خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

* قال تعالى: (أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الاَيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 266]قوله تعالى "والذاريات ذروا " قال أبو بكر الأنباري حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر رضي الله عنه : إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن فقال عمر : اللهم أمكني منه فدخل الرجل على عمر يوما وهو لابس ثيابا وعمامة وعمر يقرأ القرآن فلما فرغ قام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين ما "والذاريات ذروا" فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال : ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب وأبلغوا به حيه ثم ليقم خطيبا فليقل إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم . وعن عامر بن واثلة أن ابن الكواء سأل عليا رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين ما "والذاريات ذروا" قال : ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا "والذاريات ذروا " الرياح "فالحاملات وقرا" السحاب "فالجاريات يسرا" السفن " فالمقسمات أمرا " الملائكة . سألت ربي مسألة و ودت أني لم أسأله , قلت : يا رب ! كانت قبلي رسل منهم من 

سخرت له الرياح و منهم من كان يحيي الموتى , [ و كلمت موسى ] . قال : ألم أجدك 

يتيما فآويتك ? ألم أجدك ضالا فهديتك ? ألم أجدك عائلا فأغنيتك ? ألم أشرح لك 

صدرك و وضعت عنك وزرك ? قال : فقلت بلى يا رب ! [ فوددت أن لم أسأله ] " .

المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص - (2 / 573)
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح

* من الذى أرسل الرياح :

  قال تعالى: (وَهُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ الرّيَاحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً طَهُوراً) [سورة: الفرقان - الأية: 48]

التاسعة : قوله تعالى : "وتصريف الرياح" تصريفها : إرسالها عقيما وملقحة ، وصراً ونصراً وهلاكاً ، وحارة وباردة ، ولينة وعاصفة . وقيل : تصريفها إرسالها جنوباً وشمالاً ، ودبوراً وصباً ، ونكباء ، وهي التي تأتي بين مهبي ريحين . وقي : تصريفها أن تأتي السفن الكبار بقدر ما تحملها ، والصغار كذلك ، ويصرف عنهما ما يضر بهما ، ولا اعتبار بكبر القلاع ولا صغرها ، فإن الريح لو جاءت جسداً واحداً لصدمت القلاع وأغرقت . والرياح جمع ريح سميت به لأنها تأتي بالروح غالباً . روى أبو داود عن ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

"الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وأسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها" . واخرجه أيضاً ابن ماجة في سننه. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" . وروي :

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا هبت الريح : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا" . وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد ، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح . فأفردت مع الفلك في يونس ، لأن ريح إجراء السفن إنما هي ريح واحدة متصلة ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب .

الحادية عشرة : قال العلماء الريح تحرك الهواء ، وقد يشتد ويضعف . فإذا بدت حركة الهواء من تجاه القبلة ذاهبة إلى سمت القبلة قيل لتلك الريح : الصبا . وإذا بدت حركة الهواء من وراء القبلة وكانت ذاهبة إلى تجاه القبلة قيل لتلك الريح : الدبور . وإذا بدت حركة الهواء عن يمين القبلة ذاهبة إلى يسارها قيل لها : ريح الجنوب . وإذا بدت حركة الهواء عن يسار القبلة ذاهبة إلى يمينها قيل لها : ريح الشمال . ولكل واحدة من هذه الرياح طبع ، فتكون منفعتها بحسب طبعها ، فالصبا حارة يابسة ، والدبور باردة رطبة ، والجنوب حارة رطبة ، والشمال باردة يابسة . واختلاف طباعها كاختلاف طبائع فصول السنة .

عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن # أبي لبابة بن عبد المنذر # :

" كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول : اللهم رب السماوات السبع و ما  أظلت ,

 و رب الأرضين السبع و ما أقلت , و رب الرياح و ما أذرت , و رب الشياطين  و ما أضلت , إني أسألك خيرها و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها " .قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 607 :

قال تعالى: (إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىَ ظَهْرِهِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ) [سورة: الشورى - الأية: 33]

أي التي تسير في البحر بالسفن لو شاء لسكنها حتى لا تتحرك السفن بل تبقى راكدة لا تجيء ولا تذهب بل واقفة على ظهره أي على وجه الماء "إن في ذلك لآيات لكل صبار" أي في الشدائد "شكور" أي إن في تسخيره البحر وإجرائه في الهوى بقدر ما يحتاجون إليه لسيرهم لدلالات على نعمه تعالى على خلقه لكل صبار أي في الشدائد شكور في الرخاء.

الأمم التى أهلكها الله بالريح

قوله تعالى : " فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا " هذا تفسير الصاعقة التي أرسلها عليهم ، أي ريحاً باردة شديدة البرد وشديدة الصوت والهبوب قتادة . كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " [ الحاقة : 7] قال ابن عباس : ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء . وقيل ، (نحسات ) باردات ، حكاه النقاش . وقيل : متتابعات ، عن ابن عباس و عطية . الضحاك : شداد . وقيل : ذات غبار ، حكاه ابن عيسى . ومنه قول الراجز :

قال الضحاك وغيره : أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين ، ودرت الرياح عليهم في غير مطر ،

 

قال تعالى: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرّيحَ الْعَقِيمَ) [سورة: الذاريات - الأية: 41]

القرطبي   قوله تعالى " وفي عاد " أي وتركنا في عاد آية لمن تأمل . "إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا ولا رحمة فيها ولا بركة ولا منفعة ومنه امرأة عقيم لا تحمل ولا تلد . وقال ابن عباس هي النكباء وقال عبيد بن عمير مسكنها الأرض الرابعة وما فتح على عاد منها إلا كقدر منخر الثور . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضا أنها الصبا فالله أعلم .

