تنتابني حالة من الاسف والخزي عندما استشعر مرارة ما نحن فيه من ضعف وهوان نعجز معهما عن اتخاذ قرار سيادي او حتى عادي دون حساب غضبة السادة وكأننا مازلنا في زمن الرق والعبودية ولكن بصورة عصرية وهيئة حضارية نجمل بها ضعفنا وهواننا أو نضحك بها على أنفسنا حتى لا نكشف عورها ونقصها ، فنشجب وندين وندعوا ونقيم والسادة عنا معرضون ويوم يستنكرون ويشجبون فدفاعا عن الانسانية وردا لكرامتها المهانة لا استجابة لصرخاتنا أو إحتراما لدعواتنا .
فالحديث عن الاستقلال والحرية إذا حديث أجوف ممل لا طائل من ورائه ، فلم نزل تحت نير الاستعمار في صورته الجديدة وهيئته المعدلة بتلك الحكومات الموالية للغرب والمدعومة منه ، تلك الحكومات الضعيفة التي سلمت مقدرات شعوبها الى من لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة ، ناسين أن العمر فان والسلطان زائل وأن غدا يسألون عن الصغير والكبير والنقير والقطمير ، ساعة يقف كل مظلوم وإن كان عبدا حبشيا ليقتص حقه ممن ظلمه وإن كان شريفا قرشيا ، فما بالهم بأمة ضيعتها أنانيتهم ، فصمت أذانهم عن أنين الثكالى ولوعة المحتاجين ، ولوت أعناقهم عن الحق ليا ، وصرفت أبصارهم تلقاء أسيادهم ليرضوهم في ذلة وصغار لا يستحقه إلا من خان الأمانة وباع الضمير .
لقد ذهب الاستعمار بعد ان استنفد ثرواتنا لكنه مكن لزبانيته من الموالين له ومن الضعفاء فاقدي الثقة بأنفسهم وأوطانهم ، ذهب الاستعمار ولم تزل حربه معنا قائمة ، حربا عقدية لا هوادة فيها ، فهو يعلم تمام العلم خطورة ما نملكه من سلاح الدين فراح بكل السبل ليبعدنا عنه ويبعده عنا ، ذهب بعد أن دحرته همم الرجال وصلابة عزيمتهم ، وها هو يرجع من جديد في ثياب جديدة وحلل براقة وتبريرات جوفاء وحجج واهية بعد أن لانت هممنا وخارت عزيمتنا
لا أستعجب من ردود أفعالنا فالقضية هي في الاصل قضية عقدية دينية لا ريب في طبيعتها ولا جدال في كنهها وان بدت في سياقها الحالي الذي نعيشه سياسية أو اقتصادية وفي بعض الأحيان وطنية قومية .
فلا أتوقع من أناس لا ينظرون الى قضيتنا على أنها قضية عرض وقضية صراع ديني تقف في طرفه المعتدي الة حرب واقتصاد وإعلام وفي طرفه الاخر بقايا أمة نخرها الوهن واخترم أوصالها الضعف ، أن يهب أو أن ينتقم لدينه أو يدافع عنه ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، وأنى لقلوب ملأها حب الدنيا أن تهب لنصرة دين أو احقاق حق ، فلأجل الزعيم تتحرك الجيوش ولكرامة القائد تنتفض الصحف بينما يؤنث جيشنا وتستكين قواه وتخرص صحفنا وتلجم بلجام العقل والخوف وتقدير الروابط والعلاقات إذا ما كانت الاساءة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الى مقدساتنا ولا حول ولا قوة الا بالله .
أخطأ من ظن الصراع صراع حدود وسياسة بقدر ما هو صراع عقيدة وديانة ، صهيونية أمتطت صهوة الصليبية في سباق محموم للنيل منا ومن عقيدتنا لكن الحق غالب والله ناصر أوليائه ومظهر دينه ولو كره الكافرون ،،،،
المصدر: شخصي
نشرت فى 1 يونيو 2010
بواسطة lance
عدد زيارات الموقع
44,871
ساحة النقاش