ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
اما بعد
يذخر تاريخنا العربي بالامثال والحكم عرف لبعضها اصل والاخر يتداوله الناس دون معرفة باصل المثل او قائله ومن هذه الامثال نقلت لكم بعضا مما عرف اصله والموقف الذي قيلت فيه
1 – رجع بخفي حنين
معظمنا سمع عن خُفَّيْ حُنَيْن، فيُقال لمن لم يفز بشيء، ورجع بالخيبة والإخفاق، بأنه عاد بخفي حنين؛ فما هو أصل هذا المثل..؟!
يُقال: إنه كان يوجد ببلاد "الحيرة" إسكافي شهير اسمه "حنين".. ذات يوم دخل أعرابي إلى دكانه ليشترى خفين، وأخذ الأعرابي يساوم "حنينا" مساومة شديدة، ويغلظ له فى القول؛ حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي؛ فاغتاظ الأعرابي، وسبّ "حنينا" سبًّا فاحشًا، ثم تركه وانصرف!!
صمم حنين على الانتقام من الأعرابي؛ فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريق مختصر، وألقى أحد الخفين فى الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر، واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي..
فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض؛ فأمسكه، وقال لنفسه: "ما أشبه هذا الخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حنين، ولو كان معه الخف الآخر لأخذتهما.. لكن هذا وحده لا نفع فيه".
ثم رماه على الأرض ومضى في طريقه، فعثر على الخف الآخر؛ فندم لأنه لم يأخذ الأول، وعاد ليأخذه، وترك راحلته بلا حارس؛ فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذها بما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، فرجع إلى قومه.
ولما سألوه:بماذاعدت من سفرك؟
أجاب: عدت بخفي حنين..!!
2 - جنت على اهلها براقش
كان لقوم كلبه تدعى براقش وذات ليلة جاء أعداء لهم يبحثون عنهم في الظلام فلم يهتدوا اليهم فيئسوا وهموا بالرجوع فلما أحست بهم الكلبه نبحت عليهم فعرفوا من نباحها مكان القوم فهاجموهم وقضوا عليهم وعلى كلبتهم فقيل جنت على اهلها براقش
3 - قطعت جهيزة قول كل خطيب:
قتل رجل رجلا من قبيلة أخرى فاجتمع زعماء ووجهاء القبيلتين للتشاور فيما بينهم من أجل الصلح ومنع الثأر وقف الخطباء يحثون أهل القتيل على قبول الدية حقنا لدماء ومنعا للشر وبينما هم كذلك دخلت فتاة تدعى" جهيزة" فقالت: ان اولياء المقتول قد ظفروا بالقاتل وقتلوه عندها سكت الخطباء وقالوا: قطعت جهيزة قول كل خطيب
4 - عند جهينة الخبر اليقين:
ترافق قاطعا طريق هما الحصين بن عمرو والأخنس الجهني فوجدا في طريقهما رجلا فسلباه ما معه فقال لهما: أتردون لي ما أخذتماه وأدلكما على رجل معه مال كثير ? فقالا نعم فدلاهما على رجل جالسا تحت شجرة وأمامه طعام وشراب فدعاهما للأكل معه وبعد برهة قتل الحصين ذاك الرجل فغضب جهينه لقتله وقال: ويحك أقتلت رجلا أكلنا من طعامه وشربنا من شرابه فاستل سيفه وقتل الحصين ثم استولى على المال وعاد الى قومه فوجد في طريقه امرأة تسأل عن الحصين فقال لها: أنا قتلته فقالت: خسئت ما مثلك من يقتله فانصرف وهو ينشد قائلا:
تسائل عن الحصين كل ركب وعند جهينه الخبر اليقين
5 - سبق السيف العذل ( العذل بمعنى اللوم )
يقال سبق السيف العذل أي بمعنى ان الأمر فات وانقضى وما ينفع اللوم
يحكى ان رجلا ذبح شاة وغطاها حتى لا يراها احد وكان الدم يسيل منها و معه غلام له ، اراد ذلك الرجل ان يختبر اصحابه وولاءهم له وحسن تصرفهم ، فأخبرهم بانه قتل رجلا وهذه جثته ، فقال له احدهم مستعجلا هل راك احد غير هذا الغلام فقال الرجل لا
فاستل الصديق سيفه وقطع رقبة الغلام فاخذ الرجل يلوم صاحبه مخبرا اياه بانها شاة وليست قتيل وانه فعل ذلك ليختبر ولائهم له فقال له الصديق سبق السيف العزل !!! ومثله قولهم ( فات ما ذبح )
وله مصدر اخر ارتبط مع مقولة ( الحديث ذو شجون ) وهو
أن اول من قال هذا المثل ضَبَّة بن ادّ ابن طابخة بن الياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لاحدهما سَعْد وللاخر سعيد، فنقرت ابل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بُرْدَانِ فساله الحارث اياهما، فابى عليه، فقتله واخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة اذا امسى فراى تحت الليل سَوَادا قال: اسَعْد ام سعيد؟ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك ما شاء الله ان يمكث، ثم انه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب وراى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له: هل انت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسالتهُ اياهما فابى علي فقتلته واخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم، فقال: فاعْطِنِيه انظر اليه فاني اظنه صارما، فاعطاه الحارث سيفه، فلما اخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال: الحديثُ ذو شجون، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له: يا ضبة افي الشهر الحرام؟ فقال: سَبَقَ السيف العذل.
