<!--<!--
يظل الانسان رهينا بقراراته متحملا لتبعاتها ومدركا لصعوبة اتخاذها لا سيما اذا تعلقت بغير نفسه كأمر من أمور العامة من تنظيم وسياسات ويزيد صعوبة القرار تعلقه بعقيدة الانسان وعرضه وشرفه خاصة لقرارات لا تتضح فيها المعطيات أو خالطها ولو نسبة ضئيلة من الشك والريب في صحتها او ما يترتب عليها من رد فعل وما تثيره من تحفظات ، لذا يلجأ البعض الى الاستعانة بتجارب الاخرين او الاستنتاج والمغامرة او حتى الى الحظ احيانا ،
كذلك فإن قرارا هو صحيح لا يخالطه خطأ فضلا عن قرار اختلف في صحته من زمن اناس كثيرون من ذوي العلم والمعرفة أصحيح هو ام غير ذلك ، إن قرارا كهذا ربما تكون تبعاته المستقبلية أو اثره على طائفة من الناس غير سار ، وقد يثير القلاقل والتخبط ، وربما اتخذ ذريعة لارساء نمط معين من انماط الحياة لا سيما في زمن الفتن والتشرذم ، كفيل بأن يعاد النظر فيه .
اقول هذا بمناسبة قرار فضيلة شيخ الازهر بمنع النقاب في المعاهد الازهرية بعد حادثته المثيرة مع الطالبة الازهرية .
حتى لو سلمنا بأن النقاب عادة ، فمنذ متى تمنع العادات بقوانين وقرارات تعسفية تذكرنا بحكم قراقوش فمنذ عهد النبوة لم يتجرأ أحد على الفتوى صراحة باعتبار النقاب عادة ومنعه من المصالح اللهم الا انت وصديقك الفرنسي ساركوزي .
الم يقر الاسلام عادات عربية اصيلة تحفظ للمجتمع تماسكه وعرضه ، ثم ماالضير ان تنتقب المرأة وما الفائدة ان كشفت وجهها .
ان تغير نمط سلوكي بسيط لا يعدوا ان يكون سلوكا عرضيا يستغرق سنين عديدة فما بالنا – بعادة – اصيلة تربى عليها اجيال عديدة ، حتى لصارت من علامات العفة والشرف .
ثم اين انت من هذا السفور الفج والاجتراء على الدين ومقدساته ، لم يتمعر وجهك ولم تنتفض تلك الانتفاضة ولم تغضب لدين الله تنتهك محارمه عيانا بيانا ويسب رسوله على مراى ومسمع منك حتى لصار النيل من الدين وثوابته – عادة – او لعلها عبادة عند ناقصي الشرف وعديمي الضمير ولم تحرك ساكن او تأمر تابعيك بحياكة قوانين رادعة حفاظا على المجتمع وسلامته على غرار ذلك القرار .
ايلام المبالغ في عفته ؟ حتى ولو تعودا ويهان ويذدرى وتقرر له القرارات ويطلق للداعرين ومحبي الفاحشة والعري الحبل على الغارب دون ان تتجه اليهم ولو باللوم والتوبيخ او بالاشارة كلمات قليلات ناهيك عن قرارات حازمة
لا شك اننا لا نعيش بفردنا في هذا العالم وان ما يحدث عندنا – بفضل تكنولوجيا الاتصالات المتسارعة – لا يخفى على احد
ثم الم تسمع بما يعانيه اخواننا المقيمين بالغرب من تلك الهجمة الضارية نحو اسلامهم وعفتهم ، لقد كشفت بقرارك هذا عورات اخواننا المقيمين بالغرب وجعلت للكافرين على المؤمنين سبيلا فهاهو كبيرهم الذي يعلمهم يقول لهم ان ما انتم عليه باطل لا علاقة له بتدينكم وما اسرع ان ينطبق ذلك على حجابكم ، فهاهي خمس دول اوربية تبارك قرارك كما باركت انت من قبل قرارتهم بمنع الحجاب .
قد يكون القرار صحيحا فقهيا – رغم اقوال العلماء- تلك ليست المشكلة انما المشكلة في تبعاته وفي توقيته وفي المترتب عليه وما سيبنيه المبطلون والمرجفون من ورائه .
لقد كانت الحكمة ان تتريث وتنظر الى قضايا اكثر خطورة تنخر في جسد المجتمع وتؤرقه افرادا وجماعات لا أن تزيد الجرح ألما والخرق اتساعاً .
ولكن ....
" إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين ..." الاية
ساحة النقاش