ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


أما بعد ،،،



يخلط كثير من الناس بين حياة الداعية كانسان له همومه وحاجاته التي يستوي بها مع غيره من البشر، وبين وظيفته كداعية ، سواء اكانت وظيفة رسمية كلفته بها الدولة او وهبه الله علما يدعوا به ، فصار بما شرفه الله به من الدعاة ، فمن الناس من يعتبر الداعية رمزا وصورة للمثالية والالتزام ، فيحيطه بهالة من التقديس والتقدير وكأنه معصوم من الخطأ والذلل ، فإذا ما اقترف ذلكم الداعية خطأ ما ، وهو ما ليس بمستغرب ولا ببعيد بل هو االطبيعي والبديهي ، حيث يستوي هو والبشر جميعا في ذلك فكل بن ادم خطاء ، كما يقول الحديث الشريف .
اهتزت ليست صورة ذلك الداعية فقط في اعينهم ، بل تعدى ذلك لينال من كل الدعاة بل لينال من الدعوة ذاتها ، والمسئولية في ذلك مشتركة فلا يلام الداعية وحده بل يلام معه صاحب الفهم الخاطيء ،
وهنا نهيب بالدعاة ان ينتبهوا لذلك ، ويعلموا انهم قدوة يستن الشباب بهم ، فكم ممن خاب رجاؤهم في قدوتهم مال فما نفعت معهم العلاجات كغصن لين نما اعوجا لا رجاء في اعتداله الا بكسره ،
ومما يزيد من ذلك الفهم الخاطيء ، ويعرض شخصية الداعية لا عمله وعلمه للمراقبة والنقد ، تلك الهوة السحيقة بين الدعاة والناس ، اعني عدم اندماج الدعاة في المجتمع وانحصارهم على انفسهم ، وفي احسن الاحوال المشاركة في مناسبات الزواج او العزاء ، او تنظيم مهرجانات ومباريات دعوية كما تفعل بعض الجماعات ، واذا ما كان الداعية جزءا من مجتمعه اذا يجرى عليه ما يجري على بقية المجتمع من المشاركة والاختلاط ، وهو من السهل على الداعية ان يفعله ، فغالبا ما يقول لك احدهم انه يحس في ذلك الداعية انفة او غرورا او ما شابه ذلك من الاحاسيس الناجمة عن انعزال الداعية عن مجتمعه وقلة مشاركته لافراده وتفاعله معهم ، فإذا ما خالطه وتعامل معه وجده على النقيض من ذلك ، وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم تقف عند الجانب القولي منها وانما كانت ايضا سنة فعلية ، منهجا لتعاملات الرسول مع المجتمع ، فكانت عبادات ومعاملات ، حقوق وواجبات ، افعال وردود افعال ، فهو صلى الله عليه وسلم بشر بعث الى بشر والا لانزل الله ملكاً رسولا .
ولو لم يكن للقرب من الناس من فائدة غير المودة والالفة ومحو ذلك الاعتقاد الخاطيء لكفى ، ولكن الداعية الفطن ، الصادق في نيته يتلمس مواطن الدعوة وتجمعات الناس ، فرب اشارة او ايمائة بسيطة منه وهو حاضر بين الناس تقدم للدعوة ما تقدمه عشرات الخطب والمواعظ ، اليس في معنى الصحبة معنى للتلازم والارتباط ، فكثيرا ما يذكر صلى الله عليه وسلم الا ويذكر صحابته .
وذلك التقارب وتلكم الصحبة تعفى الداعية من الوقوع في الرياء او مراقبة غير الله ، خشية ان تقع عليه الانظار وهو على حال لا يحب ان يراه فيها احد ، فيجاهد نفسه ويجهدها بغير مراقبة الله ، اما اذا اندمج في المجتمع ، واخذ واعطى ، كان من اليسير ان يتقبل الناس اخطائه وسقطاته .
وفاقد النور كيف يستنير به غيره .... ومتى يستقيم الظل والعود أعوج
فاللهم اجبر كسرنا واستر عيوبنا واختم بالصالحات اعمالنا وتوفنا وانت راض عنا

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


أبو عبد الرحمن .....


  • Currently 89/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2009 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,157