ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


ان تحقيق مراد الله من العباد يحتاج الى مؤمن قوي لا عالة على المجتمعات وذلك يستدعي مزيدا من العمل والاجتهاد ، ففي ازهى فترات التاريخ الاسلامي تجد حرص الاسلام ودعاته على العمل ، وفق منهج الله وفطرته بعيدا عن التصوف او الرهبانية والانقطاع الى العبادة ، بعيدا ايضا عن الاتكالية والتملق ، وانظر الى الاسلام ومناسكه بل وشرائعه جميعا فهي في ذاتها عنوان للنشاط والعمل والامثلة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ، انها منهجية الاسلام في الموائمة بين كونه نسك في ذاته وكونه اسلوب حياة ، قبلة واحدة وطرقات شتى ، فحينما يقول الرسول الكريم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امريء ما نوى ، فقد مهد الطريق صلوات الله وسلامه عليه لكل انسان ان يكون داعية حتى ولو في عمله ، يستوي في ذلك من فقه العلم ومن لم يفقهه ، فالموظف يقضي حاجات الناس هو داعية وكذلك كل صاحب مهنة يتقنها فلا نحتاج لاحد خارج مجتمعنا الاسلامي هو داعية

فاذا قرنت عملك بنية خالصة لله كان ذلك العمل عبادة وطاعة
بل اعظم الطاعات ، فكم تكون سعادتك وانت تقضي حوائج الناس وما مدى ما تشعر به وانت تخفف عنهم الامهم ، تشاركهم افراحهم وتشاطرهم اطراحهم ، بما لا يتعارض مع اعراف الدين وضروراته .

ان المسلم لبنة من لبنات المجتمع لا ينسلخ عنه فلا ينقطع الى العبادة ولا يستغرق في العمل ، بل خليط من الاثنين .
ان عظمة الاسلام في انه دين حياة بمنهجه وعلى شريعته

" اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فان استطاع الا يقوم قبل ان يغرسها فليغرسها "
"مالي وللدنيا وانما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "

هكذا الاسلام ، عمل كانما ليس هناك موت، وعبادة كانها اخر لحظات الحياة


وحين استخلف الله الانسان في الارض لعقله وعلمه عن سائر المخلوقات ، وما يحمله معنى الاستخلاف من عمارة للارض ومحافظة على الذرية واكثارها وما يستدعيه من سعي و مجاهدة في طلب الرزق ، ولاننا جميعا بشرا نخطيء ونصيب ، نحتكم الى عقولنا تارة وتحكمنا غرائزنا وشهواتنا تارات اخرى
فكان لابد من دستور ينظم لنا حياتنا المادية والدينية فكانت شرائع الله الواحدة تلو الاخرى ، تدعو جميعا الى عقيدة واحدة وهي توحيد الله بالالوهية وتفرده بالعبادة دون شريك او ولد ولكن لكلٍِِ شرعة ومنهاجا الى ان ختمت باعظمها شرعة واقومها منهاجا وهو الاسلام
وديننا وسط بين الاديان جميعا بعيدا عن الافراط او التفريط ، بعيدا عن المغالاة والتطرف ، فلا رهبانية في الاسلام يقول الله تعالى ( وكذلك جعلناكم امة وسطا ) ويقول
(ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط.... )

والوسطية بما تحمله من عدل ومساواة هي السمة الغالبة على تعاليم الاسلام وسماحته فما خُير صلى الله عليه وسلم بين شيئين الا اختار ايسرهما


وانظر الى الثلاثة الذين ذهبوا الى بيوت ازواج النبي يسالون عن عبادته فلما اخبروا عنها كانهم تقالوها وقالوا اين نحن من رسول الله وقد غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تاخر ساعتها ارشدهم الرسول الى التوازن والوسطية فهو اعبدهم لله واتقاهم له ومع ذلك فهو يصوم ويفطر ويقوم وينام ويتزوج النساء

انظروا الى قول رسول الله في ابي بكر اكثر المؤمنين بعده فهما للدين وتطبيقا لمنهجه قولا وفعلا "والله مافضل ابو بكر بفضل صوم او صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه"
انه الايمان اذا خالطت بشاشته القلوب وأنى لنا الايمان بغير منهج الله وشريعته !

فربما اتى من هو على غير دين الاسلام باعمال صالحة كالجبال وانما على غير منهج الله فهي كسراب بقيعة يحسبه الظمـآن ماء او كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، لا يناله منها الا حظه في الدنيا من الشكر والثناء


انه منهج الله يجعل الحليم شديدا اذا استدعى الايمان ذلك ، كما فعل ابو بكر ايام الرده ، ويصير به الشديد رحيما لينا ولنا في الفاروق اسوة وعظة .


هكذا الاسلام سماحة في غير مذلة ، قوة بلا بطش ، رحمة تصحبها حكمة ، انس بالماضي وتطلع الى المستقبل ، زهد وتفان ، عمل وعبادة

زيادة القول تحكي النقص في العمل ..... ومنطق المرء قد يهديه للذلل ،،،




وفقنا الله لما يحب ويرضى

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،،




ابو عبد الرحمن .....

  • Currently 83/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2009 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,111