6 - ألا اني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
عاش.في قديم الزمان ثلاثة ثيران ألوانها أسود وأبيض وأحمر كان يعيش معهما في هذه الغابة أسد لايقدر على افتراس هذه الثيران الثلاثة معا ففكر الأسد ذات يوم في حيلة كي يتغلب على هذه الثيران
فقال للثورين الأحمر والأسود: ان الثور الأبيض.وجوده خطر علينا لأن لونه الأبيض يدل الصيادين علينا أما أنا وأنتما فلوني لونكما فلو تركتماني اكله لصفت لنا الغابة فقالا: دونك فكله فأكله ثم مضت الايام وجاء الأسد الى الثور أحمر وقال له:.ان لوني كلونك فدعني اكل الثور الأسود لتصفو لي ولك الغابة فقال: دونك كله فأكله ولم يبق في الغابة سوى الأسد والثور الأحمر فجاءه الأسد
وقال له: ساكلك لا محالة فقال: دعني أنادي ثلاثا فقال الأسد: افعل فنادى الثور بأعلى صوته: ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
7 - لكل ساقطة لاقطة
قال الأصمعي وغيره : الساقطة الكلمة يسقط بها الإنسان أي لكل كلمة يخطئ فيها الإنسان من يتحفظها فيحملها عنه وأدخل الهاء في " اللاقطة " إرادة المبالغة وقيل : أدخلت لازدواج الكلام
يضرب في التحفظ عند النطق . وقال ثعلب : يعنى لكل قذر فدر ( الفدر - بفتح الفاء وكسر الدال المهملة بزنة كتف - الأحمق . )
وقيل : أراد لكل كلمة ساقطة أذن لاقطه لأن أداة لقط الكلام الأذن
8 – اختلط الحابل بالنابل
اصل هذا المثل هو ان الراعي بعد موسم عشار الماعز يعرب القطيع اي يفصل بين انواعه ، فيجعل المعاشير وهي الماعز غزيرة اللبن على حده وتسمى حابل ، وغير المعاشير على حدة وتسمى نابل ، فيحتفظ بالمعاشير لتدر عليه ارباحا وفيرة ويبيع غير المعاشير ، ويحدث في كثير من الاحيان ان تختلط المعاشير مع غير المعاشير فيستاء الراعي
ومنها يقول اختلط الحابل بالنابل
9 - وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ
رافق شن هذا اعرابيا في سفره بحثا عن زوجة تتمتع بالعقل الراجح و بالمعرفة ، وبينما هما في طريقهما قَالَ له شَنٌّ: أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ؟ فَقَالَ له الرجل: ياجاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكتَ وعنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد، فَقَالَ شَنٌّ: أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ؟ فَقَالَ له الرجل: يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ ؟ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة فَقَالَ شن: أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً؟ فَقَالَ له الرجل: ما رأيتُ أجْهَلَ منك، ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حى؟ فسكت عنه شَن، لاَاراد مُفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه، فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جَهْلَه، وحدثها بحديثه، فَقَالَت: ياأبت، ما هذا بجاهل، أما قوله "أتحملنى أم أحملك" فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله "أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ" فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ، وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ، فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة، ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه؟ قَالَ: نعم فَسَّرَهُ، ففَسَّرْهُ، قَالَ شن: ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه، قَالَ: ابنة لى، فَخَطَبها إليه، فزوَّجه إياها، وحملها إلى أهله، فلما رأَوْها قَالَوا: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ، فذهبت مثلاً.
وشكراً
ساحة النقاش