قـــد أفــلـح مـــن زكــاهـــــــــــــا

ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم



اما بعد


ترتفع مكانة النفس البشرية في مقابل الجسد عند حديثنا عن الانسان بمكوناته الثلاث ، العقل والبدن والروح وتسموا فيسموا معها الانسان ببدنه وعقله ، وتنحط وتدنوا فيدنوا بها ومعها الانسان ، فيضل عقله ويفسد بدنه ،
ولتزكية النفس اكبر الاثر في صلاح الانسان وتفضيله عن سائر المخلوقات ، بما وعته ووسعته من شرع الله ومنهجه ، اخذة بيد البدن والعقل كليهما الى مسالك الصلاح والتقوى ،
والتوازن بين هذه العناصر ضروري لحياة الانسان حياة قويمة لا يعتريها العور ولا يخالطها الافراط او التفريط او تكليف النفس او البدن والعقل فوق قدراتهم ،
وعني الاسلام بتزكية النفس عناية بالغة وتطهير القلوب من امراضها مما يكدر عليها صفوها من ادران كالشرك والرياء والانكباب على الشهوات ، المباح منها وغير المباح ، فأوجد لتلك الامراض حلولا يستطيع المرء معها ان تزكوا بها نفسه ، فحث على المراقبة والتقوى درأ للرياء ومغالبة للشرك ، واباح امورا يقضي بها الانسان شهواته في غير معصية كالزواج وغيره من سبل الاستمتاع كالطعام والشراب ،
وبين النهي والامر والاجتناب والاتيان يستطيع الانسان ان يعمل على تزكية نفسه ، والسمو بها ، اذا ما امتزج العمل بنية صادقة واخلاص لا تتحول معه الطاعات الى مجرد افعال وحركات تخلوا من الروح او الحياة .
ومن اعظم ما يستعان به على تزكية النفس وصلاحها هو الورع عن محارم الله ، مخافة وتقوى له سبحانه ، فالمرء قد يفعل في سره ما لا يفعله في علانيته ، فينقض اهم سبب من اسباب صلاح النفس وزكاتها وهو الاحسان
تلكم الرتبة الفريدة والدرجة العالية والتي لا يتحصل عليها اي انسان ،
والنفوس ثلاثة ، مطمئنة ، سكنت واطمأنت بما استودعه الله بها من يقين وايمان ، لا تهزها رياح الفتن ولا عواصف الابتلاءات ، فقد زكت ، وما وصلت الى طمأنينتها الا بزكاتها ونقاء سريرتها .
ونفس لوامة ، تلوم صاحبها دائما على ما قصر او على ما فعل ، تارة تزكوا وتارة تركس في غيابات الفتن والاهواء
ونفس اخرى أمارة ، تأمر صاحبها بالمعصية واتباع الشهوات ، لا تدرأها الزواجر ، اعوجت فطرتها ، ومالت مع هواها فاضلها الله وختم على قلب صاحبها وبصره ، فلا يزدجر ولا يرعوي
وفطن الى ذلك سلفنا الصلح نهجا عن سيد الخلق اجمعين فحرصوا على تزكية نفوسهم وتربيتها وتعويدها الطاعة ومجاهدة المعاصي ، ولهم في ذلك قصص وعلامات
وامراض النفوس وعلاجاتها من الموضوعات التي تهمنا جميعا ولا ينشغل عنها الا صاحب قلب لاه وعقل مغيب
لذلك اود لو يتشارك معنا الاخوة في ابداء اراءهم حول امراض النفوس وعلاجاتها في ردودهم الى ان يقدم لنا احد الاخوة موضوعا جديدا الاسبوع القادم بإذن الله تعالى ،،،،


ونفسك فز بها ان خفت ضيماً وخل الدار تنعي من بناها
فانك واجد ارضاً بارض ونفسك لم تجد نفساً سواهــا
عجبت لمن يعيش بدار ذل وارض الله واسعة فلاهـــا


فاللهم آت نفوسنا تقواهها وزكها أنت خير من زكاها ، انت وليها ومولاها


واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

أبو عبد الرحمن .....


  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 245 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2009 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,863