظم جمع إحصائيات الثروة السمكية.

الفحص الدورى لمياه الصرف الزراعى التى تصب فى البحيرة للعمل على التحكم فى نسب الملوثات الداخلة للبحيرة.

*** للإطلاع يرجى زيارة مكتبة الهيئة ***

إعداد : أيمن عشرى

إشراف : منى محمود

 

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,735,937

اخر إصدارات كتب المكتبة