خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

صلة الرحم قال أبو الأثير وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وكذلك إن بعدوا أو أساؤوا والقطع الرحم ضد ذلك كله و الرحم رحم الأنثى الرحم بيت منبت الولد في البطن و الرحم أسباب القرابة

حكمها

واجبة قال تعالى: (إِنّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ) [سورة: النحل - 90] و{ وَإِيتَآئِ ذِى القربى } يريد صلة الرحم بالمال فإن لم يكن فبالدعاء (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً مّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مّعْرِضُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 83]

مكانة الرحم عند الله

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)   قول أكثر المفسرين :: واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وهو قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك وابن زيد والفراء والزجاج ، وعلى هذا الوجه فنصب الأرحام بالعطف على قوله : { الله } أي : اتقوا الله واتقوا الأرحام أي اتقوا حق الأرحام فصلوها ولا تقطعوها قال الواحدي رحمه الله : أي والأرحام فاحفظوها وصلوها وهذا التفسير يدل على تحريم قطيعة الرحم ، ويدل على وجوب صلتها قيل : والأرحام كذلك على معنى والأرحام مما يتقى ، أو والأرحام مما يتساءل به .

فضل صلة الرحم

من أسباب دخول الجنة

عن أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قال يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فقال النبي e تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شيئا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وتوتي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ ذَرْهَا قال كَأَنَّهُ كان على رَاحِلَتِهِ

عن أبي هريرة ، قال : قلت : يا رسول الله أخبرني بشيء إذا عملته أو عملت به دخلت الجنة ، قال : « أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، تدخل الجنة بسلام »

تجعلك موصولا بالله

عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي e قال إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حتى إذا فَرَغَ من خَلْقِهِ قالت الرَّحِمُ هذا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ من الْقَطِيعَةِ قال نعم أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ من وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ من قَطَعَكِ قالت بَلَى يا رَبِّ قال فَهُوَ لَكِ قال رسول اللَّهِ e فاقرؤوا إن شِئْتُمْ ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إن تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي e قال إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ من الرحمن فقال الله من وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ

البركة في العمر والرزق

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ e يقول من سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ

عن أَنَسُ بن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قال من أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ

عن أبي هريرة مرفوعا " إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم و إن أهل البيت ليكونون فجارا , فتنموا  أموالهم و يكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم

23

لا يخزيك الله أبدا 

 عن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أنها قالت أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رسول اللَّهِ e كان يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَدَخَلَ على خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها فقال زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتى ذَهَبَ عنه الرَّوْعُ فقال لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لقد خَشِيتُ على نَفْسِي فقالت خَدِيجَةُ كَلَّا والله ما يُخْزِيكَ الله أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ

عاقبة قاطع الرحم

الخسران

قال تعالى: (الّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَـَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 27]

اللعن قال تعالى: (وَالّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُوْلَـَئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوَءُ الدّارِ) [سورة: الرعد - الأية: 25]

لا يدخل الجنة

(عن سعيد بن زيد عن النبي e قال إن هذا الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة ( إسناده صحيح ) أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها فالقاطع لها منقطع من رحمة الله

عَنْ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ

قَوْله : ( لَا يَدْخُل الْجَنَّة قَاطِع )كَذَا أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيق عُقَيْل : وَكَذَا عِنْد مُسْلِم عَنْ أَبِي بُرْدَة عَنْ أَبِي مُوسَى رَفَعَهُ " لَا يَدْخُل الْجَنَّة مُدْمِن خَمْر ، وَلَا مُصَدِّق بِسِحْرٍ ، وَلَا قَاطِع رَحِم " أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم .

تعجل له العقوبة في الدنيا

وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيث أَبِي بَكْرَة رَفَعَهُ " مَا مِنْ ذَنْب أَجْدَر أَنْ يُعَجِّل اللَّه لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَة فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِر لَهُ فِي الْآخِرَة مِنْ الْبَغْي وَقَطِيعَة الرَّحِم " وَلِلْمُصَنِّفِ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " إِنَّ أَعْمَال بَنِي آدَم تُعْرَض كُلّ عَشِيَّة خَمِيس لَيْلَة جُمُعَة ، فَلَا يُقْبَل عَمَل قَاطِع رَحِم " مِنْ حَدِيث اِبْن أَبِي أَوْفَى رَفَعَهُ " إِنَّ الرَّحْمَة لَا تَنْزِل عَلَى قَوْم فِيهِمْ قَاطِع الرَّحِم " وَذَكَرَ الطِّيبِيُّ أَنَّهُ يُحْتَمَل أَنْ يُرَاد بِالْقَوْمِ الَّذِينَ يُسَاعِدُونَهُ عَلَى قَطِيعَة الرَّحِم وَلَا يُنْكِرُونَ عَلَيْهِ ، وَيُحْتَمَل أَنْ يُرَاد بِالرَّحْمَةِ الْمَطَر وَأَنَّهُ يُحْبَس عَنْ النَّاس عُمُومًا بِشُؤْمِ التَّقَاطُع .

أن تصلهم إن قاطعوك

وَعِنْد مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي قَرَابَة أَصِلهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِن إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُم عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : لَئِنْ كُنْت كَمَا قُلْت فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَال مَعَك مِنْ اللَّه ظَهِير عَلَيْهِمْ مَا دُمْت عَلَى ذَلِكَ "

 عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو قال سُفْيَانُ لم يَرْفَعْهُ الْأَعْمَشُ إلى النبي e وَرَفَعَهُ حَسَنٌ وَفِطْرٌ عن النبي e قال ليس الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا

قال تعالى: (وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسّعَةِ أَن يُؤْتُوَاْ أُوْلِي الْقُرْبَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [النور - 22] زلت في أبي بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وهو ابن خالته مسكين مهاجر بدري لما خاض في الإفك بعد أن كان ينفق عليه وناس من الصحابة أقسموا أن لا يتصدقوا على من تكلم بشيء من الإفك (وليعفوا وليصفحوا) عنهم في ذلك (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) للمؤمنين قال أبو بكر بلى أنا احب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه

المصدر: الفقير لفتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 463 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

151,692

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله