عندما يقدر الانسان وضعا حرجا تعيشه امته ويرى - ولو كان الحق معه - ان مطالبته بهذا الحق ستروع المجتمع وتهز اركانه فيغلب على طابعه الايثار والمراعاة فيسكت عن حقه لغاية اسمى يكف بها اراقة الدماء ويدرء بها هتك الاعراض ، ساعتها تعلوا قيمته ويشار اليه بالبنان ، ولو لم يطل مادة او يجني مكسبا ، فقد حاز الشرف وحصل التمجيد ، لاسيما عند اولي الفهم والفكر .

فكيف به وهو عن الحق بعيد وعن الصراط ناكب ، ضال السعي مبتدع الوسيلة ، تهون عليه امته ويهون عليه دم ابنائها ، تمسحا بحق ظن هو دون غيره أنه له فقط ، بسبب ما عاشه من واقع استطال فيه وتجبر حين أطلق يده رئيس خانع طامع ليسكت عن تجاوزاته ويغض الطرف عما يعده من توريث لن يستقيم له لو حسنت ضمائر هؤلاء ونياتهم ، فلا لحب الوطن يقاتلون الان ولا لمصلحة العامة يتظاهرون غدا ، بل خوفا على مكتسباتهم ، قد سلبهم الجوع للمنصب صدق البصيرة ، وأطلق فيهم وحشا لا يشبع ، فعندما يعلوا الضجيج وتتشابك الأيدي وتستعر الطرقات أقل ما سيجنيه هؤلاء - هذه الايام المائجة بصنوف الفتن – في اعتقادهم ليمرر الدستور هو بقاء مزاياهم ومكافاتهم وليظل ابن القاضي قاضيا وابن الصياد صيادا لا لعلم حازه او معرفة حصلها بل لأن اباه قاضيا وابا هذا صيادا .

إن البلية أن من يسمون أنفسهم النخبة هم سبب النكبة ، وأن من وكل الرعاية لا يقدمون الا رغاية وأن القضاء ، درب العدالة وملاذ الضعفاء ، وغرس الاله نجنيه هداية وسعادة وعدلا ، تدنست قدسيته واختل ميزان عدله حين أخفق في اختيار من ينتسب اليه ، وصارت به الغلبة للأقوى لا للأعدل كما تنادى مواده وقوانينه ، وأضحى الموكلون – انبلنا مشاعر وأرقنا إحساساً - بدرء الفتن هم من يؤججوها – على حق كانوا أم على باطل –  فغضبتهم لأنفسهم لا لوطن يئن أنين الثكلى وينتحب انتحاب المكلوم ، وانتفاضتهم زودا عن مكانتهم لا مكانة بلد يغتاله أبناؤه ، وإلا أين كانوا ايام زورت الارادة بلا ورع أو اعتبار ايام المخلوع ، وحين ضيعت الكرامة بأيدي أعضائهم بسفر المتهمين في قضية الجمعيات الأهلية .

فوقفوا بلا ورع - بل عداوة وحقد موروث - يعترضون على حق أصيل لولي الأمر ، وظهرت نسخ مكررة من المغرضين يلفظها التاريخ مرة تلو مرة ، يحشدوا صغار القوم وسفهائهم من بائعي الضمير ومرتزقة الكلمة ، ولينفخوا بكيرهم نارا تأكل الاخضر واليابس ليمكن للباطل من جديد بعدما تنسمنا رياح الحرية واستعدنا بلدنا من مغتصبيها وظالميها .

سيكتب التاريخ وما أكثر ماكتب عن أمثال هؤلاء أنهم وقفوا حجر عثرة أمام استقرار الوطن وطمأنينة ساكنيه ، وأنهم وإن تعددت مسالكهم فقد ضلوا السبيل ، وسينساهم حين يكتب عن الشرفاء والمناضلين ، سينساهم لأنهم نسوا أنفسهم وسولت لهم سدنتهم سوء أعمالهم فاستحقوا أثما على آثامهم

اللهم بما اعتراني وغيري من هم على الوطن وجزع على مصيره بسبب هؤلاء ، اللهم أرنا فيهم قدرتك وقوتك ، اللهم وانصر من نصر دينك وأيد شريعتك ،،،

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 266 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2012 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,033