خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم :

لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا                           رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح

معنى الأمربالمعروف والنهى عن المنكر                      

 جاء في كتب اللغة أن المعروف : ما يستحسن من الافعال ، وكلّ ماتعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه (1) والمنكر : كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرّهه (.
وقيل عن المعروف : هو اسم لكلِّ فعل يُعْرَف بالعقل أو الشرع حسنه . والمنكر : ما ينكر بهما (3) ، أي كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقف في استقباحه واستحسانه ، فتحكم بقبحه الشريعة (4).
وجاء في مجمع البيان أنّ المعروف : الطاعة ، والمنكر : المعصية .
فضل الأمر بالمعروف

صفة الأمة

وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ
المخاطب بهذه الآية القرآنية هم المؤمنون كافة ، فهم مكلفون بأن (ينتخبوا منهم أُمّة تقوم بهذه الفريضة ، وذلك بأن يكون لكلِّ فرد منهم ارادة وعمل في ايجادها) (4).
وهي واضحة الدلالة على الوجوب ، فإنّ قوله تعالى : ( ولتكن ) أمر ، وظاهر الاَمر الايجاب هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى حصرت الآية الفلاح بهذا العمل . و (مِنْ) في (منكم) للتبعيض (1) ، لذا استدلّ أغلب الفقهاء على أن الوجوب كفائي (2) فإذا قام به البعض سقط عن الآخرين .
فضلت الأمة بها

( كُنتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمرُونَ بِالمعرُوفِ وَتَنهونَ عَنِ المُنكَرِ وتُؤمِنونَ بِاللهِ ) (3).
 عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قال في حجة حجها ورأى من الناس رعة سيئة فقرأ هذه : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } الآية ثم قال : يا أيها الناس من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله منها

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ألا إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله قرنت الآية القرآنية الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالايمان بالله تعالى ، وقدّمتهما عليه (لانهما سياج الاِيمان وحفاظه) (4).
ومعنى الآية : (صرتم خير أُمّة خُلقت ؛ لاَمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر وإيمانكم بالله ، فتصير هذه الخصال على هذا القول شرطاً في كونهم خيراً) (5) .
وهذه الخيرية (لا يستحقّها من أقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وصام رمضان ، وحجّ البيت الحرام ، والتزم الحلال ، واجتنب الحرام مع الاخلاص الذي هو روح الاِسلام ، إلاّ بعد القيام بالاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر...) (6).
واستدل الفقهاء بهذا الثناء الذي انحصر بهذه المزايا الثلاث على الوجوب (فمدحهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما مدحهم
صفة من صفات الصالحين حدّثنا عبد الله حدَّثني أبي حدثنا عبد الله بن نمير حدثن( لَيسُوا سَوَاءً مِن أهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائمةٌ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ الليلِ وَهم يَسجُدُونَ * يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليومِ الآخرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وَيُسارِعُونَ في الخَيراتِ وأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحينَ ) (3).
جعل الله تعالى الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر من علامات القيام بالواجبات ، ومن علامات الصلاح ، فلم يشهد الله تعالى لهم بالصلاح بمجرد الايمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4).
ومفهوم الآية هو انّ الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر لايعدّون من الصالحين ، ولولا الوجوب لما نفى صفة الصلاح عنهم .
من صفات المؤمنين: ( والمؤمِنُونَ والمؤمِناتُ بَعضُهُم أولياءُ بعضٍ يأمرُونَ بالمعرُوفِ وَينهوَن عَنِ المُنكَرِ ويُقيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤتَونَ الزَّكاةَ ويُطيعُونَ اللهَ ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم  (71) سورة آل عمران : 3 / 113 ـ 114 .

 الامر بالمعروف والناهى عن المنكركالمتصدق و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة

الامر بالمعروف والناهى عن المنكركالصحابة فى الاجر."

 إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم , ينكرون المنكر

التحذير من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون  (79

الهلكة     عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن عليكم قوما، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم».

عبد الرحمن بن الحضرمي # يقول : أخبرني من سمع النبي  صلى الله عليه وسلم يقول :  إن الناس إذا رأوا المنكر و لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه  .

مثل القائم على حدود الله و المدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها  :  لا ندعكم تصعدون فتؤذونا فقالوا  :  لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا  . ‌تخريج السيوطي ‏(‏حم خ ت‏)‏ عن النعمان بن بشير‏.‏ تحقيق الألباني ‏

 لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون  (79

متى نترك الأمربِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَر (‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏:‏ 5832 في صحيح الجامع‏.‏‌" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى نَتْرُكُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَنَا؟ قَالَ: «الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ. وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ. وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ»

درجات الأمربِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَر

عن أبي سعيد‏.‏ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان  . ‌عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ رَأَىٰ خَاتِماً مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ. فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَىٰ جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ» فَقِيلَ لِلرَّجُلِ، بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللّهِ : خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بِهِ. قَالَ: لاَ. وَاللّهِ لاَ آخُذُهُ أَبَداً. وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللّهِ  

صفات الامر بالمعروف والناهى عن المنكر

1- الصبر على الأذى

يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور  (17):

( وابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم )

: قوله تعالى : { واصبر على ما أصابك } يقتضي على تغيير المنكر وإن نالك ضرر فهو إشعار بأن المغير يؤذى أحيانا وهذا القدر على جهة الندب والقوة في ذات الله وأما على اللزوم فلا وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في آل عمران والمائدة وقيل : أمره بالصبر على شدائد الدنيا كالأمراض وغيرها وألا يخرج من الجزع إلى المعصية الله عز وجل وهذا قول حسن لأنه يعم

قوله تعالى : { إن ذلك من عزم الأمور } قال ابن عباس : من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره وقيل : إن إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عزم الأمور أي مما عزمه الله وأمر به

أن يعمل بمايقول

" ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد " .قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 234 : رواه تمام الرازي ( 217 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا مجاشع بن عمرو حدثني  منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن عمر # .

المصدر: الفقير لفتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 208 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

151,697

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله