ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

أما بعد


في الوقت الذي يصحو فيه العالم على تجربة كوريا النووية تتصدر عناوين صحفنا وقنواتنا اخبار هيفا ونانسي – والحق اقول انه لا عتب عليهما – وسالت نفسي اول ما وقع نظري على خبر تلك التجربة من كوريا بالذات ، لعلمي بمدى ما تعانيه من فقر ومعاناة جعلاها في قائمة الدول الاكثر احتياجا اقتصاديا ومع ذلك تتحدى العالم بما تملكه من ارادة ومثابرة بغض النظر عن الوضع الاقتصادي او السياسي بها ، وكان سؤالي ! أن ما وصلنا اليه من تخلف عن ركب المتقدمين وتراجع لمكانتنا حتى بين اشقائنا العرب هو بفعل فاعل و بتخطيط مسبق او اننا عاجزون ، بنقص مواهبنا وقصور عقولنا وضعف همتنا وذاتنا عن اللحاق بذلك الركب - وهو ما يتنافى وتاريخنا - أم الاثنين معا ؟ .
نلقي باللائمة على من ؟ على حكام في بروج مشيدة ينظرون الى رعيتهم من شرفهم العالية لا هم لهم الا تمكين انفسهم وذويهم في السلطة ، استخفوا بقومهم فاستخف بهم القريب والبعيد ، والادهى سكوتنا ورضانا بل وتمجيدنا لهم احياءا وامواتا ، ام هو الغرب بمؤامراته وعداواته القديمة كما يحلوا لبعضنا ان يتصور، ام تلك اللامبالة والانهزامية وضعف الهمة واستصغار النفس والياس ، الجاثمة على صدور الناس ،
قل لي بالله عليك ، عندما يضيع الامانة اولى الناس بحفظها ويعلوا صوت الباطل فلا يرده راد ولا تجد للحق معينا وناصرا وتصير الاخلاق دربا من الماضي وعودة الى الرجعية والتخلف ، عندما يتسول الشرفاء لقمة العيش بينما تتسع موائد اللئام لكل افاك متسلق .
ماذا تنتظر !! ؟
لقد احتار المتنبي من قبلي حين قال
ولم أرى في عيوب الناس عيبا = كنقص القادرين على التمام
نعم والله ، اي عيب هذا حين تستطيع ان تسموا بنفسك ولا تفعل ، حين تملك اسباب التمكين وتترك نفسك عالة لا قيمة لك تتقاذفك الناس ، لا وزن ولا هيبة لك ، سفلت همتك وعلت اهواؤك ، رضيت بالواقع واستعذبت الهوان .

اننا نحتاج الى وقفة مع النفس ، نعيد فيها صياغة حياتنا من جديد ، نضع ايدينا على الداء لعلنا نجد دواءا لهذه الموبقات ، وهو ما سيكون عنوانا لموضوع اخر ان كان في العمر بقية .
وفقنا الله لما يحب ويرضى واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،،