يختلف مفهوم السعادة من فرد لاخر تبعا لدرجة ثقافته او لمدى احتياجه او معاناته ، فمن معتقد ان السعادة في الغنى ومن معتقد بانها في القناعة والرضا ، فمن حرم المال وقدر عليه رزقه يرى ان سعادته ستتحقق بحصوله على المال ، كذلك من فقد الصحة والعافية يقينه ان سعادته في استرداد عافيته ورجوع صحته ، قس على ذلك من حرم نعمة من النعم وما يستتبعه ذلك الحرمان من الم يولد الشعور بعدم السعادة ، وتبعا لاختلاف تفسيرنا للسعادة تختلف مسالكنا للوصول اليها ، بل ربما يكون احدنا سعيدا ولا يدري فيضحي بسعادته المتاحة للحصول على سعادة مبهمة يظنها اكبر وأحق فيفرق شمل نفسه ولا يحصد الا التعب والشقاء .
تلك المقدمة الطويلة تسلط الضوء على دوافعنا لسلوك طريق بعينه نظنه مطيتنا لتحقيق السعادة
وفي سبيل ذلك ننسى ونتجاهل حقوق ذوينا او ربما حقوقنا تجاه انفسنا كمن ينشغل بالوسيلة عن تحقيق الغاية فنجهد ابداننا ولا يسعنا الاستمتاع بالسعادة رغم تحقيقنا لادواتها ، فقد اغتالت العمر السنون ونخر الشيب البدن ، كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى .
هذه يوميات .... مغترب ظن في يوم ان سعادته في تغير حاله ولو بالسفر والغربة ، لم تسعفه احوال بلده وضاقت عليه الارض بما رحبت فارتحل مع من ارتحل لايدري عن المستقبل شيء ، لم يكن همه جمع المال بل الخروج والخروج فقط من ضيق الواقع الى رحابة المستقبل وسعته ، لعله يجد فسحة من الزمن تشفي ما به من غصة لايشعر بها الا الفقراء ولا يتجرع الام سمها الزعاف الا من فقد المال والمعين ولو حاز واكتسب اسمى درجات الانسانية .
لكنه سافر وما رجع ، تاه في معترك الحياة فياليته ما سافر وما ارتحل لكنه البحث عن السعادة .
هذه يوميات .... أب ينظر الى ابنائه فيرى في اعينهم نظرة اليتم ، وذل الاستكانة والضعف ، معتقدا أن المال وحده هو ما سيؤمن لهم معيشة هانئة ، يقرر الا يهدأ له بال ولا يقر له حال حتى لو اضطر الى العمل صباح مساء ، فينسى دوره كمعلم ومربي وينشغل بالوسيلة عن الغاية فينحرف الابناء وينفرط عقد الاسرة ، فما نفع المال بعد ضياع العيال ، لكنه البحث عن السعادة .
هذه يوميات .... عاصي ، همه ملذاته ، حياة بهيمية صرفة لا مسئولية ولا حياء بل لامبالاة و اجتراء ، ظلم وفجور وهتك لكل مستور ، شهوة ساعة تورث ندما طويلا ، ساعة لا ينفع الندم ولا هم يستعتبون ، سعادة زائفة وسعي غير مشكور ، وخاتمة تعيسة كئيبة ، ولحظات احتضار تكشف فيها الحجب وتمر سنوات العمر بحلوها ومرها كانها شريط سينمائي يراه ببصر حديد ، رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت .. كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون .. الاية ، حسرة وندامة ... ولكنه البحث عن السعادة .
يوميات ويوميات في بحثنا عن السعادة في طرق مفتحة الابواب يلجها من اراد الولوج ويعرض عنها من خاف الفتنة وهاب الصعاب ، طرق بلا علامات ملأى باحجية ومتاهات ، ليس لها دلائل وارشادات ، ننسى خلالها حقيقة الوجود ، نبحث عن مجهول ونغفل عن حقيقة واقعة مفادها ، لا تؤجل سعادتك ، حققها بما تملك ، اذا كنت فقيرا لا تؤجل سعادتك لغناك واذا كنت تنتظر منصبا لا تؤجل سعادتك حتى تحصل عليه .
والى يوميات اخرى استودعكم الله ،،،
المصدر: شخصي
نشرت فى 13 نوفمبر 2009
بواسطة lance
عدد زيارات الموقع
44,863
ساحة النقاش