ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. اما بعد ها هو العيد قد حل علينا ببركاته ليكمل سعادتنا وفرحتنا باتمام عبادة عظيمة من اجل واعظم ما يتقرب به العبد الى ربه الا وهي الصوم . فالحمد لله الذي وفقنا لصيام نهار رمضان وقيام ليله ، فهي نعمة ربما حرم الله كثيرا من الناس التمتع بها ممن ابتلاهم الله باسباب حالت بينهم وبين الصوم . وانه لمعنى عظيم واشارة بليغة ان يسن لنا صلاة العيد في يوم هو من ايام الفرح والبهجة حتى لا ينسى أحدنا او تنسيه الدنيا ببريقها واستبرقها او بمنغصاتها ومكدراتها اننا امة مسئولة وجدت لتكمل اهم دور في ادوار البشرية جميعا . امة مجاهدة تعرف للعمل مكانته ، لم تخلق عبثا ولم يقدر لها الوجود لتقضي ساعات عمرها في اللهو واللعب – وان اجتهد الكثيرون في ذلك حتى لكادوا ينجحون – فها هو عيدكم لا يخلو من احساس بالمسئولية ، سنة زائدة تبدأ بها يوم عيدك ، فما بالكم بأيام جدكم وعملكم . وانظروا معي الى المواضع التي احل الله فيها اللعب ، انها جميعا تحمل معنى العمل الالفة والتمتع المباح وان كانت في ظاهرها مجرد لهو ، فتأديبك فرسك او ملاعبتك اهلك حتى رميك بقوسك او نبلك هي في حقيقتها مكملات للسعادة تستريح بها النفس وتزيل بها غواشي الملل والانبطاح . فما اسهل الخطيئة بل ما احبها الى النفس اذا ارتمت في احضان الهوى وعانقت دعاة الضلال ، وما اسهل ان يعيش الانسان يومه كما تعيش الانعام بين الاكل والشرب والتمتع حلاله وحرامه ، وهي امور كلها مبعثها من اللهو واللعب . لكن الصعب على النفس هو مجاهدتها وحثها على فعل الطاعات والارتقاء بها الى الغاية المقصودة من وجودها . ولنتسائل ماذا كان سيؤل اليه حالنا اذا ما قعد اجدادنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وركنوا الى الدنيا واكتفوا بالتمتع بما احل الله لهم . لكنهم علموا حقيقة وجودهم وسبروا اغوار نفوسهم ، فآثروا الاخرة الباقية على دنيا فانية وعارية مستردة ، فساروا في الارض دعاة الى الله ، فكان بسببهم ان وصل الينا الاسلام غضا كما فرضه الله . فهنيئا لنا صومنا وهنيئا لنا عيدنا على منهج ربنا وسنة حبيبنا وسبيل سلفنا . أبو عبد الرحمن .....