بداية يجب التفريق بين نقطتين هامتين عند الحديث عن الشيعة والتشيع أولاهما دينية عقدية تتعلق بمخالفات الشيعة للكتاب والسنة وتقديس ال بيت النبوة الى درجة الألوهية والعصمة من الخطأ وولاية الفقيه والامام المنتظر وما إلى ذلك من خرافات وأباطيل كالقدح في كبار الصحابة وسبهم أمثال الصديق أبي بكر والفاروق عمر رضي الله عنهما و تكفير وسب معاوية رضي الله عنه وصولا إلى اتهام أم المؤمنين عائشة وسبها ، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم .

وأخراهما سياسية تتعلق بعلاقة ايران وأذنابها أمثال حزب الله اللبناني والشيعة المنتشرين في دول الخليج والعراق بالتشيع كمنهج سياسي يستغل فيه الدين وقضايا الامة الهامة والملحة لاستجلاب مناصرة السذج من الحكومات والشعوب والافراد ولو شعوريا بحيث تجد لجعجعاتهم الاعلامية مؤيدين ومشجعين بما يميل بميزان القوة لصالحها تحقيقا للحلم الفارسي المجوسي القديم بإعادة احياء الامبراطورية الفارسية مرة أخرى ، وليس بخاف على الجميع علاقاتهم المشبوهة بالصهيونية ودعمهم للامريكان في احتلالهم لاخوتنا في افغانستان والعراق .

فما تفعله ايران اليوم و هو التمسح بعباءة الدين كما فعل ويفعل الكيان الصهيوني كل يوم متمسحا باليهودية ، لا يعنيها نشر التشيع كفكر ديني وعقدي – حتى لو سلمنا بصحته – بقدر ما يعنيها بسط نفوذها الاقليمي على دول المنطقة والتفرد بالزعامة لتصير مجريات الامور ومقدرات تلك الشعوب رهنا بيدها فقط ، ولا أدل على ذلك من تلك المناورات والمناوشات القائمة بينها وبين الكيان الصهيوني تارة وبينها وبين الاحتلال الامريكي تارة اخرى – بل ربما كان هو الاخر محض تمثيل ليظهروا لنا كأعداء بينما تتحد اغراضهم لاقتسام الكعكة بينهم - لفرض سيطرة احدهما فيما نقف نحن متفرجين يناصر أحدنا تلك الفئة بينما يناصر الاخرون الفئة الاخرى اذ يقتصر دورنا على المتفرج بعد أن تركنا مضمار السباق نحو القيادة والريادة بتخلفنا العلمي وسقوطنا الأخلاقي .


إن غياب وضعف دور مصر المحوري وكذلك تشرذم العرب وتنازعهم فيما بينهم ، كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى ، أفشلهم وأذهب ريحهم ، وتركهم فريسة سهة المنال وكرة خاوية تتقاذفها أرجل المحيطين بهم لا خوف منهم ولا انتظار لغضبتهم ، بما حق معه لإيران وغيرها التسكع والصول والجول في أفنيتنا وأمام عتباتنا ،ولا شماتة لأحد فالكل طاله الهوان .


إن الله تعالى تعهد بحفظ كتابه ، والدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار كما أخبرنا الصادق المصدوق صلواتي ربي وتسليماته عليه بعز عزيز أو بذل ذليل ، فالأمر في تخيلي بعيد كل البعد عن الجانب الديني بقدر ما هو وسيلة و أداة لتحقيق مأرب سياسية وإقتصادية غير خافية يستغل فيها الدين للقضاء على كل ما هو سني ، إذ السنة هي العقبة الكؤود أمام تحقيق تلك المآرب وهذه الطموحات .

وفقنا الله لما يحب ويرضى
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر: شخصي
  • Currently 64/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2010 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,863