نحمد الله أن من علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة ونسأله أن يتوفانا إليه مسلمين موحدين وألا يفتنا في ديننا فكل بلاء يهون ما سلم للإنسان دينه وكل غاية تحتقر إذا كان ضياعه هو الجزاء ، كما نحمده سبحانه على هذا الطلائع الجديدة من شباب الاسلام من الدعاة والمتمثلين بهم والسائرين على نهجهم


وقد يظن ظان لما نعاصره من تقدم تقني وعلمي حتى صرنا في عصر العلم والتكنولوجيا أن موافقة الكثير مما جاء به القرأن الكريم أو ما أخبرتنا به السنة النبوية المطهرة لظواهر علمية وقوانين ونظريات مادية يدعم ولو بالدليل موقفنا إزاء من يشكك في ديننا ، أو يدعمنا عند الدعوة اليه لا سيما من هم على غير ديننا ، وتلك مشكلة لمستها جلية في كثير من المنتديات حتى الدعوية منها .

إن ديننا هو الدين ونوره هو النور ، يعلم أعدائنا ذلك ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم لذلك عمدوا إلى حصره في الإعتقاد الوجداني مبتعدين به عن كونه منهج حياة يحمل في مناسكه قيم الحضارة والرقي
إن عظم الفجوة بيننا وبين ما أصبح عليه الغرب و ضعفنا وقوتهم وذلنا واستكبارهم وتخلفنا وتقدمهم هو ما دعا بالبعض أمثال طه حسين ومن قبله رفاعة الطهطاوي الى المناداة باتباع الغرب في خيره وشره نهوضاً بالامة ، حتى سيطرت على جموع الناس حالة من اليأس والإحباط ، لم يكن لها من خلاص بعد مشيئة الله سوى هؤلاء المجددون ممن كشف زيف الحضارة الجديدة أمثال الشهيد سيد قطب رحمه الله ، رافعا راية الأصالة مدافعا عن دين يراه كما نراه هو الدين ونوره هو النور ،
ليس بالضرورة أن نقف موقف المتهم دائما نحتاج إلى أدلة وبراهين تناسب مستوى ما وصل اليه من ندعوه من علم وثقافة ، وليس بالضرورة أن نستجدي أحداً أو نسترضي إنسان ليقتنع بديننا سالكين سبلاً أقرب إلى المهانة منها إلى الثقة والاعتزاز .
وانظر معي إلى نشأة تلك الحضارة الجوفاء كيف بدأت بحرب عالمية همجية .

لم تكتف بما جلبته من وبال ودمار على تلك الدول المتحاربة فهدمت البنايات وقطعت الجسور خلافا لمن قتل فيها من الرجال والنساء ومن شرد وهجر من الأسر والعائلات ، بل امتد تأثيرها ليشمل تغيرا ديموجرافياً خطيرا ظهر بموت كثير من الرجال ، ليصبح عدد غير قليل من النساء بلا عائل أو بلا زوج ، لتجد المرأة الباب مفتوحاً على مصراعيه للقيام بدور الرجل العائل وكذلك فتح لها ابليس ابواب الرزيلة والانحلال لتعوض من فقدته في هذه الحرب ولو عن طريق غير طريق الزواج ، ولأن كثير من النساء لم يكن مؤهلات لهذا الدور استسهلن ان يتكسبن بجسدهن ويأكلن بأثدائهن ، دعم ذلك كله الكساد الكبير عام 1928 .
وكان الأمر بعيداً عنا وياليته ما قرب إلا أن سنة الله في خلقه هي التغيير والتبديل فتقدمت سبل المواصلات والاتصالات حتى وصلنا الى من نحن فيه الان حدواً بحدو وشبرا بشبر .

ونتج عن هذه الحرب أمراض جديدة و عجزى لا حصر لهم وخلفت ورائها دمار اً للأبنية والشوارع والجسور فعمدت الحكومات الى البحث العلمي لايجاد حلول لتلك المشكلات فكان أن حدثت طفرة هائلة في الطب والعمارة ، أوجدت تلك الحضارة الجوفاء وهذه المدنية الزائفة وضاعت بالمقابل قيم الانسانية والضمير ، وبدلا من أن تبحث الدول عن سبيل لربط ما تقطع من جسور بينها وترأب ذلك الصدع في علاقاتها ، أو أن يتدخل حكماؤها لازالة اثار تلك الحرب ، كان جل همهم ايجاد أسلحة أكثر فتكاً ودماراً وقد تحقق لهم ذلك في أقل من عشرين سنة ، وكأن أحدا لم يعاني ويلات حرب سابقة ، ولم ينصرم العقد الثاني بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حتى لاحت بوادر حرب عالمية هي الثانية تفردت فيها الدول المنتصرة بمقدرات العالم وبسطت أمريكا والاتحاد السوفييتي سيطرتهما المطلقة على العالم إلى أن انهار الاتحاد السوفييتي واستوحدت أمريكا بقيادة العالم .

المصدر: شخصي
  • Currently 95/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 473 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2010 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,871