ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلاهادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

اما بعد

قد يطيب لاحدنا التندر بما قد يفعله لو عاد به الزمان الى الوراء فيصحح اخطائه ويرسم لنفسه مستقبلا اكثر اشراقا وحياة ملؤها السعادة والامل ، او يسرف على نفسه في احلامه وتطلعاته فيهيم على وجهه متمسكا بالاماني الكاذبة كمن ينتظر السماء لتمطر عليه الذهب والفضة ، فيعيش حائرا قلقا مترددا خائفا وجلا يقضي على حاضره ويفوت على نفسه فرص النجاح ويضيع ساعات عمره متحسرا على ايامه الخاليه دونما عمل لمستقبله وحياته .

وهنا تظهر الحاجة الى فضيلة عظيمة وخصلة حميدة من خصال الصالحين تأخذ بيد صاحبها الى الطمأنينة والسكينة والثقة في النفس وتبعده عن طريق الحسد والحقد ، تلكم هي فضيلة الرضا وما اعظمها من فضيلة واجلها من سمت لا يصل اليها الا ذوي النفوس الزاكية والقلوب النقية والعقول الرشيدة .

تسليما بقدر الله واستسلاما لارادته ، ترفعا عن الدنايا وسموا بالذات ، حبا للناس وحبا للخير لهم ، وزهدا بما في ايديهم وبعدا عن التملق لغير الله  ، صبرا جلدا ، وفي مقابله طمع فيما عند الله واستكثار لمرضاته وطلب لقربه ونهم لطلب العلم .

ان الانسان الذكي هو الذي يرنو بنظره بعيدا الى حياة ابدية لا شقاء فيها فمهما حرم من النعم ومهما اصابته من ابتلاءات ومهما حرمته الدنيا من متاعها وزخرفها لا يسخط ولا يعترض على قضاء الله وقدره وانما يرضى ويصبر ويحتسب ، عالما بان متاع الدنيا وان كثر وتعدد في نظر الناس وفي ايديهم فهو قليل اذا ما قورن بما اعده الله من نعيم ومتاع للصالحين من عباده .

وما يحسبه الناس بائسا او فقيرا او محروما بينما امتلأ قلبه رضا وحبا لله فهو السعيد الهانيء مطمئن النفس ساكن الفؤاد

والدنيا مهما طال البقاء بها فهي زائلة ومهما زاد نعيمها فلابد له من منغصات ومكدرات ، وانما السعادة والشقاء في الاخرة .

ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها ....   

فاللهم ارضنا وارض عنا والى غيرك لا تكلنا ومن شرور خلقك يا رب سلمنا

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،،،،

ابو عبد الرحمن .....