ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
بمناسبة الحديث عن الدعوة الى الله خطر ببالي ان احدثكم عن امر هام وهو انه في سبيل الدعوة الى الله قد تختلف وجهاتنا وتتباين طرقنا، بيد انها تتلاقي وتتحد في هدف واحد الا وهو الوصول الى قلب وعقل المتلقي ، فمن خطيب مفوه ياثر الالباب بكلماته ومن داعية حصيف اوتي حكمة وتواضع جم ،تراه فتنفتح له مغاليق قلبك وينشرح له صدرك ، واخرون مكّن الله لهم في الارض يجوبوها جيئة وروحة لا يهدأ لهم بال ولا يقر لهم جنان ، ينفقون اموالهم في سبيل الله ويقدمون دمائهم وابنائهم رخيصة فداء ووقفا لله تعالى ، حياتهم الدعوة ، اولئك الذين هداهم الله واولئك هم المفلحون
غير ان هناك دعاة لا يقل اثر دعوتهم عن هؤلاء جميعا ، يعيشون بيننا ، نخالطهم ويخالطونا ، ناكل ونشرب معهم ، دونما بريق حولهم ولا هالات نصبت رغما عنهم ، لا يمنعك احد مقابلتهم ، فلا حاجب ولا مواعيد مسبقة ، انهم قدوتنا مشوا فمشت اخلاقهم ، ترى الصدق في نياتهم ، اذا تحدثوا لا يكذبون واذا عاهدوا لا يغدرون ، تعرفهم باعمالهم لا بكلامهم .
او ليس سيدنا رسول الله خير دليل ، حين لقبته قريش بالصادق الامين وهو بعد لم يوح اليه ، او لم يقل قوم صالح قد كنت فينا مرجوا قبل ذلك .
اوليس من نشر الاسلام في اسيا هم تجار المسلمين ، بصدقهم وامانتهم بدين دعوا اليه - بحكمة وموعظة حسنة - بافعالهم قبل اقوالهم ، فاسلم من اسلم ، حين راى قوما يوقر صغيرهم كبيرهم ويرحم كبيرهم صغيرهم ، يتكافل فيه المجتمع بزكاته وصدقاته ، يصان فيه الشرف وتحفظ فيه الاعراض ، بفعل هؤلاء لا باقوالهم
دخل في دين الله من دخل ليكونوا في ميزان حسانتهم يوم لا ينفع الانسان الا ما قدم .
اولم يحفظ الله كنز غلامي سورة الكهف بصلاح ابيهما وقيل انه كان الجد السابع لهما
اولا يصلح الله بالرجل الصالح ولده وولد ولده ودويرته ودويرات حوله
انها دعوة طورتها ضرورات الحياة فلا سبيل الى الدعوة المباشرة لقوم هم في الاصل مسلمون ، بل هى الذكرى تنفع المؤمنين ، فما نحتاجه اليوم هو القدوة تطبيقا وتفعيلا ، فلا اقول لك صل وانا لا اصلي او صم وانا لا اصوم
وينشأ ناشيء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
وليس يدين الفتى بحجا ولكن يعلمه التدين اقربوه
فهنيئا لك ايها الداعية الصامت حين ُتظلم فتصبر وُتحتقر فتسموا وُيجهل عليك فتحلم
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
"ان اخوف ما اخاف على امتي الاشراك بالله .. أما اني لست اقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن اعمالا لغير الله وشهوة خفية "
فاللهم طهر قلوبنا من الغل واعمالنا من الرياء واجعل عملنا لوجهك الكريم
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
نشرت فى 2 إبريل 2009
بواسطة lance
عدد زيارات الموقع
44,871
ساحة النقاش