قوله تعالى: "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر" أي باردة تخرق ببردها كإحراق النار، مأخوذ من الصر وهو البرد، قاله الضحاك. وقيل: إنها الشديد الصوت. وقال مجاهد: الشديد السموم. "عاتية" أي عتت على خزنها فلم تطعهم، ولم يطيقوها من شدة هبوبها، غضبت لغضب الله. وقيل: عتت على عاد فقهرتهم. وروى سفيان الثوري عن موسى بن المسيب عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال":قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أرسل الله من نسمة من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من ماء إلا بمكيال إلا يوم عاد ويوم نوح فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيلا - ثم قرأ - "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية" الحاقة:11 والريح لما كان يوم عاد عتت على الخزان فلم يكن لهم عليها سبيل - ثم قرأ - "بريح صرصر عاتية". "

*.الذى سخرت له الريح:

قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنّا بِكُلّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [سورة: الأنبياء - الأية: 81]

قال تعالى: (فَسَخّرْنَا لَهُ الرّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ) [سورة: ص - الأية: 36]

وقوله " ولسليمان الريح عاصفة " أي وسخرنا لسليمان الريح العاصفة " تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها " يعني أرض الشام " وكنا بكل شيء عالمين " وذلك أنه كان له بساط من خشب يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة والخيل والجمال والخيام والجند ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته ثم تحمله وترفعه وتسير به وتظله الطير تقيه الحر إلى حيث يشاء من الأرض فينزل وتوضع آلاته وحشمه

عليه الصلاة والسلام في تاريخه 0 وروي عن بعض السلف أنه قال: بلغن عن داود عليه الصلاة والسلام أنه قال إلهي كن لسليمان كما كنت لي فأوحى الله عز وجل إليه: أن قل لسليمان أن يكون لي كما كنت لي أكن له كما كنت لك وقوله تبارك وتعالى "فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب" قال الحسن البصري رحمه الله لما عقر سليمان عليه الصلاة والسلام الخيل غضبا لله عز وجل عوضه الله تعالى ما هو خير منها وأسرع الريح التي غدوها شهر ورواحها شهر وقوله جل وعلا "حيث أصاب" أي حيث أراد من البلاد.

* الريح هى من جنود الله :

قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) [سورة: الأحزاب - الأية: 9] يعني غزوة الخندق والأحزاب وبني قريظة وكنت حالاً شديدة سسوبعث الله عليهم ريحاً عاصفاً في ليال شديدة البرد ، فجعلت الريح تقلب آنيتهم تكفأ قدورهم" .

السابعة:" فلما اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم اختلاف أمرهم بعث حذيفة بن اليمان ليأتيه بخبرهم، فأتاهم واستتر في غمارهم وسمع أبا سفيان يقول: يا معشر قريش ليتعرف كل امرئ جليسه. قال حذيفة: فأخذت بيد جليسي وقلت: ومن أنت ؟ فقال: أنا فلان ،ثم قال أبو سفيان : ويلكم يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، ولقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة، ولقينا من هذه الريح ما ترون، ما يستمسك لنا بناء ولا تثبت لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، فارتحلوا فإني مرتحل، ووثب على جملة فما حل عقال يده إلا وهو قائم، قال حذيفة : ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لي إذ بعثني، قال لي: مر إلى القوم فاعلم ما هم عليه ولا تحدث شيئاً لقتلته بسهم، ثم أتيت رسول الله صلى عليه وسلم عند رحيلهم فوجدته قائماً يصلي في مرط لبعض نسائه مراجل- قال ابن هشام: المراجل ضرب من وشيء اليمن - فأخبرته فحمد الله" .

قلت: وخبر حذيفة هذا مذكور في صحيح مسلم، وفيه آيات عظيمة رواه جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: "كنا عند حذيفة فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت مع وأبليت فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك ! لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال : ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه أحد فقال: قم يا حذيفة فأتنا خبر القوم فلم أجد بداً إذ دعاني باسمي أن أقوم قال : اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال: فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهماً في كبد القوس فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته : فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائماً حتى أصبحت فلما أصبت قال :قم يا نومان

 * ذلك يخوف الله به عباده :

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم ، عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر ، فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك . قالت عائشة : فسألته فقال: إني خشيت أن يكون عذاباً سلط على أمتي" . "

" كان إذا هاجت ريح شديدة قال : اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به , و أعوذ 

بك من شر ما أرسلت به " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 602 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 717 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 

400 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 763 ) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي عن 

المثنى بن سعيد عن قتادة عن # أنس # قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد 

صحيح على شرط الشيخين . و له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا : "

المصدر: الفقير لفتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 709 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

145,619

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله