إعداد : أ.د / صفوت كمال
أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية .
تمثل الأمراض البكتيرية والفطرية أحد اهم معوقات الإستزراع السمكي في المياه العذبة والشرب والماتلحة في مصر على السواء . وتمثل مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي المصدر الرئيسي لانتشار المسببات البكتيرية الضارية المختلفة في مياه المزارع السمكية , الأمر الذي لايقتصر فقط على المردود الإقتصادي السلبي لهذه الميكروبات على صحة الأسماك وانتاجيتها , بل يتعدى ذلك إلى تاثيرها الضار على صحة الإنسان المتعامل أو المستهلك للأسماك المستزرعة من هذه المياه الملوثة .
الأمراض البكتيرية
ميكروب الإيروموناس
- الإيروموناس هيدروفيلا (المسبب الأساسي لمرض التسمم الدموي الإيرمونوسي المتحرك ) .
- ميكروب الأيروموناس سوبريا (مسبب مساعد لمرض التسمم الدموي الأيرومونوسي المتحرك) .
- ميكروب الايروموناس كافي (مسبب مساعد لمرض التسمم الدموي الأيرومونوسي المتحرك) .
- ميكروب السودوموناس فلورسينس (المسبب الاساسي لمرض التسمم الدموي السودوموني).
- السودوموناس ايروجينوزا (ذو أهمية كبيرة بالنسبة إلى الصحة العامة لمستهلكي الاسماك المصابة ).
- الميكروب الايدوارسيللا الايدوارسيليلا تاردا ( أحد الميكروبات من مجموعة البكتريا المعوية) .
-الميكروب السبحي (الاستربتوكوكس) الاستربتوكوكس اينيوتمثل هذه الأنواع السابقة أهم وأخطر المسببات البكتيرية شيوعا بين أسماك المزارع السمكية في المياه العذبة . طريقة العدوى وكيفية حدوث أمراض التسمم الدموي البكتيري بالمسببات السابقة .
طريقة العدوى :
عن طريق الخدوش في الجلد أوالخياشيم .
كيفية حدوث العدوى:
تحدث العدوى غالبا في الأسماك التي تعاني الإجهاد في المزارع السمكية ولعل التكثيف في إعداد الاسماك المستزرعة في وحدة المياه أو النقل الزريعة لمسافات طويلة من أهم عوامل الإجهاد للأسماك. تكاثر الميكروبات السابقة في أمعاء الأسماك يصاحب بإفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة بسم الإنتيروتوكسين والذي يؤدي إلى إلتهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية.
مع تزايد التكاثر البكتيري في الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب إلى الدم ليفرز العديد من السموم لعل أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوكسين والتي تؤدي إلى التكسير الحاد في الخلايا الدم الحمراء والبيضاء على السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي تؤدي إلى العديد من الأعراض المرضية الخارجية والداخلية على السواء .
في الحالات المزمنة , يصل الميكروب المسبب للمرض إلى عضلات وجلد الأسماك مفرزا سما آخر يعرف بإسم الدرومونكروتوكسين والذي يؤدي إلى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة في اجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة .
الأعراض الظاهرية لأمراض التسمم الدموي البكتيري :
الطور فوق الحاد :
النفوق الحاد في الاسماك المصابة الذي يصل إلى نسبة 100% في الاسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الاسماك ) وحوالي 90-80 % من الاسماك اليافعة في أحواض التربية من دون ظهور اعراض خارجية مميزه نتيجة للصدمة الدموية من إرتفاع الحمل البكتيري ونسب السموم المفرزة منها في دماء الاسماك المصابة.
الطور الحاد :
النزيف الخارجي على الزعانف والاماكن المختلفة من جلد الاسماك المصابة, تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف في الاسماك المصابة, جحوظ العينين, الاستسقاء البطني, بروز الامعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الاسماك وخاصة المعدية عن طريق الفم.
الطور المزمن :
القرح السطحية والعميقة على جسم الاسماك المصابة ذات المكان المميز في بداية ظهورها في الاسماك المختلفة حيث منطقة الذيل في أسماك المبروك العادي, الظهر في أسماك البلطي النيلي والمنطقة الخلفية للراس في أسماك البوري , في حالة الإصابة بميكروب الإيدواردسيلا تاردا خاصة في أسماك القرموط , يظهر بعض الإنتفاخات على الجلد وتحتوي على غاز كبريتيد الهيدروجين ذي رائحة البيض الفاسد والذي يؤدي إلى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه في مياه الصرف الصحي .
طرق الوقاية والعلاج :
ينطبق القول الشائع بأن الوقاية خير من العلاج تماما كما ينطبق على أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب :
- إن العلاج غالبا مايتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك , مما يعني أن السموم البكتيرية التي تحدث تلف الانسجة في الاسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية .
