ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
انا البحر في احشائه الدر كامن ,,,,,,,,,,,,, فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
في الوقت الذي تتجه في كثير من الدول بمؤسساتها العلمية والاجتماعية نحو المحافظة على اهم شكل من اشكال هويتها بل جوهرها وهو اللغة ، تصير لغتنا العربية بيننا غريبة وغير مرغوب فيها ، فهذا فرنسي نسبة الى لغته الفرنسية وهذا ايطالي نظرا للغته الايطالية وهكذا ، ولغتنا العربية والتي لا تتم عباداتنا الا باتقانها صارت ولا ابالغ في نظر الكثيرين عيبا او دليلا على التاخر والرجعية يُتوارى منه ايُمسك على هون ام يُدس في التراب ، صرنا مع الاسف معول هدم لها ، فتجد كثيرا من الشباب يحلو له وبغير مناسبة ان يقحم بعض الكلمات الاجنبية في معرض حديثه اما ليثبت انه عارف بها او لان ذلك صار دليلا على الحداثة و( الروشنة ) كما يقولون ، بينما يستطيع وبسهولة التعبير عن مراده اكثر سلاسة واقناعا بلغته العربية
والحق اقول اننا نتحمل الجزء الاكبر من تلك المشكلة سواء على مستوى الفرد العادي او مؤسسات الدولة ولا سيما جهازها المؤثر واعني به الاعلام فانظر مثلا الى صورة معلم اللغة العربية في الاعمال الدرامية الجادة منها والهزلية – فضلا عن صورة رجل الدين- فهو متزمت يلبس الجلباب ويحمل تحت ابطه كما من الكراسات ، درويش من الدراويش وفي افضل الحالات هو مبروك ابو العلمين حمودة بملابسه المضحكة ودراجته التى عفى عليها الزمن ذلك الصعلوك مرتاد الحانات وتابع الراقصات والغواني من يسخر منه تلامذته ..
ولغتنا العربية والتي هي لغة القران الكريم تعهد الله بحفظها حين تعهد بحفظ كتابه المجيد في قوله عز من قائل ( إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) ، لا تحتاج لمثلي ليبرز تفردها وريادتها ، فاي لغة غير العربية لها علامات كالضمة والكسرة تغير معنى الكلمات بتغير مواضعها واي لغة هي في ذاتها معجزة يتحدى بها صانعها ان ياتي احد بمثلها ، انها لغة القران ولغة اهل الجنة لغة تعقل بها ما استوعاه كتاب الله من الحكمة وما استودعه من الايات وتفهم بها عن النبي اثاره وسننه .
ولأثبت لكم
( أنَّ الولدُ كريم ٍ ) ، ( أنَّ الولد َ كريمٌ )
فالجملتان صحيحتان في بنائهما ومختلفتان تماما في معناهما مع ان لهما نفس الكلمات ولكن مع اختلاف علامات اعرابهما
اتمنى ان نصل جميعا الى قناعة تامة بان لغتنا جميلة هي عزنا وفخرنا وسبب عروبتنا
واليكم رائعة حافظ ابراهيم عن اللغة العربية
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي
رجلا وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني
ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعة
وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلها بالمعجزات تفننا
فيا ليتكم تأتون بالكلمات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب
ينادي بؤدي في ربيع حياتي
ولو تزجون الطير يوما علمتم
بما تحته من عثرة وشتات
سقى الله في بطن الجزيرة أعظما
يعز عليها أن تلين قناتي
حفظن ودادي في البلى وحفظته
لهن بقلب دائم الحسرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق
حياء بتلك الأعظم النخرات
أرى كل يوم في الجرائد مزلقا
من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجة
فأعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم
إلى لغة لم تتصل برواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضمن سبعين رقعة
مشكلة الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل
بسطت ؤجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبن في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده
ممات لعمري لم يقس بمماتِ
ابو عبد الرحمن .....
ساحة النقاش