استوقفني ما قرأته من طلب عدد ليس قليل من مواطنى ومنظمات غربية أوروبية وأمريكية بتطبيق الشريعة الإسلامية فى عدد من المعاملات, بعد تفشى الظلم والفساد وإنعدام الأخلاق,وما اثبتته الأزمة المالية العالمية الأخيرة, من قدرة البنوك والاقتصاديات الإسلامية على التصدى لها بشهادة اقتصاديين وماليين غربيين ، وما كتبه اكادميون وباحثون من قرب زوال الامبراطورية الامريكية وتفككها كما حدث مع الاتحاد السوفييتي من قبل .
ومن بين ما قرأت ان العالم ستتنازعه ثلاث قوى ، اقربهم – ظاهريا - الى الانفراد بقيادة العالم هي الصين لما تملكه من اقتصاد قوي وتطور مستمر الا ان الجانب الاقتصادي وحده غير قادر على ذلك لما تشهده من انتهاكات في مجال حقوق الانسان كما وانها امتداد للنهج الاشتراكي الذي ثبت فشله مع الاتحاد السوفيتي سابقا
اما ثاني هذه القوى فهو الاتحاد الاوربي ومثله كمثل باقي الرأسمالية ثبت فشله ايضا كما فشلت امريكا
أما ثالث هذه القوى وهو الاسلام ، وخير دليل هو سابق استحواذه وهيمنته على باقي الامم والاقتصاديات الاخرى لقرون طويلة خلت ، بما يتميز به نظامه الاقتصادي من عدل ومساواة وحث على العلم واتقان العمل ، وهو ما لم يثبت فشله كنظام ، بل سقطت امبراطورياته بسقوط تابعيه في التقليد الاعمي للغرب واستيراد نظرياته مع تغلغل دور المستشرقين وتاثيرهم في الصفوة من متخذي القرار .
ولا عجب فالاحداث تتسارع وسقوط الامم الظالمة اسرع من انفراط عقد وتناثر حباته ، والتاريخ يعيد نفسه بحيث لا يسود ويستمر الا من علت همته وسمت اخلاقه – كما قال امير الشعراء – انما الامم الاخلاق ما بقيت - وما شبت عليه هذه الامبراطوريات الوليدة من ظلم وعنصرية وفساد وتغولها تجاه باقي الامم هو نفسه ما سيلقي بها في مزبلة التاريخ وما سيعجل بزوالها ، ولن يبقى ويصمد في تلك الازمات الا اصحاب الاصالة ، من تمرسوا على المعاناة وشبوا على الجلد ومكارم الاخلاق .
فماذا أضافت الراسمالية ومن قبلها الاشتراكية سوى ان زادت الهوة بين طبقات المجتمع واوجدت مفاهيم ، بل مصطلحات جديدة تمكن للطبقية والعنصرية ان تسود و للفقراء ان يزدادوا فقرا وهما ، وماذا فقد العالم بانحطاط المسلمين وتأخرهم سوى ظهور هذه النظريات القميئة والايدلوجيات العفنة .
سيسود الاسلام كدين ونظام ، فهل سيسود معه العرب ، فجميعنا نعلم انه لا وطن للدين ، ولا يقتصر الاسلام على شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا ، بل هو ممتد وضارب جذوره في بقاع كثيرة شتى غير عربية ، سبقتنا بسنين نحو التقدم والاذدهار ، فهل سينطبق علينا قول القائل زامر الحي لا يطرب او لا كرامة لنبي في وطنه أو المثل الشعبي ( زي القرع يمد لبره ) ، فتعمى اعيننا عن ما في ايدينا ، نلتمس الخلاص ممن لا يملك لنفسه خلاص ،،،
دمتم بخير ،،،
ساحة النقاش