ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اما بعد هناك اعمال يراها الناظر على صورة غير ما يرتئيها فاعلها او ويرجعها الى قصد غير نية صاحبها وهو ما يستدعينا الى عدم الحكم على الافعال او الاشخاص نتيجة لظاهر اعمالهم ، بل الى القصد منها والى ما دعاهم اليها ، ربما تجد جوابا يذهب ما بك من حيرة او استغراب لا سيما اذا كان الفعل ظاهريا منافيا للفطرة او مناقضا للاعراف ، ولنا في قصة العبد الصالح مع سيدنا موسى عليه السلام خير دليل على ذلك ، فالطبيب مثلا عندما يستأصل جزءا او عضوا مصابا من جسم مريض يفعل ذلك ليصح باقي الجسد اذ لو ترك هذا العضو المصاب لربما انتقل المرض الى سائر الجسد فيهلك المريض ، وانت عندما تربي ولدك وتؤدبه فتلجأ احيانا الى ضربه او حتى توبيخه فنيتك هي اصلاحه لا التسلي بضربه . فربما اضطرنا الحال الى افعال ظاهرها يتعارض وطبيعتنا البشرية او يتعارض مع وظيفتنا او حتى سلوكنا الذي تعودنا عليه ، والامر ليس على الاطلاق فقد يتكر مرة او مرات تبعا للضرورات كما اسلفت الا ان هناك اناس يتصيدون الاخطاء يبرزون ظاهر الاعمال لا الغرض منها ، ينظرون الى مواقع الذلل في المجتمع لتنشط اقلامهم وتتبارى السنتهم بالنقد والتجريح لا نية الاصلاح بل اظهار عورات المجتمع ، يرضون عبادا مثلهم باغضاب رب العباد طمعا في منصب او جاه او مال او فساد في الارض فقد فسدت فطرتهم فلا يستريحوا حتى يفسد ما حولهم ، او هم عملاء تابعون اقول نحن أسرى ما تنقله لنا وسائل الاعلام وما تلقنه للمشاهد او القاريء من وجهات نظر وما تملكه من تاثير في قلب الامور خلافا للمقصود منها لاسيما اذا كان القائمون على هذا الاعلام من مرتزقة الكلمة وبائعي الضمير وما اكثرهم واكثر تابعيهم ، فهم الملائكة لا يخطئون ونحن الابالسة المجرمون ، هم التقدميون ونحن المتاخرون الرجعيون هم الليبراليون الاحرار ونحن المتخلفون والارهابيون ، هم الصالحون ونحن الضالون ، اناس من جلدتنا كرمهم الله بحمل امانة الكلمة ونشر الفضيلة ، وبدلا من ذلك ضيعوا الامانة ونشروا الرذيلة ، دعاة على ابواب جهنم كما وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ، جعلهم الله على ثغر من ثغور الاسلام عظيم ، فخانوا العهد وباعوا الامة بثمن بخس استتروا تحت مسميات براقة تضرب على وتر الحرية والمساواة بل والديمقراطية وما على شاكلتها من المسميات ظنا منهم انا لا نفقه كثيرا مما يقصدون ، يصدق فيهم قول الله تعالى " هم العدو فاحذرهم " يؤرقهم صوت الاذان فيطالبون بمنعه ، شكوا في نسب ابناءهم فارادوا نسب الابن لامه ، تعبت احداهن من العثور على زوج فباتت عانس فارادت لبناتنا التبتل فطالبت برفع سن الزواج ماذا بعد انترك ديننا لتستريح افئدتكم فما من بيت الا وبه وسيلة من وسائل الاعلام ، لذلك كان من السهل واليسير ان ينطلي على كثيرين قلب الحقائق واخفاء النافع منها واظهار ما عظم ضرره ، منطقهم الرأي والرأي الاخر ، حرية الكلمة ، المعاصرة والتجديد ، اتوا بما لم يأت به اعداء الامة فبئس ما اتوا به ، ايقظوا فتننا اوقدوا نيرانا لو تركت لاكلت الاخضر واليابس ينشرون الدسائس والاباطيل ويحرفون الكلم عن مواضعه فصار لكلمات كالجهاد والاسلام معنى جديد ، اختاره لهم اسيادهم وارتضوه صاغرين ، فهم لا يعرفون للاسلام معنى ولا للجهاد سبيلا فقد تولوا من قبل وقعدوا مع الخالفين ، الهتهم الدنيا وظنوا انهم الى ربهم لا يرجعون ، نسوا ان للحروف حتوف ، وانه رب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا في نار جهنم ، ينتظرون سقطة لداعية او ذلة لعالم حتى يقيموا الدنيا فلا يقعدوها وينخرون في جسد الامة طمعا للوصول الى الشهرة عن طريق القدح في الدين وثوابته او ارضاء لاذنابهم ، قاتلهم الله انى يؤفكون . اخوتي ربما اقتل دفاعا عن عرضي او مالي او ربما اقطع رقبة عدوي ليعلم غيره انني قوي وهكذا مصيره اذا ما فكر في محاربتي ، افعل ذلك لا حبا ولا تعطشا لسفك الدماء بل رسالة الى الجميع بأنا لسنا نعاجا تساق بل امة تخشى ، لا يهمني ساعتها راي الاخرين ولا تأويلاتهم فمن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ويحضرني في هذا المقام ما فعلته صفية رضي الله عنها حين انشغل المسلمون بالاحزاب وتركوا النساء خلفهم بلا حراسة ، فإذ بيهودي يتحسس الحصن ليعلم هل به من حراسة ، فالتقفته صفية وضربته بحديدة حتى مات ثم قطعت راسه والقت بها خارج الحصن تتدحرج كما تتدحرج الكرة ليراها اليهود المتربصين ، فترتعد فرائصهم ويعلموا ان للحصن حراسة وايما حراسة ، افعلت صفية ذلك حبا في سفك الدماء وهي الانثى الرقيقة ، ام استدعت الاحوال ذلك ، احينما ادافع عن وطني واذود عنه اصير معاديا للانسانية سفاكا للدماء ايجب علي ان اخنع وارضى بالذل والهوان ليرضى عني اصحاب الثقافة والمدنية . لا والف لا وراعي الشاة يرعى الذئب عنها فكيف اذا الرعاة لها الذئاب فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 197 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2009 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,863