- إن العلاج الكيميائي غالبا مايكون بإستخدام المضادات الحيوية واسعة المدى , ولكن التأثير العلاجي غالبا مايكون محدودا نظرا لأن المضاد الحيوي قاتل للبكتريا ولكنه لايؤثر على السموم البكتيرية المفرزة .
- إن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالبا ماتكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية وإن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوي المستخدم للأسماك يعني حدوث تأقلم مع الميكروب المسبب والمضاد الحيوي , مما يؤدي إلى حدوث عترات بكتيرية جديدة ممرضة لاتتأثر به .
مرض الكلومونارس ( columnaris ) :
ينتشر هذا المرض في كثير من المزارع السمكية في مصر ومسبب المرض هو ميكروب الفلكسبكتركلومنارس Flexibactercolumnaris وتتميز الأسماك المصابة بظهور شعيرات قطنية حول الفم والزعانف والذيل , وفي حالة أهمال التدخل العلاجي السريع تتحول الإصابة إلى قرح على الجلد وأماكن خالية من القشور وقد يتآكل الفك السفلي في الحالات المتاخرة . ويتم العلاج بعزل الأسماك المصابة وإستخدام المضادات الحيوية مثل الاوكسي تتراسيكلين مع الغذاء.
مرض الفيبريوزي (Vibriosis) :
ينتشر هذا المرض في كثير من مناطق العالم وخصوصا في الاسماك البحرية أو أسماك البحيرات وكذلك في اسماك الاحواض ويتميز بظهور بقع نزفية على جسم الاسماك المصابة واستسقاء البطن وجحوظ العينين ويتم معالجته بإضافة المضادات الحيوية .
الامراض الفطرية :
مرض السابرولوجينا ( Saprolegia) :
اصابة الاسماك بهذا الفطر يكون مصاحبا لتعرض الاسماك لضغوط كتغير درجة الحرارة كما في بداية فصل الربيع أو الخريف أو زيادة نسبة البقايا في الماء نتيجة لعدم العناية الصحية أو للكثرة العددية للأسماك في الاحواض . وتظهر الاصابة على شكل خيوط قطنية على السطح الخارجي ويصيب كذلك الانسجة الداخلية للأسماك مما يعرضها للنفوق . وهذا المرض يصيب الزريعة والبيض . وهذا يسبب هدر للثروة السمكية .
العلاج :
لابد من مراقبة الاحواض السمكية بإستمرار وتعزل الاسماك المصابة في احواض عزل نظيفة وذات تهوية جيدة وتعالج بإضافة ملح كلوريد الصوديوم 3 جرام / جالون ماء لمدة 24 ساعة أو برمنجانات بوتاسيوم 1% لمدة 20 دقيقة ويكرر العلاج إذا لم يحدث تحسن .
مرض تعفن الخياشيم Bronchiomyces) Gill rot) :
هذا المرض منتشر بكثرة في الكثير من المزارع السمكية التي لاتهتم بالعناية الصحية للاسماك , فتكون البيئة المائية غير صالحة للاستزراع وزيادة نسبة المواد العضوية وتعتبر الاصابة بالفطر ثانوية للبكتريا أو الطفيليات وتتميز الخياشيم المصابة بهذا الفطر باللون الرمادي المجهري ويكون موجودا في انسجة الخياشيم .
العلاج يجب مراعات العناية الصحية للاحواض السمكية وتوفير اعداد مناسبة لكل حوض مع تغيير المياه والتخلص من البقايا العضوية في الاحواض وقياس نسبة الاكسجين في الماء .
مرض الاكثيوفونوزس (Ichthyophonasis) :
مرض فطري يصيب كل أعضاء جسم السمكة المختلفة خاصة الغنية منها بالدم والعضلات ويظهر على شكل حويصلات بيضاء في الاعضاء المصابة وهو يصيب الأسماك البحرية ويظهر على شكل خشونة على جلد أسماك المياه العذبة المصابة بالمرض . قد لا تظهر عليها أعراض حتى النفوق وتظهر بصورة طبيعية لكن بعد النفوق ينمو الفطر في الأعضاء والعضلات مما يؤدي إلى اصابتها بتغيرات ويصبح لونها داكن . ووجود الحويصلات في العضلات يسبب لها ليونة مع رائحة كريهة وعند تعرضها لعضلات الاسماك السليمة تلوث عضلاتها بالملامسة .
لم يثبت حتى اليوم أن هذا المرض من الأمراض المشتركة وتجرى حتى الآن دراسات بهذا الشأن .
العلاج :
ينصح بإنهاء دورة المزرعة وإجراء طرق التطهير المتعارف عليها وعدم إستخدام الاسماك المصابة في تحضير علف الأسماك وإذا لزم الأمر تستخدم بعد البستره .
تم إعداده للنشر
د/ ابتهال جابر أحمد
ساحة النقاش